يسعدلي مساكم كما تمنون...
فتى الورق ... ( الحلقة الرابعة )
ماالدافع من إحتفاظي بها ؟... ليأتي الجواب تلقائياً من صدى ذاكرتي. .. ربما أردتِ الإحتفاظ بخيبة أمل...كنت دائما أحتفظ بذكرى تميز خيبة أملي ...خيبة عدم إلتقائي به مجدداً ...أو خيبة إنني لم أكن بدرجة ذكاء عالية...كي أكتشفه رغم أنه كان يلازمني طوال السنة الدراسية...أو خيبة إنني تأخرت في إكتشافه...لا أعلم الدافع الرئيسي ... أو ربما لم أكن أريد الإعتراف به ...وما السبب الذي جعلني أحتفظ بهم في صندوق حديد... ذاك الذي يحتوي على عدة خيبات أمل...وبعض الأشياء والأدوات الطفولية...أو ذكرى من أحد الأصدقاء...ولا بد في كل صيف ... هذا الصندوق أن يشغل مساحة من وقتي في نفض الغبار عنه ... من باب إضافة عليه الجديد...وإسترجاع تليين الذاكرة من باب آخر...
" فتى الورق" ما الذي أتى به الى هنا...؟ رفعت رأسي وإلتفت من حولي...أين هو..؟...وكيف سأميزه من بين هذا الجمع.؟.. لا بد أنه مع إنقضاء أربع سنوات قد نضج...وأصبح يتمتع برجولية... يجب تعديل لقبه ..الى " رجل الورق" ...لكن هذه المرة فضولي لم يكن يقتصر بكلمة مضافة ...او إكتشاف كلمة السر...فقد بتُّ أدركها.."أحبكِ".. كانت هي كلمته الورقية تحت ختم إمضاؤه...والصوت الأخرس العالي بفتح فجوة فم غطاء الطاولة .."هذا أنا".... أخاطب نفسي...أين هو.؟..من منهم هو.؟..كيف سأتعرف عليه.؟..آه ه ه ...تذكرت...النظارات...نعم النظارات هي إحدى أدوات البحث ...لكن من بين من كانوا يرتدونها...لم يكن بياضهم شاسع...ولم أجد هذا الخط المستقيم الايسر من تسريحة شعره الناعم ...هذان الشيئان هما الدليل الوحيد على إنه هو ...لكنني ما زلت لا أراه ولم أتعرف عليه ...إلتفت مجدداً... يميناً ...ربما عاود الجلوس عن يميني.... لإستعادت مرحلة الطفولة...آه ه ه ...أيضا لم يكن موجود......أين هو يا ترى...؟... ها هو... عاد من جديد...لكن بلهجة فلسفية جديدة.. . وكتابة آخر الورقة جملة " أترك للقدر حرية التصرف"...
مع كلمة "أحبكِ " إمضاؤه الخاص وشعار جديد...
كل هذه الأعوام التي مضت وما زال يحبني...أتسائل...؟...
لكن لماذا ما زال يرتدي معطف الكلمات المثيرة...ولم يرتدي معطف الجرأة...لماذا لم يخلع مشلح الخجل..؟...ألم يكن هذا الوقت كاف...بدخول فصل جديد....لينتقل بثيابه من فصل طفولة الربيع... إلى فصل رجولة الخريف..... وأسئلة كثيرة أصبحت تلازمني...وأفكار كثيرة باتت تراودني...وفضولي هذه المرة كان أكبر...ومهمتي باتت أصعب...
البحث عن " رجل الورق" ...وخوض فصل شتائه الدافئ.....
للمزيد بقية إنتظروني...