طفح كيلها
يحكى أن فلاحا طيبا كانت له زوجة متسلطة ذات مزاج حاد وتثور لأتفه الأسباب..لكنه كان صبورا ويحاول ارضاءها على الدوام..وذات يوم ذهب الى السوق الاسبوعي،وهناك التقى باصدقائه القدامى..فجلسوا في مقهى يتحدثون ويضحكون وهم يتذكرون الأيام الخوالي..وعندما هم بتوديعهم..سأله أحدهم مازحا:_أيمكنك دعوتنا للعشاء غدا..؟ فوجم قليلا..ثم هتف أحد رفاقه قائلا :_لابد أن يستشير زوجته أولا..!. كان أصدقاؤه يعلمون طباع زوجته الحادة فأرادوا السخرية منه..أجابهم غاضبا:_أنا رجل البيت و سأدعوكم الليلة للعشاء..ثم إن زوجتي ستسعد كثيرا، إنها طيبة رغم مايشاع عنها..فتلك مجرد افتراءات ..على الرحب والسعة أصدقائي.. لا تتأخروا..!
قضى الفلاح حاجياته واشترى مستلزمات البيت بما فيها وليمة الضيوف..وعاد الى منزله مشيا على الأقدام..وسرعان ما تذكر عصبية زوجته وسلاطة لسانها فندم على دعوة أصدقائه..لكنه لم يكن في استطاعته الاعتذار أو التراجع عن الدعوة المباغتة..
استقبلته زوجته عند الباب بتبرم وهي تلومه على التأخير..تجاوزها عابسا واتجه الى المطبخ ليضع مشترياته..
برقت في ذهنه فكرة، فاستدار اليها مبتهجا وأمسك يدها وقال برجاء:- عزيزتي لقد اضطررت الى دعوة أصدقائي القدامى ..قاطعته بضيق:-لا بأس سأعد لهم عشاءا دسما لن يتوقفوا عن امتداحه...رد زوجها باستعطاف:- لا عزيزتي انا أعرف أنك ماهرة وسوف تبهرينهم بالتأكيد،لكن لدي طلب صغير فقط..عقدت زوجته حاجبيها وسألته :_ إذا أنت تنوي جعلهم يبيتون عندنا ..؟حسنا لا ضير من إعداد فطور شهي..قال زوجها :_لا زوجتي العزيزة إنه أمر آخر..توقف للحظات وهو يرمقها بنظرات وجلة ثم أردف بسرعة :_أريدك ان تكوني لطيفة معي اليوم..اليوم فقط..لا تثوري ..لا ترفعي صوتك..لا تغضبي ..وسوف أحضر لك هدية تختارينها بنفسك عندما آخدك معي الى السوق..
فكرت زوجته قليلا ثم قالت برقة:_ حسنا سوف أحاول لجم لساني وضبط أعصابي..سأصبر مادام في الأمر هدية يا زوجي العزيز..
أسرعت الى المطبخ وانهمكت في إعداد الطعام..وبعد ساعات حضر الضيوف..استقبلهم الفلاح بحفاوة..وأوصى زوجته بإحضار صينية الشاي والمكسرات ..وبعد برهة نادته وهي تقف في الردهة،ليحمل الصينية الى الضيوف..وبعد أن صب أول كوب ..هب واقفا..صاح بأعلى صوته :_ما بال هذا الشاي أصفرا يا امرأة ألا تعلمين أن الشاي يجب أن يكون ثقيلا..ثم تابع صب الشاي وهو يتذمر،.. وقدمه للضيوف..بدأوا في ارتشاف الشاي وهم مندهشون للهدوء الذي يخيم على البيت..بعد برهة جاءت زوجته تحمل طبقا كبيرا ونادته ..هرول اليها وحمله عنها..ودعا ضيوفه لتناول العشاء..وما إن ازدرد اللقمة الأولى حتى صاح بأعلى صوته مزمجرا :_لقد أكثرت الملح في الطعام يا امرأة.. ألا تعلمين أنه مضر..؟ تبادل مدعووه نظرات الاستغراب والدهشة..في حين كانت زوجته تصر على أسنانها من الغيظ..وهي تنتظر انصراف الضيوف بفارغ الصبر..
بعد قليل نادته وهي تحمل في يديها اناء الماء وآنية لكي يغسل الضيوف ايديهم..فتناولهما منها متحاشيا النظر اليها..أسرع الى البهو..صب الماء على يده وصاح قائلا : هذا الماء بارد يا امرأة..أعجزت عن تدفئته ولو قليلا..؟نادته زوجته في الحال قائلة :_لقد أخطأت وأعطيتك الماء البارد..تعال وخذ الماء الدافىء ..نظر الفلاح الى ضيوفه وابتسم بثقة..ثم هرع الى المطبخ وما كاد يتخطى عتبته حتى ضربته بمغرفة خشبية كبيرة وسال الدم من جبينه..وقالت بغضب :_لا أريد هديتك أيها الأحمق..!
وضع يده على جبينه وفر إلى أصدقائه.. نظروا الى خيوط الدم التي تسيل من بين أصابعه ..فسألوه بخبث :_ماذا حل بك..؟ إفتعل ضحكة عالية وقال :_لقد أزعج كلب الجيران زوجتي فألقمته حجرا لكنها أخطأته فأصابتني..!
تبادل أصدقاؤه النظرات ..ثم انفجروا ضاحكين..!
