النّهْر اللاّيُسَمّى
محمد الزهراوي أبو نوفل
يعْرِفُه اللًيْلُ..
يَسْألُ عنْها
كَما جاء
في الأخْبار.
ويَقولونَ..
ليْلى!!
مَريضَةٌ مِنَ الْحُبِّ
بالعِراق..
وشامِخَةٌ كَماعَلى
سجّادَةِ الصّلاةِ.
غَنّوا لَها..
فِي عينَيْها
بَقايا الصّباحِ.
ألا تَروْا؟..
تَنْهَضُ مِنْ
رَمادِ الأساطيرِ
وَهِيَ الْمُزْدَهاةُ
بِالْجُرْحِ وحْشِيّاً
وتَهْذي مِثْل
نافورَةٍ الميْدانِ
بِتُراثٍ مِنَ الْعُرْيِ.
تَحْمِلُ الإبْريقَ
وَما فيهِ لِتَبْدأَ
احْتِفالاً بِهِ وحُلْمَها
الْمُسْتَبْسِلَ الرّحْبَ
ولا تَخْجَلُ بِما
هِيَ علَيْهِ مِنَ
الكُحْلِ والتّبَرُّجِ..
مُتَأنِّقَةً بِمَهارَة
مُزْدانَةً بِغَمّازَتَيْنِ
والْخالِ الْجَميل.
فَيَنْسى أيّامَ
التّيهِ الطّويلَةَ..
جوعَ الجسَدِ
والتّشَرُّد والبَرْد
وزَمانَ الْفَقْدِ
فِي الشّوارِعِ.
هُوَ النّهْرُ
اللاّيُسَمّى يجْري
أمام الوَرى..
حتّى يَنالَ مِن
ساقيْها يرْوي ثَرى
ساحِلِها المُغْوي
وأشْياءها الخَجْلى
هُو اَلْخُيولُ فِي
مَدها الْبَحْرِيِّ
وجَزْرٌ ومَدّ!
يُعِدُّ أعْراساً
لَها فِي ولَهٍ..
يَذْرَعُ بِها الأنْواءَ
فِي الْحُلْم..
يَرْصُدُها لِلتّهَتُّكِ
وفِي هَمِّها يَنامُ
عَلى أسْطُحِ المُدُنِ.
وإذْ يَمْشي..
يَحْمِلُها بَعيداً حتّى
لا تَسْتَسْلِمَ لِهَلاكٍ.
هِيَ تَجْهَشُ
وهَوْدَجُها يَميل.
إذْ لَم يَعُدْ لَهُ
مِن وقْتٍ..
فِي رَماد هذاِ
الشّرْقِ الحَزينِ.
هاهُما فِي الْميناءِ
وعَلى صدْرِهِ
شارَةُ الْهِجْراتِ.
هلْ تَسَعُ
السّفائِنُ كُلَّ
هذا الْحُبّ؟
هُو الْوَميضُ
الآخرُ لا تقولوا
انْتَهى هُوَ في
قلْبها يَخْفِقُ
وسوْفَ يبْدَأُ..
حينَ يَعودُ
مَعَ الْعُشّاقِ
وطُيورِ الْمَساءِ
م . الزهراوي
أ .ن