قصيدة ((لهفة الشراشف)) من ديوان (( سمنون والقنديل يشتعل)) - أحمد زكي الزبيدي
_____________________________________________
مِـــن أيــنَ ابـــدأُ قصَّتي كَي أُرجِعكْ
ولأيِّ حُــلــمٍ أشـتَــكـي كي يَسمعــكْ
فــهُــنا علــى حــرِّ الظــلام تــوجُّـــعــي
وتـلهُّــفِـــي ما دَام قُـــربِي مـوجــعَـــك
والصَّــمــتُ يـَـغــــتالُ العـطورَ فهــاهنـا
نَـــارٌ تموتٌ وبــسـمــةٌ لــن تــودعَــــكْ
هـل تسمــع الأصداء بيـــن أصابـعــي
تـبكي، فما جرأتْ يدي كي تَخلـعَـكْ
يــا لــلبــــلادةِ مــن شــــعــورٍ يَـقْــتَفـــي
صَــنَماً، فـأبدلتِ الـوسـادةُ مَـضـجَعَـكْ
قــل لي بربِّكَ: هــل مسستَ رطوبتـي
أم كنت ترجوها منَ الصَّنمِ الــمعـكْ؟
أولـــم يكـن من قبلُ عــرشيَ مثــلهـا؟
ماذا جرى حتى تُغيِّرَ مخــدَعـــك ؟ (1)
أولـم يكـن جـسدي لديــكَ مـقـدَّساً
والآن يـجتــرُّ المُنى كـي يُـولــــعــكْ
هـذي أنــا، فـوق الشراشـفِ لهـفـتـي
وثمــارُ نـفــسي حـلــوةٌ لن تــلـذعَــكْ
أمــلــلـتـني؟؟ تُـعــســاً لعــقـلـكَ أنّــــهُ
لا يُــدركُ الأنــثى التي لن تمـنـعــكْ
إذهـــب إلـيــها يـــا بـلـــيــداً إنَّــــهــا
تسترجعُ الأمسَ الذي كنتُ مــعكْ
_________________
(1) مخدعك : فراشك