لابسات الشنوف و الأطواق ِ جَدَّ منهن في الحشا ما ألاقي
بعد عهد ٍ لهنّ أخلَفَهُ دَهـ رٌ حريصٌ على أذى العشاق ِ
ويحَ عيني و قد تَقَرّحَ جَفن اها وخَدّي أمَا لها اليوم راق ِ!
ذهبت جِدَّةُ الشبابِ و رَثَّتْ و هواهنّ في فؤاديَ باق
كلما أخلَقَ التأوُّهُ جسمي جَدّد الوجدَ في الحشا الخفّاق ِ
ألَمٌ بالِغُ النِّكايةِ ، لكن هو عندي كالشهد و الترياق
يائساً أدرأ المواجع عنّي بالأماني و الذكرياتِ العِتاق ِ
مثل أم الفصيل ، تَرأم بَوّاً فَرّقوا لحمه على الطُرّاق ِ
آنسَتْ أنّ حشوَهُ التبنُ ، لكنْ أنسُها في شَميم ريح الصِّفاق ِ
عجباً ، مَلّني العَشيرُ وأهلي و أنا و اليراعُ خِدْنا وفاق ِ !
ليس لي في الحياة صاحبَ صدق ٍ ، غيرُ طِرسي .. و ريشتي .. و لِياقي
و طُيوفٍ يَرُدْنَ رَوْضَ خيالي يبتعثن السرورَ باستنطاقي
فتصاغ الهمومُ شِعراً مقفّى كجُمان العقود ذي الأنساق ِ
فأنا كالصِّلاء ، يُحرَقُ بالنـ ار ِ ، و يهدى العبير للنُشّاق
ذاك حظي مع الزمانِ ، وليس الـ حظ شيئًا يُشرى من الأسواق
حتفَ نفس ٍ نذرتُها لهواهنّ وعهد ٍ أصيبَ بالإخفاقِ
كان عهداً نقشنَهُ في فؤادي في زمانٍ مُذهّبٍ بَرّاقِ
ثم لمّا نقضنَهُ و افترقنا مسحته الدموعُ من آماقي
قتلُ نفس ٍ في مذهب الغيد أمرٌ هو إحدى مكارم الأخلاقِ
هن أذكَيْنَ في حشايَ سعيراً لم يُبالينَ لوعتي و احتراقي
و تَصدَّيْنَ للفؤاد بِرَشق ٍ من سهام اللحاظِ و الأحداقِ
فبعثن الحياة في جسد ٍ ، بل جدَثٍ ، كان مُعتِمَ الأنفاق ِ
قد وأدتُ الشبابَ فيه ، وحُبّاً حال بيني و بينه إملاقي
هنّ أقصَدنَ مهجتي عن تَرَوٍّ في اقتناصي وليس محضَ اتفاقِ
كِدْنَ لي في تَبرُّج ٍ و ابتذالٍ و حديثٍ منمّق ٍ .. أفّاقِ
تجعل العابدَ المهيمن ينسا هُ ، و يغدو من زمرة الفُسّاق
و لقد حِدتُ عن هواهنّ لأياً خوف هتكي في غيِّهِ وانزلاقي
غير أن الشقاءَ لاشك يرقى نحو أهل الشقاءِ دون مَراقي
و سقتني من خمرة الثغر كأساً مزجَتها بخمرةِ الآماق ِ
صيّرَتْني في حبها مع نفسي بين حالَيْ تألُّفٍ و شِقاق
تارةً أطمِعُ العذولَ ، و أخرى حِلفَ همّي و دمعيَ المُهراق
و العزاء الجميلُ أنْ لستُ وحدي من قضى نَحْبَهُ بداء الفراق
ذاك قيسُ ابنُ عامر ٍ ذاق ورداً من تَجَنّي ليلاهُ مُرَّ المَذاقِ
و جميلُ ابنُ مَعْمَر ٍ مات وَجداً حين ضنّتْ بثينةٌ بالتلاقي
و كُثَيْرٌ و عروةُ ابن حِزام ٍ في رعيل ٍ مضى من العشاق
