أسفاً يا عراق
أسفاً يا عراقُ ..كنتَ حبيبي
...... وسروري عند الأسى والخطوبِ
وشفائي إذا تعــاظمَ داءٌ
...... وضمادي إذا تـَداعتْ نُـدوبـي
ومحطاتِ عِشقيَ المتناهي
...... وخُطى غُلمتـي وكلَّ دروبـي
فلماذا غيرُ العراق دوائـي ؟
...... ولماذا غـيرُ العـراق طبيبـي؟
ولماذا غيرُ العراق مَـحطّي؟
...... ولماذا غيرُ العراق مَغيــبـي ؟
أفَليسَ النخيلُ فيه ملاذي
...... يومَ أشتاقُ للـثرى المَخضوبِ؟
حيثُ أعذاقُ تَمرِهِ المُتداني
....... أَشتهيـهِ كعاشقٍ مـَـجذوبِ
والنهيراتُ مِنْ ذواتِ المرايا
....... كُـنَّ دَهراً مَلاعبـي ودَبيبـي
أَتَملَّى أمواجَهُـنَّ رِقـاقاً
....... كُلَّ إشراقـةٍ وكلَّ غُـروبِ
كنتُ أسعى في جنةٍ غَمَرتْني
....... بِفريدٍ مِن اللذيـذِ العَجيـبِ
فَكَأنِّـي أقولُ للبدرِ :أَقبِلْ
...... نَـتَسامرْ، وللكواكبِ: غِيـبي
ولِقلبي : هذا هَواكَ فَمَرحَى!
...... ولِـنفسي أقولُ: يا نفسُ ذوبي
أَحقيقٌ بِـمَـنْ تعشَّقَ أرضاً
...... أنْ يُرَى في ربوعِها كالغريبِ؟
ويَرى غيرَهـا تُرحِّبُ فـيهِ
....... وتُواسـيهِ بالـمُنى والطُّــيوبِ
يا عراقَ الـمُنى: أغيرُكَ أولَى
....... بِحَناني وعطفيَ الـمَسكوبِ
فسلامٌ على زمانٍ تَقَضَّى
....... كنتَ فيـهِ الأنـا وخيرَ نَسيبِ
وسلامٌ على الجمالِ تَماهَى
....... وبَهاءٍ قد امَّحَى بِالعُيــوبِ
وعلى فِتـنةٍ سَمَتْ ثمَّ جاءتْ
....... ِفـتنةٌ أجهزتْ على المَرغوبِ
وسلامٌ على عراقٍ سَـليبٍ
....... ورَجــاءٍ مازالَ غيرَ سليبِ
نِلتُ منه الضَّنَى على طولِ صَبرٍ
........ والذي نـالهُ أخو عُرقوبِ
أَرخَصَتْ مُهجتي النفيسَ إليهِ
....... وهو ما انفكَّ يَصطفي تَعذيبي
ورأيتُ الذي أُصدِّقُ عيني
........ وجَناني غافٍ على التكذيبِ
فَتَصدَّقتُ بالحنانِ عليـهِ
....... قلتُ: قد يستقيمُ عَمَّا قريبِ!
وسلامٌ على الكنوزِ تلاشتْ
....... وتُراثٍ مُغَــيَّبٍ مَحْـجوبِ
وعلى أعظمِ التواريخ شراً
....... عِشتُ فيه خِتامَ عُمرٍ كَئيبِ
وعلى فائتٍ وليسَ بِـآتٍ
....... ما أرى فيهِ غايةَ المطلـوبِ
وعلى كلِّ باهرٍ ونفـيسٍ
........ وعلى الناهبـينَ والمَنـهوبِ
.....
أسفاً يا عراقُ.. كنتَ حبيبي
....... فقبلتَ انتهاكَ عِرضٍ مَهيبِ
وغَفَتْ مُقلتاكَ عَنْ سُقَطاءٍ
........ نَكِراتٍ قادوكَ بِـالترهيبِ
فإلى أينَ وجْـهةٌ ومَصـيرٌ
....... بعدَ هذا المَغيبِ؟هلْ مِنْ مَغيبِ؟
.........
