-1-
أَعُدُّهُ هَـمَّاً فَهَـمَّاً
ثُـمَّ أُصغي للغيوبْ
أَراهُ أَقصَرَ الخُطوبْ
كقُبلةٍ مسروقةٍ،
في السرِّ،
مِنْ خَـدِّ الحبيبْ
أو قَمَرٍ
في الليلةِ الأُولى بَدا
تَحملُهُ الأقدارُ
في كَـفِّ الـمَغِيبْ!
-2-
أَعُـدُّهُ حُزْناً فَـحُزناً
ثُـمَّ أُصغي للطبيبْ:
- يا ولَدي
لا طِبَّ يَشفي العُمرَ
مِنْ داءِ القِصَرْ
ولا دواءَ قادرٌ
على تجاوزِ القَدَرْ
وهذهِ فاجعةٌ
مَـرَّتْ على سواكَ مِنْ بني البشَرْ
وكلُّ مُـعجِزٍ مَضَى
وكلُّ مَوكبٍ عَبَرْ
وكلُّ مَنْ في الأرضِ،
كلِّ الأرضِ،
يُزمِعُ السَّـفَرْ
-3-
يا سيدي الطبيبْ
لا بأسَ لو يَـجيءُ هذا العمرُ
حُلواً
ثُمَّ يُبطئُ الرَّواحْ
لكنني
أَعُـدُّهُ جُرحاً فَجُرحاً
لا أُذيعُ سِرَّ حُزنيَ المُباحْ
أَلُـمُّ ما يَبقَى
مِن النَّبضِ الشَّقيِّ
بعدَ أَنْ تَمضي رياحٌ
قبلَ أنْ تأتي رياحْ
حتَّى يَحينَ موعدٌ
يَنـزُّ فيهِ آخرُ الجراحْ!
.........