رؤية نقدية للدكتور/ ثروت عكاشة السنوسي
بعنوان:
صور الاستهلال السردي لدى القاص وعلاقتها بالبيئة والمتلقي
لعلّ استهلال الأعمال لقصصة يُعتبر من أهم الأشياء التي يمكن أن تجذب القارئ للدخول إلى عالمه، وهو في الوقت ذاته إبداع لنصوص موازية لجسد القصّة، بل بمثابة ماعون يصب فيه السارد محتويات مادته القصصية، وإبداعاته الفنية التي تعبر عن قدراته الابداعية ومهاراته اللغوية، أمام قارئ مهما يكن مستوى ثقافته الفكرية، فهو يحثه على قراءة أعماله والتفاعل معها بواقعية من خلال استخداماته لمفردات بيئية يعرفها القارئ، أو سمع عنها؛ وبالتالي هي ليست غريبة عنه، وأرى أن الاستهلال يعد الدافع الحقيقي ليدخل القارئ عالم المبدع ويتفاعل معه، فعن طريقه يمسك المتلقي بالخيوط الأولى للعمل ويحاول تتبعها وصولاً إلى نهايتها ، والتي يأمل أن تعبر عن توقعاته، وشعوره.
فالبداية المحفزة للقارئ ، تعد علامة اصطلاحية يستعان بها في القصّ على توصيل دلالات اصطلاحية يعدها الكاتب أساساً لتوصيل ما يريده من فكر للمتلقي.
وبقليل من الجهد ندرك أن الاستهلال خلقٌ جمالي، يُدركُ ويثمنُ فيه القاصُّ المبدع ذكاءَ المتلقي، ويشاركهُ أفقَ عمله الأدبي، بل ويُنمي لديه أداوته وإحساسه بالجمال، فنمو حدس المتلقي بعد قراءة أكثر من عمل أدبي بارع، ما كان إلا من تنبؤ الاستهلال وصدق نبوءته المستقبلية.، والتي تفترضها النبوءة سلفاً التقاء الحدس الفني لدى الكاتب والحدس النقدي لدى المتلقي.
والكاتب حين يكون أكثر براعة، وتطوراً فكرياً وفنياً، ويلتقي مع قارئ ذي عقلية نقدية فاعلة متفاعلة، قد تمنح قصته المتلقي قطعة أدبية فريدة، إضافة لمفاتيحها التي ينجح القارئ نفسه في فهمها وتأويل معانيها بما يتفق ومعطيات فكر الكاتب.
من هنا كان الاستهلال مهما لفتح طريق للقارئ للوصول بفاعلية إلى المادة المعروضة من خلال استخدام الكاتب لأدوات ترتبط أساساً ببيئة المتلقي المكانية والزمانية على حدٍ سواء، ومن هنا يصبح الاستهلال منطقةً متفقاً عليها حيث يلتقي فيها الكاتب المفكر بالمتلقي الذكي للوصول للطرح القصصي في أفضل صورة دالة على تحقق الهدف الذي يرمي إليه الكاتب ويتوقعه القارئ..
فقد يأتي القاص بألوان من الاستهلال السردي مجدداً ما أمكن، مغيراً شكلها، مستفيداً من نمو حدس المتلقي، فيبدأ بجملة اسمية تارة، أو فعلية تارة أخرى، وربما ظرفية في الثالثة، وقد تكون بإشارة ما، أو حتى جملة حوارية، أو سؤالاً يحمل عصفا ذهنيا للمتلقي ليشاركـ الكاتب فكرة ما يريد الوصول إليها بمشاركة القارئ نفسه، فمن الاستهلال ما قد يكون خادعاً، ومنه ما قد يكون محفزاً، ومنه الممانع والآخر المؤسس لموضوع ما. لذا أحبتي وجب التنويه إلى أهمية الجملة الاستهلالية أو افتتاحية العمل القصصي لما له من قدرة على جذب المتلقي للعمل وتشويقه إليه، وتحفيزه لقراءته بتعمق واهتمام..