...... وسروري عند الأسى والخطوبِ
وشفائي إذا تعــاظمَ داءٌ
...... وضمادي إذا تـَداعتْ نُـدوبـي
ومحطاتِ عِشقيَ المتناهي
...... وخُطى غُلمتـي وكلَّ دروبـي
فلماذا غيرُ العراق دوائـي ؟
...... ولماذا غـيرُ العـراق طبيبـي؟
ولماذا غيرُ العراق مَـحطّي؟
...... ولماذا غيرُ العراق مَغيــبـي ؟
أفَليسَ النخيلُ فيه ملاذي
...... يومَ أشتاقُ للـثرى المَخضوبِ؟
حيثُ أعذاقُ تَمرِهِ المُتداني
....... أَشتهيـهِ كعاشقٍ مـَـجذوبِ
والنهيراتُ مِنْ ذواتِ المرايا
....... كُـنَّ دَهراً مَلاعبـي ودَبيبـي
أَتَملَّى أمواجَهُـنَّ رِقـاقاً
....... كُلَّ إشراقـةٍ وكلَّ غُـروبِ
كنتُ أسعى في جنةٍ غَمَرتْني
....... بِفريدٍ مِن اللذيـذِ العَجيـبِ
فَكَأنِّـي أقولُ للبدرِ :أَقبِلْ
...... نَـتَسامرْ، وللكواكبِ: غِيـبي
ولِقلبي : هذا هَواكَ فَمَرحَى!
...... ولِـنفسي أقولُ: يا نفسُ ذوبي
أَحقيقٌ بِـمَـنْ تعشَّقَ أرضاً
...... أنْ يُرَى في ربوعِها كالغريبِ؟
ويَرى غيرَهـا تُرحِّبُ فـيهِ
....... وتُواسـيهِ بالـمُنى والطُّــيوبِ
يا عراقَ الـمُنى: أغيرُكَ أولَى
....... بِحَناني وعطفيَ الـمَسكوبِ
فسلامٌ على زمانٍ تَقَضَّى
....... كنتَ فيـهِ الأنـا وخيرَ نَسيبِ
وسلامٌ على الجمالِ تَماهَى
....... وبَهاءٍ قد امَّحَى بِالعُيــوبِ
وعلى فِتـنةٍ سَمَتْ ثمَّ جاءتْ
....... ِفـتنةٌ أجهزتْ على المَرغوبِ
وسلامٌ على عراقٍ سَـليبٍ
....... ورَجــاءٍ مازالَ غيرَ سليبِ
نِلتُ منه الضَّنَى على طولِ صَبرٍ
........ والذي نـالهُ أخو عُرقوبِ
أَرخَصَتْ مُهجتي النفيسَ إليهِ
....... وهو ما انفكَّ يَصطفي تَعذيبي
ورأيتُ الذي أُصدِّقُ عيني
........ وجَناني غافٍ على التكذيبِ
فَتَصدَّقتُ بالحنانِ عليـهِ
....... قلتُ: قد يستقيمُ عَمَّا قريبِ!
وسلامٌ على الكنوزِ تلاشتْ
....... وتُراثٍ مُغَــيَّبٍ مَحْـجوبِ
وعلى أعظمِ التواريخ شراً
....... عِشتُ فيه خِتامَ عُمرٍ كَئيبِ
وعلى فائتٍ وليسَ بِـآتٍ
....... ما أرى فيهِ غايةَ المطلـوبِ
وعلى كلِّ باهرٍ ونفـيسٍ
........ وعلى الناهبـينَ والمَنـهوبِ
.....
أسفاً يا عراقُ.. كنتَ حبيبي
....... فقبلتَ انتهاكَ عِرضٍ مَهيبِ
وغَفَتْ مُقلتاكَ عَنْ سُقَطاءٍ
........ نَكِراتٍ قادوكَ بِـالترهيبِ
فإلى أينَ وجْـهةٌ ومَصـيرٌ
....... بعدَ هذا المَغيبِ؟هلْ مِنْ مَغيبِ؟
.........