لَسْتُ بِخَيرْ ؛
تَحِيّةٌ مَحْمُومَةٌ يُرْسِلُها البَحرُ
فَكيْفَ سَتُوَضّحُ لِفمِكَ
نَمُوذَجِيّةَ الغَرقْ ؟
كُنِ القَارِبَ الجَاهِزَ
أَوْ الشِّراعَ المُخْلصَ ؛
القَارِبَ الّذِي
يَحْمِلُنا
كُلّما اشْتعَلَ بِنا الحَرِيقُ ؛
الشِّراعَ الّذِي
يُصارِعُ الرِّيحَ
إِذا غَضِبَتِ العَاصفَةُ ؛
كُنِ المِجْدافَ الذِي
يُراوغُ المَوجَ
ويَمُدُّ يَدَهُ لِمَنْ أَدْركَهُ
الطُّوفانْ /
تَأَمَّلْ
فِي عَبقَرِيَّةِ يَدِكَ
لَا فِي شَراسَةِ
صَوْتِكَ
كَيْ تُقْنِعَ الجُزُرَ
البَعيدَةَ
بِازْدِواجِيّةِ المِلحْ
أَيُّها النَّهرُ
جَفافُكَ دَسِيسَةُ العَطَشِ
لَا تَكُنْ كَقَلبِ غَزَالةٍ
وَتُصَدّقُ
دَمعَ التِّمْساحِ القَديمِ
فَما تَزالُ الدَّلافِينُ
يُغْريهَا اللَّعبُ
ومَا تَزالُ الحِيتَانُ
تُمارِسُ
الصَّيدَ الخَبيثْ /
كَمْ بَحرًاً
يَحتاجُهُ هَذا الجَسدُ
ليُحوِّلَ حَريقَ الطِّينِ
تَارِيخاً ؟
كَمْ طِيناً
يَحْتاجُهُ هَذا الجَسدُ
لِيَمْحُوَ الدُّخانَ مِنَ
الخَريطَة ؟
كَمْ شَجَرةً
تَحْتاجُها ضِفافُكَ
لِتنَامَ العَصافِيرُ
مِلْءَ رِيشِها ؟
يا بَحرُ
نَحنُ المَوعُودُونَ بِالجَنّةِ
كَمْ سَعيراً يَكفِي
لِإِحْراقِ الفُصولِ الآسِنَة ؟
مُتعَبُونَ جِدّاً
فَاغْمُرِ الأَرضَ صَبْراً
كيْ تَختارَ عُشبَها
حِينَ انْتِهاءِ
الطُّوفَانْ .