بعدَ أن يَستيقظَ الكلام
ويُمسكُ الشَّمس من
غرَّتها
و يهلِّلُ بينَ المشرقينِ
ُ بخفقانهِ العظيم ....
أكونُ قد نظَّفتُ ذاكرتي
من الصَّمت..
ومسحتُ غُبارَ الغيابِ
بشهدِ السَّنا....
قبلَ أنْ يَمُدَّ الَّليلُ جناحيهِ
ليطير وتتوارى
الكلماتُ خلفَ تلَّةِ الحكاياتِ
سأُسَرِّحُ ألفَ نَجْمةِ صُبحٍ
أتقصَّى ألفَ احتمالٍ
واكتمال
كمَنْ يؤذِّنُ لمواقيت الزهور
ويَسترِقُُ السَّمع
لصلاةِ العطرِ بينَ فراشتين..
وأبتهِلُ كالغيثِ الأبيضِ
عندما ينهمِرُ على
صدرِ العاشقين
وأرقُبُ وراءَ المدِّ
أطيافَ الرَّاحلين
أرنو إلى هسيسٍ
يَلُوكُهُ الأثير
إذ كيفَ يمرُّ وحيُ الضَّوء
بالأحداقِ مُنكسِراً......؟
خجلٌ ماءُ البدايةِ بنا
مُذ باغتَنا السُّكونُ
وأنكرَنا حتى الغمام
فما زالَ يحملُ لنا
في ريقهِ طعمُ المسافة
بين الحقيقة ولوثة المعنى
إثرَ التراكمِ والدليل
إلى غمرة من الصفاء
في فضاء التجيير
والقصيدةُ عطشى
تعصِفُ بتربتها الفجائِعُ
فكيف يحررُ ماءَها
وجعٌ حنون....؟
لكنَّا حينَ هطلَ المطرُ
شفيفاً ناصعاً
صرنا مثل صوفيٍّ
بلا ظلٍ تعانقَ ساعداهُ
وراح بخرقتهِ يدور.....!