فتى الورق... (الحلقة الاولى)
العاشرة...إنها تمام العاشرة بتوقيت بيروت ..لا دقيقة أكثر... ولا دقيقة أقل... دائما هذه الناظرة تتمتع بمواعيد دقيقة... ناظرة ...سأكتفي بهذه الكلمة ..وأترك لكم حرية التفكير...فهي ليست بحاجة الى تفصيل دقيق كمواعيدها...فكل ناظرة مشابهة لأخرى...جميعهم يتمتعون بنفس المبدأ وسياسة العمل...لولا ذلك لما نجحوا في إحتقار هذا اللقب أو أبدعوا به...كالحلونجي الماهر...والمثل القائل...ليس كل من صف صواني أصبح حلواني...
بدأت الزغاريد تعلوا أرجاء المدرسة...زغاريد ...نعم ...فكان رنين الجرس كالفرحة بالنسبة لي...كالعروس التي تزف ...أثناء عرسها الى عالم جديد... الفرصة ...موعد الفرحة حان...لتتنفس الصعداء من ضغط الدروس المتواصلة...و النهوض عن هذا المقعد الخشبي ...وإعطاؤه القليل من الأوكسجين قد حان أيضاً...
هو...كعادته...صديق هذه الغرفة فقط...صديق الجهة اليمنى...مرتبك بكتابه...عيناه فقط تتحرك من وراء هذه النظارات ...أما رأسه فثابت...حتى لون عيونه لا أدركها...ما أن أنظر إليه...حتى يسدل ستارها ويديرها الى الأسفل ...لا أتذكر منه سوى هذه التفاصيل...وأحياناً أكون بحاجة الى أجوبة عن درس ما قد فاتني...فأسأله كونه الأقرب الى طاولتي...كالشمندر الأحمر يتحول...والعرق منه يتصبب...فبياضه يفضحه ...وشفته السفلى ترتجف وهو يتكلم...فأشفق عليه وأجرده تلقائياً من هذه المهمة ...وأخاف أن يقع مغمياً بين يديّ ...ويتهموني به...غريب....يثير فضولي صديق الدراسة هذا ...لكن سرعان ما أتخطى مرحلة التفكير به...لأتوجه الى ساحة الملعب...وإتقان وظيفة تليين الدم المتخدر ..من الجهة السفلية في جسدي...بعد ثلاث ساعات دراسية متواصلة....
حصة التاريخ بدأت...وورقة بيضاء داخل الصندوق الخشبي الخاص بطاولتي حيث نمارس الكتابة موجودة أيضاً...فضولي في
للمزيد بقية إنتظروني. ...
مساكم ورد ...
صياماً مقبولاً وافطاراً هنيئاً. .