***
د/ ثروت عكاشة السنوسي
عضو اتحاد كتاب مصر ورئيس نادي القصة بأسيوط
ومدير المركز العربي للدراسات والبحوث الأدبية والفنية
(( منقوووول ))
بعنوان:
صور الاستهلال السردي لدى القاص وعلاقتها بالبيئة والمتلقي
لعلّ استهلال الأعمال لقصصة يُعتبر من أهم الأشياء التي يمكن أن تجذب القارئ للدخول إلى عالمه، وهو في الوقت ذاته إبداع لنصوص موازية لجسد القصّة، بل بمثابة ماعون يصب فيه السارد محتويات مادته القصصية، وإبداعاته الفنية التي تعبر عن قدراته الابداعية ومهاراته اللغوية، أمام قارئ مهما يكن مستوى ثقافته الفكرية، فهو يحثه على قراءة أعماله والتفاعل معها بواقعية من خلال استخداماته لمفردات بيئية يعرفها القارئ، أو سمع عنها؛ وبالتالي هي ليست غريبة عنه، وأرى أن الاستهلال يعد الدافع الحقيقي ليدخل القارئ عالم المبدع ويتفاعل معه، فعن طريقه يمسك المتلقي بالخيوط الأولى للعمل ويحاول تتبعها وصولاً إلى نهايتها ، والتي يأمل أن تعبر عن توقعاته، وشعوره.
فالبداية المحفزة للقارئ ، تعد علامة اصطلاحية يستعان بها في القصّ على توصيل دلالات اصطلاحية يعدها الكاتب أساساً لتوصيل ما يريده من فكر للمتلقي.
وبقليل من الجهد ندرك أن الاستهلال خلقٌ جمالي، يُدركُ ويثمنُ فيه القاصُّ المبدع ذكاءَ المتلقي، ويشاركهُ أفقَ عمله الأدبي، بل ويُنمي لديه أداوته وإحساسه بالجمال، فنمو حدس المتلقي بعد قراءة أكثر من عمل أدبي بارع، ما كان إلا من تنبؤ الاستهلال وصدق نبوءته المستقبلية.، والتي تفترضها النبوءة سلفاً التقاء الحدس الفني لدى الكاتب والحدس النقدي لدى المتلقي.
والكاتب حين يكون أكثر براعة، وتطوراً فكرياً وفنياً، ويلتقي مع قارئ ذي عقلية نقدية فاعلة متفاعلة، قد تمنح قصته المتلقي قطعة أدبية فريدة، إضافة لمفاتيحها التي ينجح القارئ نفسه في فهمها وتأويل معانيها بما يتفق ومعطيات فكر الكاتب.
من هنا كان الاستهلال مهما لفتح طريق للقارئ للوصول بفاعلية إلى المادة المعروضة من خلال استخدام الكاتب لأدوات ترتبط أساساً ببيئة المتلقي المكانية والزمانية على حدٍ سواء، ومن هنا يصبح الاستهلال منطقةً متفقاً عليها حيث يلتقي فيها الكاتب المفكر بالمتلقي الذكي للوصول للطرح القصصي في أفضل صورة دالة على تحقق الهدف الذي يرمي إليه الكاتب ويتوقعه القارئ..
فقد يأتي القاص بألوان من الاستهلال السردي مجدداً ما أمكن، مغيراً شكلها، مستفيداً من نمو حدس المتلقي، فيبدأ بجملة اسمية تارة، أو فعلية تارة أخرى، وربما ظرفية في الثالثة، وقد تكون بإشارة ما، أو حتى جملة حوارية، أو سؤالاً يحمل عصفا ذهنيا للمتلقي ليشاركـ الكاتب فكرة ما يريد الوصول إليها بمشاركة القارئ نفسه، فمن الاستهلال ما قد يكون خادعاً، ومنه ما قد يكون محفزاً، ومنه الممانع والآخر المؤسس لموضوع ما. لذا أحبتي وجب التنويه إلى أهمية الجملة الاستهلالية أو افتتاحية العمل القصصي لما له من قدرة على جذب المتلقي للعمل وتشويقه إليه، وتحفيزه لقراءته بتعمق واهتمام..
***
د/ ثروت عكاشة السنوسي
عضو اتحاد كتاب مصر ورئيس نادي القصة بأسيوط
ومدير المركز العربي للدراسات والبحوث الأدبية والفنية
(( منقوووول ))