طفل المشانق
تكور كطفل السبعة أشهر بين تلافيف رحم السجن , صهلت احصنة ذاكرته للفرار نحو ارض الطفولة بطائرته الورقية وعشر فلوس تحت وسادته القرمزية كان له عند كرسيها الأعرج بعض من صور نرجسية, امتد ذراع صوت أبيه فوق أريكة كتفه الوردية , فقام من معبد الروح نحو قضبان زنزانة فردية ماسكا العشرة بأجفان كفه ورمشا ملويا ,فأجهش كرنفالا في العيد ينادي الحسناوات أقراطا بحرية , قال لها: كنت عيدا صلب في غبشتة روحي المدمية , فهلال عيني أنت وبؤبؤ العمر وبعض من ورد يا نديا, حينها راحت تداعب قضبان شعرة وقناديل ضوء مخفيا , فانسلت فروة الرأس بين جلابيب حبل كان محميا, وارتفعت الأصوات وتعالت الضحكات وتزاوجت لتولد برزخا منسيا , وتبخرت الآم الطفولة لتستنشقها الذاكرة الغبية , حتى أسرعت خطى حبل نحره من الخاصرة نحو طائرته الورقية وارتفعت في السماء مثل عشرته بين أيدي القمار مرميا ,فماجت الأرض وأسرجت للسماء فينيقا جليا , حتى انغرس ذراع صمته بين أحشاء قضبانه ليبصر طفل روحه معلقا برمش مشنقة ورقية , عاد من بين القضبان يسل خيوطها ويبرم كالعجائز طفولة المشانق وجسدا اخرقا رماه في المزابل فقد اتى حارس السجن وسحبه نحو مقبرة غربية , فاستند عطر سمعه لوسادة قرمزية كانت بعشر فلوس همجية ....
أمل الغزالي