من التراث الشعبي
حنين فيروز18/11/2014
يحكى أن فلاحا طيبا كانت له زوجة متسلطة ذات مزاج حاد وتثور لأتفه الأسباب..لكنه كان صبورا ويحاول ارضاءها على الدوام..وذات يوم ذهب الى السوق الاسبوعي،وهناك التقى باصدقائه القدامى..فجلسوا في مقهى يتحدثون ويضحكون وهم يتذكرون الأيام الخوالي..وعندما هم بتوديعهم..سأله أحدهم مازحا:_أيمكنك دعوتنا للعشاء غدا..؟ فوجم قليلا..ثم هتف أحد رفاقه قائلا :_لابد أن يستشير زوجته أولا..!. كان أصدقاؤه يعلمون طباع زوجته الحادة فأرادوا السخرية منه..أجابهم غاضبا:_أنا رجل البيت و سأدعوكم الليلة للعشاء..ثم إن زوجتي ستسعد كثيرا، إنها طيبة رغم مايشاع عنها..فتلك مجرد افتراءات ..على الرحب والسعة أصدقائي.. لا تتأخروا..!
قضى الفلاح حاجياته واشترى مستلزمات البيت بما فيها وليمة الضيوف..وعاد الى منزله مشيا على الأقدام..وسرعان ما تذكر عصبية زوجته وسلاطة لسانها فندم على دعوة أصدقائه..لكنه لم يكن في استطاعته الاعتذار أو التراجع عن الدعوة المباغتة..
استقبلته زوجته عند الباب بتبرم وهي تلومه على التأخير..تجاوزها عابسا واتجه الى المطبخ ليضع مشترياته..
برقت في ذهنه فكرة، فاستدار اليها مبتهجا وأمسك يدها وقال برجاء:- عزيزتي لقد اضطررت الى دعوة أصدقائي القدامى ..قاطعته بضيق:-لا بأس سأعد لهم عشاءا دسما لن يتوقفوا عن امتداحه...رد زوجها باستعطاف:- لا عزيزتي انا أعرف أنك ماهرة وسوف تبهرينهم بالتأكيد،لكن لدي طلب صغير فقط..عقدت زوجته حاجبيها وسألته :_ إذا أنت تنوي جعلهم يبيتون عندنا ..؟حسنا لا ضير من إعداد فطور شهي..قال زوجها :_لا زوجتي العزيزة إنه أمر آخر..توقف للحظات وهو يرمقها بنظرات وجلة ثم أردف بسرعة :_أريدك ان تكوني لطيفة معي اليوم..اليوم فقط..لا تثوري ..لا ترفعي صوتك..لا تغضبي ..وسوف أحضر لك هدية تختارينها بنفسك عندما آخدك معي الى السوق..
فكرت زوجته قليلا ثم قالت برقة:_ حسنا سوف أحاول لجم لساني وضبط أعصابي..سأصبر مادام في الأمر هدية يا زوجي العزيز..
أسرعت الى المطبخ وانهمكت في إعداد الطعام..وبعد ساعات حضر الضيوف..استقبلهم الفلاح بحفاوة..وأوصى زوجته بإحضار صينية الشاي والمكسرات ..وبعد برهة نادته وهي تقف في الردهة،ليحمل الصينية الى الضيوف..وبعد أن صب أول كوب ..هب واقفا..صاح بأعلى صوته :_ما بال هذا الشاي أصفرا يا امرأة ألا تعلمين أن الشاي يجب أن يكون ثقيلا..ثم تابع صب الشاي وهو يتذمر،.. وقدمه للضيوف..بدأوا في ارتشاف الشاي وهم مندهشون للهدوء الذي يخيم على البيت..بعد برهة جاءت زوجته تحمل طبقا كبيرا ونادته ..هرول اليها وحمله عنها..ودعا ضيوفه لتناول العشاء..وما إن ازدرد اللقمة الأولى حتى صاح بأعلى صوته مزمجرا :_لقد أكثرت الملح في الطعام يا امرأة.. ألا تعلمين أنه مضر..؟ تبادل مدعووه نظرات الاستغراب والدهشة..في حين كانت زوجته تصر على أسنانها من الغيظ..وهي تنتظر انصراف الضيوف بفارغ الصبر..
بعد قليل نادته وهي تحمل في يديها اناء الماء وآنية لكي يغسل الضيوف ايديهم..فتناولهما منها متحاشيا النظر اليها..أسرع الى البهو..صب الماء على يده وصاح قائلا : هذا الماء بارد يا امرأة..أعجزت عن تدفئته ولو قليلا..؟نادته زوجته في الحال قائلة :_لقد أخطأت وأعطيتك الماء البارد..تعال وخذ الماء الدافىء ..نظر الفلاح الى ضيوفه وابتسم بثقة..ثم هرع الى المطبخ وما كاد يتخطى عتبته حتى ضربته بمغرفة خشبية كبيرة وسال الدم من جبينه..وقالت بغضب :_لا أريد هديتك أيها الأحمق..!
وضع يده على جبينه وفر إلى أصدقائه.. نظروا الى خيوط الدم التي تسيل من بين أصابعه ..فسألوه بخبث :_ماذا حل بك..؟ إفتعل ضحكة عالية وقال :_لقد أزعج كلب الجيران زوجتي فألقمته حجرا لكنها أخطأته فأصابتني..!
تبادل أصدقاؤه النظرات ..ثم انفجروا ضاحكين..!
من التراث الشعبي
حنين فيروز18/11/2014