جلست في دائرة النار
وألهبة دخان تتصاعد من زواياه السرية
تحرق ما تبقى من جمري
لتنام في حضن انتقام رغبة
يثملنا الانتظار بخمر تعتق في سراديب الروح و " دائرة النار " هنا تحيط بنا من كل اتجاه فقد مرت عليه أزمنة و عهود شتى من عصور الوجع و لا يزال الحال قائما قلب ينتظر في زجاجة من وجع تصطلي فيها رغبة الانعتاق من هذا القيظ و رغبات تتصارع بين بين و جمرة تلهب الشفاه كلما همست تنادي البعيد
هناك قارورة الجنون
تنتظر دورة انسكاب الحديث
على شفاهها
وسدادة الفجر
تغلق عُجز قصيدة
ذلك النداء الصامت برهبة الخشية من النطق ما جعل الروح ترتد دائما خلف باب النداء لا تحظى ببعض حديث كانت تنتظره على حر الجمر ليُحي فيها ما يميته اليأس و ثرثرة الصمت تصم أذن الوقت عن سماع أغنية الروح الجريحة
و لهذا جاء التعبير " سداد الفجر " رائعا حين يمنحنا إغلاقا تاما للحديث و بدء شعائر الصمت الرهيب
تتمرد دروب الخطوة
في نظرة قلبي
لذاك السياف ومقصلة
تحضر دورتها خلف ستار الأسود
لأعيش بين موتي وموتي
لحظات رقصي
مواعيد خطر
مجون يعيث في الروح
وجسد يغويه
كلما تعانق الانتظار مع حرقة الشوق كلما ازداد نحيب اللحظات الفارغة دون الحضور و تمردت الخطوات هل تكمل طريقا تعرف كم تؤلمها خطواته أم تعود من حيث جاءت و ها هو القلب قد امتلأ بنظرات انكسار و سيف الوقت يقطع رقاب اللحظات دون اكتراث فمن ينقذ الروح من هذا الموت و كل مواعيد الوقت عاقر لا تنجب إلا مواعيد فارغة من الحضور فيكاد الوهم يعربد في جنبات الروح و يأسر الجسد معه
وعلى ذاك الباب الخشبي
أسند خياله
ليعانق طيفي
ساعة واحدة
أثمرت رنين حزن
دمعة كفنتها آهة
تمددت كسبية
على نعش انتظار آخر
حتى الطيف يتمادي في تعذيبي و الحديث هنا على لسان الروح للنفس تبيح لها ما تخفيه عن عيون السماء هذا الطيف الذي يبيح ذاته لروحي ساعة من حنين تذهب سريعا كما تأت سريعا فلا يكاد الشوق يلمح دمعات الحزن من رحيل محتم و لا شمس يمكنها أن توقظ جسد تهاوى على نعش سرير ،، أسيرة أنا بين قيود لا تعتقني مهما استرضيتها أن تفعل
وهم عاث في روحي فسادا
وهمسا علقني على صدر رغبته
أيقونة ليلة حمراء
أخفيت إشارات الأنامل
وخفيف الكأس
خلف ضحكة هستيريه
قلبت ليل المجون إلى جنون
تتسأل روحي في يأس العاجز عن إدراك الحقيقة أين أنا من وهم تثمل به روحي و ها هو يعلقني أيقونة بعيد بين نجوم لا ترى السماء بريقها و ابتسامة فجر كاذب يقهقه في روحي ليعلن بداية النهار فقد ولى الحلم سريعا كما جاء سريعا لأظل عالقة على فراش الانتظار خلف ستار الأسود من يأس و حزن حولا ليل التوق للنور إلى لحظات من جنون
شيرين العزيزة
خلف ستار الأسود تتعانق لحظات الانتظار و روح تتجرع الشوق مدرارا
علها تحظى يوما بفيض إشراقة نور
كأن الذات الشاعرة هنا تواسي ذاتها بهذا الحديث و تبتغي سلما يخرج بها نحو أفق بعيد يتلمس النور في مكانه فما بين انتظار و انتظار تتراقص ألسنة اللهيب و يصاحب الوجع أيامنا و ما بين موت و موت ثمة حياة نعشقها تحيينا لبعض الوقت في انتظار موت آخر و كأن الحياة في ذاتنا سلسلة من موتات صغرى تنتظر موتا أكبر
غاليتي لروحك الألق كما ينبغي لها و لحرفك كل التقدير
ربما هي رؤية سريعة و ربما تخرج عن سرب الحرف لديك
لكن الروح بداخلي من تكتب ما يبيحه الحرف لها من نفسه
محبتي لك و لحرفك الراقي
عايده