أنت با أنت .. كفاك
جوتيار تمر
رسمني وردة جورية حمراء..تضعني فوق رف صنعته خصيصا..ترش بعطرك الهادئ حولي ليمتزج بعبقي،تلامس وجهي،تمسح دمعي،تزداد خفقات قلبي،أتيه في خطوط يدك ، أشم عبق روحك فترتوي ذاتي وتهذي في نفسها وكأنها ارتوت الناجود، أحاول أن ألمس منك ما فيك، أمد يدي، لتلامس وجهك، أجدك تبتعد تاركاً وراءك جثة تتلوى ألما ، وكأني أضرب على أوتار نفسك، وأغوص فيها، ألامسها بأفكاري، ولهفاتي، وأنين ذاتي،ومنها أستمد حرفي وأسطر آهاتي البليغاتِ،وكأن الهموم معها الآلام ترفع أرواحنا إلى آفاق السمو، فتدنو الروح ذاتها وتصرخ فيك، بك ، لك ، انهض بموتك محمولا، ومحتملا ،وشق عظمك دربا فيه تخرق صمت أيامك، وعمق جراحك.. فتمتطي صهوة جوادك متوجها صوب مدني الحزينة، وما أن تقترب حتى أراك تحيد عن أسواري ،أنت يا أنت أيها السامق ما لي أراك تمتنع عني، وتبتعد، وكأني بك لا تلامس في وجعي، وهذياني غير زفرات عابرة تداهم قلاعك الحصينة، فتمر عليها دون التفاتة منك،ولا حتى همسة تعيد إليها الروح، فتعود من جديد لتغمر عيني دمعا.
أنت يا أنت يا أيها الوجه العابس الممتلئ بالوجع، اقترب..اقترب وكفاك غرسا للآهات في ذاتي،لِمَ كلما اقتربت أشعرك تحرك فيّ لوعة، وأنا التي تناجيك في سرها وعلنها كفاك، لا تزد وجعي لوعة، أنا التي في رؤياك أتأمل نسيان بعض اكتئابي، قرب أيها السامق المتجلد مقلتيك من شفتي لترتوي بعض الشهد ، قربها من وجهي الذاوي لترى في شحوبه سر وجعه وانتحابه، وانظر في عيني عساك ترى صرخة اليأس وأشباح إنسانة فيه.
ألا تسمع نداء قلبي يصرخ أنت يا أنت..من كنتُ في أمسي الأبعد قد مثلته، ومن كنتَ ولم تزل تحلم به روحي على أروقة الزمن المزبد،أنت يا أنت..كفاك..ألا تسمع صرخات قلبي الممزق لا بالألم وحده إنما بأشياء بعضها الألم، أنت يا أنت..جوارحي فيك مخضلة بدمائها، وكأني بها تتمزق في أنفاسها كتمزق الأرض حين تودع أسرار الزرع.
أنت يا أنت..كفاك..ابتعادا..وخوفا من قلاعي..وراياتي السوداء المطعمة بلون دمي، ودمعي، اقترب، وحررني من أحاسيسي التي تحبسني في رؤى حبسي، انظر إلي، أنا ماذا أنا...أنا حرف تساقط دونما طرس، أنا بتُ أمزج ظلماءَك محترقة بلا رماد.. أنت يا أنت، ألا ترى ناب البدر أصبح يسلمني لجوع مخالب الشمس،أنت يا أنت.. كفاك..لقد تعب منك العتب...!
باقات احترامي لحرف لن يتكرر