أُقدم لكم وجبتي قبل الإفطار من طريف ماقرأت وحفظت عن الجود والعطاء هذه القصة
التى تُروى عن خالد بن عبدالله القسري
وهو بالمناسبة
أحد خطباء العرب المشهود لهم بالفصاحةِ وسرعة الخاطر
وكان من أجواد العرب المشهورين
فيُحكى أن خالداً هذا
خرج مع أصحابه وحاشيته في يومٍ شديد البرد
فتصدى له أعرابي ، وحاول الخدم منعهُ .. ولاكنَّ خالدًا منعهم
وقال له: ماشأنك ياأعرابي
قال : نشادتك الله أيها الأمير أن تأمُرَ بقتلي
قال عجباً لك
هل خرجت عن الدين
قال حَشى لله
قال أقتلت قتيلاً
قال أعوذ بالله
قال إذاً لماذا أمُر بقتلك
قال:
لِأنَ لي عدواً شديداً لاسبيل لقهره ، يتعقبُني في كل مكان
وكاد أن يقتُلني ، وهو قاتلي لامحالة
قال :ومن هو حتى نُجيرك منه
قال :هو الفقر ، الفقر أيها الأمير
فضحِكَ طويلاً ثم قال له
وكم من المال تستطيع أن تُقاومهُ به
قال :أربعةُ ألافِ درهم
فقال الأمير لغُلامه أعطهِ أربعةَ ألاف درهم
فدعى له وأخذ المبلغ وهَمَّ بالإنصراف
ولاكنهُ سمع خالداً يقول لِـ أصحابه
أيُكم اكتسب اليوم ستةً وعشرين ألفاً
فَـ لم يُجب أحد
قال
فِـ أنا أكتسبتُها
لِـ أني قدرت لهذا الأعرابي ثلاثين ألفاً
ولاكنهُ طلب أربعةَ ألاف فربحنا الباقي
فرجع الأعرابي وقال له
أيها الأمير ..أيها الأمير
حشاك .. وأُعيذُكَ بالله أن تربح على مُؤامِّلِك
فقال خالدٌ للغلام
أعطهِ باقي الثلاثين ولاداعي لربحنا اليوم