الأفق ُُ طَـلْق ٌ والدُّنـى نورُ
...... والسَّعْدُ _عادَ اليومَ_ مَـوفورُ
زُفَّتْ لنـا الأخبارُ تُبهجُنا
............. وتحدَّثتْ عنك ِ التباشير ُ
عودي كما عاد الربيع وفي
.............. عينيك ِ أفراح ٌ وتبشير ُ
عودي كما عاد السرور ُ لِمَنْ
............. في قلبِه ِ حَزَن ٌ وتكديرُ
وكما هَـما مطر ٌ وقد رُويتْ
.......... منه ُ الديار ُ وأرضُنا البُور ُ
عودي تَعُدْ للشمس ضحكتُها
........... وتعود ُ للشدو الشحارير ُ
وليبتسمْ ثغر ُ الزمان لنا
.......... ولتحتفلْ معنا النواوير ُ
عادتْ بك ِ الأيامُ زاهيـة ً
........ للمُنتدى حيثُ الجماهيـرُ
هذا حبيب ٌ ردَّ بهجتـَهُ
........... واسترجع َ الأفراحَ مَقهورُ
وتوشَّحتْ بالوعدِ مُعجَبَة ٌ
.......... وتنفسَ الصُّعَداءَ مَبهـورُ
والمنتدَى عُشَّاق ُ فاتنة ٍ
....... في الحُسن تحسدُها القوارير ُ
سيكونُ لي فرح ٌ على فرح ٍ
......... ويكون لي للرقص تبرير ُ!
......
يا ربة الحسن البهيِّ، ومَنْ
........... يجني الذي تجنينَ مَغرورُ
قد كنت ُ قبلكِ غافلاً بطِراً
.......... لم أدر ِ ما تَعني الأساطير ُ
ما هَزَّنـي مِن مُعجِزٍ عَجَبٌ
............. فَـلِخالق ٍ فِعْل ٌ وتسخيرُ
إلاّ ضَناكِ، فهلْ ملائكة ٌ
........ تَضنَى؟ وهلْ تَتوعَّكُ الحُورُ؟
أحدوثة ٌ ما كنتُ أحسبُها
............. إلّـا كما تَغزو الأعاصيرُ
تاقتْ لك الأنهارُ ظامئة ً
.............. وتساءلت عنك الأزاهير ُ
وغدا الربيع ُ بلا نسائمهِ
.............. فكأنه ُ بيديك ِ مأسورُ
وشَدَتْ لك ِ الأرواحُ أغنيةً
.......... طَربتْ لِنغمتِها العصافيرُ
والشمس ُ دونكِ أيُّ مُهمَلَة ٍ
.......... والبدرُ دون هواك ِ مَغمورُ!
والنيل ُ دونكِ عابسٌ كَدِر ٌ
.......... والروضُ دونَ نَداكِ مهجور ُ
طِيـبي مُقاماً في ضمائرنا
........ ولك ِ استوى حُب ّ ٌ وتقديرُ
سبحانَ مَن سوَّاكِ بهجتَنا
........ فإذا حضرتِ انزاحَ تكديرُ
أنت ِ انتصار الحب في زمن ٍ
.......... فيه اقتضَى للحب تفسير ُ!
........
يا فتنة َ القلبِ الذي اكتشفتْ
.......... أشواقَـهُ حتَّى الـمساميرُ!
لا تَعبـثي بالقلب ثانيـة ً
.......... فالقلب ُ أردتْـهُ الـمقاديرُ
حفظتك ِ آيات ٌ مُفسَّرة ٌ
........ بالخير، وانتُخبتْ لكِ السُّوْرُ
'طه' وما يدري سِوى نَبِه ٍ
......... ماذا عَنَتْ، ومثالُها 'النورُ'!
عودي لقلب ٍ لم يزلْ دَنِـفاً
.............. فكأنَّـهُ بِهواكِ مَسحور ُ
والعُذرُ لي والقلبُ مضطربٌ
.......... إنْ خانني من قبلُ تَعبـيرُ
لم أحتفلْ إذْ صَحبُنا احتفلوا
............ فالصمتُ للمكلوم ِ توقيرُ
لـم أدر ِ أيّ الدرب أسلكهُ
......... ضاقتْ بيَ الأنـحاءُ والدُّورُ
وتعثَّرتْ في الوصف ِ قافيتي
......... واستوحشتْ مِنّي الأساريرُ
وبدا كأنَّ القولَ مُمتَـنِعٌ
......... والشعرَ في الأحزانِ محذورُ
أيقولُ شيئاً مَن بهِ صمم ٌ
........ أم يدّعي الأفراحَ مَذعور ُ؟
فالعيدُ ما لم تفرحي حَزَنٌ
........ والحفلُ ما لم تحضُري زُورُ
لَقِيَ الحبيب ُ دواءَ عِلَّـتهِ
........ إنْ صارَ عندكِ وهْوَ مَعذور
..........ابن زيدون
...........
د. مقداد رحيم