نَشيج عرَبي دخِّن.. أنْتَ ملِكُ الْبار اِشْربْ ودخِّنْ! ذاتَ الْيَمينِ يُطَوِّحُ بِها الْمَوْجُ ذاتَ الشِّمالِ وذات الزِّلْزالِ! مُدْمِنٌ أُغْنِيَةً أنا.. ونَشيجاً عرَبِيّاً. أراها كَسَفينَةِ خَمْرٍ تغْرَقُ! لا تُلَوِّحُ لِمُنْقِذٍ وعَيْنايَ غامَتا مِنَ الْبُعْدِ.. إذْ هِيَ الشِّتاءُ وخَمّارَةُ ليْلٍ قُرْبَ الْبَحْر.. أو قُلْ هذهِ امْرأَةٌ خرْساءُ لا تُشْبِهُ النِّساءَ. وهِيَ لَها.. هِي لَها تِلْكَ الاِبْتِسامَةُ الشَّجِيّةُ فِي أحْضانِ قراصِنَةٍ بيضٍ بِأرْجُلٍ خَشَبِيّة. وآهٍ ياحُلميَ الْمُر.. هذهِ أُمّنا فِي زينَتِها بِأقْدامِها الْحافِيَةِ وشَعْرِها الْمُهْمَلِ. بيْني وبيْنها حِوارُ الدّموع! أمّنا كُلُّنا.. بالسُّكّرِ يالَيْلُ والْمِسْكِ يرْتَجُّ ورَكُها الْمَرْمَرِيّ! ولكِنّها الذِّئابُ.. اَلضِّباعُ والأفاعي فِي إهابِها تنْهَبُ. لا غريب فيها سِوايَ وكَلْبٌ شَريدٌ لا يَنْبَحُ وقُطّاعُ طُرُقٍ يَعُدّونَ غَنائِمَهُمْ بِها فِي كوخٍ مهْجورٍ وأنا لا أنامُ .. أبُلّ ريقَها بِأقْصى الشِّعْرِ.. هِيَ لا تُلَوِّحُ لِمُنْقِذٍ ولا ينْبَحُهُمْ كلْبُ؟ فأمْرُها كَما يَشاءُ الظّلامُ! مُدْمِنٌ أُغْنِيَةً أنا وما زِلْتُ لَها عاشِقاً.. لَها اللّهُ ياهذا اَلأحْزابُ غَرابيبٌ سودٌ عَلى هامَتِها تنْعَبُ. أتَرى ياوَجْدُ؟ أنا مُدْمِنُ أغْنِيَةٍ مُهَرِّبُ أحْلامٍ! وَحيداً كحَجَرٍ.. أتَدَحْرَجُ أبَداً في المنافي.. وَهُمْ فِي ازْدِيادِ. فَاسْقِنيها ياخَمّارُ أنا أتَرَقّبُ جِيّادَها الْوَحْشِيّة أوْ خُذْنِي لأِنامَ لَدَيْها هِيَ قَدَري وقَدَحي اَلشّمْسُ قُرْبَ الْبَحْرِ والظِّلُّ! كَفاك يالَيْلُ.. أنا وإِيّاها فِي كُوَّةِ حُزْنٍ. وكَفاها يارَبُّ بَلاءً فَوَجَعُها لا يُعْشِبُ إلاّ أوْجاعاً وَحِنْطَتُها لِلْجَرادِ وَجِراحُ جُرْحِها الْمَنْكوءِ الّذي يَجْهَشُ لا تُحْصى أوْ تُحَدُّ وباتتْ لا تَعْرِفُ .. إلاّ هَمّاً وغَمّاً ولا مَعْنى أوْ طَعْماً لِلرُّقادِ! م . الزهراوي أ . ن |