رُويدَكِ شمسَ الحَياة | ولا تُسرعي في الغُروب |
فما نالَ قلبي مُناه | وما ذاقَ غيرَ الخُطوب |
حَنانَيكَ داعي الرَحيل | أنَمضي كذا مُرغَمِين |
ولم نَروِ بعدُ الغلِيل | فَمَهلا ودَعنا لِحِين |
أَتمضي الحياةُ سُدى | وما طالَ فيها المَقام |
ولم نَجتَز المُبتَدا | فَسُرعانَ يأتي الخِتام |
أنَمضِي ولمّا نَنَل | رَغائبَ نفسٍ طَموح |
أنَقضِي ويقضِي الأمل | وتَندَكُ تلك الصُروح |
ألا فُسحةٌ في الآجَل | ألا رَحمةٌ أو رَجاء |
ألا مُهلةٌ أو بَدَل | ألا عَفوَ عندَ القَضاء |
حَنانَيكَ أينَ الذَهاب | وأينَ مَصِيرُ النُفوس |
أنجتازُ هذا التُراب | لنبلُغَ سُبلَ الشُموس |
لماذا نَزَلنا بها | وصِرنا عليها عبيد |
اذا كان فوقَ السُهى | مصيرُ النفوس العَتيد |
اذا كان قصد الصَمَد | بذاك عِقابَ النُفوس |
فما كان ذَنبُ الجَسَد | ليغدو شرِيكَ البُؤوس |
بربِّكَ قُل يا دَليل | إلى أين تُفضي الطريق |
فقد حارَ عقلي الكليل | أمام الظلامِ المُحِيق |
سنترُكُ هذي الرُبوع | كَشَمسٍ دَهاها الغِياب |
وللشمسِ صُبحاً رُجوع | أَليسَ لنا من إياب |
أَنَمضي كذا جاهِلين | حيارى مَطايا الأسَف |
ويَبقى المَلا ذاهِلين | فَطُوبى لعقلٍ عَرَف |
كفاكِ عَناً يا فِكر | تَعِبتِ بلا طائلِ |
فما نحنُ ألا أثر | على الرملِ في السَاحِلِ |
سنبقَى قليلاً هُنا | إلى المَدِّ حتى يَعود |
فيَمضي سِراعاً بنا | إلى البحر بحرِ الخُلود |
أشمسَ الحياةِ اغربي | ولا تُمهليني لِغَد |
فما حاصلٌ مَطلَبي | ولو طالَ عُمري الأبد |
أشمسَ الحياةِ اسرعي | وغِيبي فأنتِ خَيال |
أشمسَ الخُلودِ اسطَعي | اليكِ اليكِ المآل |