قد دنا مشواري
ليلى عبد العزيز عريقات
يا نفسُ مهلاً قد دَنا مٍشْواري
لم يبقَ شيءٌ دُوِّنَتْ أخباري
زَمَنَ الطّفولةِ كنتُ أسعدَ طفلةٍ
فاحتْ زهوري وانتشَتْ أطْياري
وأبي بكلِّ مودَّةٍ قد حاطني
والأمُّ تهمي بالهنا المِدْرأرِ
كانت خُطايَ مع الرِّعايةِ لا تَني
ومضيْتُ بالإيمانِ والإصرارِ
وبدأْتُ أُنشِدُ لِلْحياةِ قصائداً
وأبي يُصَفِّقُ راعياً أشعاري
* * *
كنّا وكانوا ثمَّ أقبلَ عاصِفٌ
والرّيحُ تُعْوِلُ مثلَما الفُجّارِ
سلَبَ العِدا أرضي وعاثوا ويْلَهم
والإنكليزُ يُعينُ كالسِّمْسارِ
همَتِ الدموعُ وكم بكيتُ بِحُرْقَةٍ
قد جَرَّفوا سَرْوي مع الأسْوارِ
كم مِن شهيدٍ باتَ يَرْقى لِلسَّما
كم مِن أسيرٍ صامدٍ جبّارِ
والأهلُ هبّوا قاوَموا ببسالةٍ
حتّى الصِّغارُ مَضَوْا مع الثُّوّارِ
مستوطنونَ عَدَوْا عليْنا أتْلَفوا
شجَراً وهدّوا في الدُّجى دوّاري
وعدوُّ ديني حاقدٌ مُتَنَمِّرٌ
هدَمَ المساجِدَ مثلَ وحشٍ ضارِ
في المسجدِ الأقصى تدكُّ نِعالُهم
والأهلُ صَدّوا هجمَةَ الأشرارِ
وحجارةُ الأطفالِ تبعثُ رُعْبَهم
ما بالُكُم بالفارسِ المِغْوارِ!
ذاكَ المُلَثَّمُ كم يقضُّ منامَهُم
ويظلُّ منتصِباً لأجلِ الثّارِ
إنَّ العجوزَ غَدَتْ بأرضي لَبْوَةً
وحِذاؤُها ترمي على الغدّارِ
لا بُدَّ مِن يومٍ نُحَقِّقُ نَصْرَنا
ويُكَلِّلُ الأبطالَ تاجُ الغارِ
وأعودُ أسعَدُ إذْ أُقَبِّلُ تُرْبَها
وأقولُ قد عبقَتْ لنا أزهاري