كلهم قد تجرَّعوا الموتَ قبلي فأنا مُنذَرٌ بِوَشْكِ لحاق
ينتقي الموتُ كلَّ أروعَ ، والأغـ مارُ باتوا عن عينه في مَتاقي
عيبُ هذا الزمانِ في أنهُ أخْـ رَقُ ، يَفدي السقاطَ بالأعلاقِِ
*** ***
يجد المُسعدون أفراحَهم في ها ، وينسى الحزينُ ما هوَ لاق
وامزجَنْها من ريق حسناءَ كي يَـ حلو اصطباحي بشربهاواغتباقي
ما شفاءُ الجنون ِ في مذهبِ العـ شاق ، إلاّ ترَشُّفُ الأرياقِ
امزجنها من ريق (بسمةَ) فهو الـ بلسمُ الحق و الدواء الحُذاقي
طَفلةٌ يغمر القلوبَ مُحَيّا ها ، بنور ٍ مهلهل ِ الإشراق
عَبًّدَتْني لحسنها الظالم اللَّذِّ فَرقّي أحَبُّ من إعتاقي
أيّ خَوْدٍ لذيذةٍ في التمَلّي مثلما هي لذيذةٌ في العِناق
بدعةٌ مّا من جنة الخلد ما في الأرض مِثْلٌ لها على الإطلاقِ
قلت لمّا رأيتُها : سلِمَتْ إذ أبدعَتها أناملُ الخَلاّقِ
من لَماها فامزج لي الخمرَ حِلاّ ً أو حراماً و لا تؤمِّلْ فُواقي
ثم دعني لصبوتي أتغنّى بـ ( ألاتِ الشنوف و الأطواق ِ)
لا تعظني بموقف الشيخ من فَضـ ح العذارى أو نضح ِ ماءِ الزِّقاق
فشيوخ التحديث منهم شيوخٌ حسبوا الدين باللِّحى والطواقي
غايةُ الأمر عندهم ليس إلاّ مصدراً من مصادر الأرزاق ِ
كسبُ أتقاهُمُ حجابٌ لمرب وط ٍ تعيس ٍ أو أجْرُ فتوى طلاق ِ
هم يذمّون في المجامع دنيا شغفتهم بحبها الحَرّاق
و يَغُضّون أعيُناً مُقذياتٍ عن مخاز ٍ طُبِعن في الحِملاق
إنما تُغمض القطاطُ خداعاً أهبةً للوثوبِ للإستراقِ
يستعفُّ الإمام في المنتدى عن ذكر ِ راح ٍ و قُبلةٍ و عِناقِ
و لو امتُحِن الإمامُ خَليّاً حَلّلَ السُّكر واختلى بالساقي !
*** ***
تَرحَض الهمَّ عن قلوب أ ُلي الهـ مِّ و تشفي من وطأة الإرهاق ِ
شُجَّها لي بالصابِ ، واسق حزيناً مُتأقَ الصدر أيّما إتئاق ِ!
لا تجادل بالعيش في زمن ٍ ، قد عَمَّ فيه البلاءُ في الأشفاق ِ
أيُّ عيش ٍ يطيبُ في وطن ٍ ، صا رَ ، مثالاً للخسف بعد الفَواقِ
فولاة الأمور ِ في وطن الأم جاد ، باعوا أمجاده بالأواقي
شَيّدوا للشهيد نُصْباً و قاموا حوله يهتفون في أنساق
و ثَنَوْا رُجّفَ الأنامل ِ ، وهناً عن صِيالٍ ، و جاهدوا بالنُّعاقِ
جعلوا من جماجم الشعب أدرا جاً ، شَأَتْهُمْ على ذُرى الآفاقِ
فاستكانوا في عزِّهِمْ وعُلاهُمْ ثم لا غَرْوَ أن يموتَ الباقي
حُمُرٌ حُمِّلَت من الآي أسفاراً و لا تستطيع غيرَ النُّهاقِ
لا تثق في مزاعم ٍ ألبَسوها حُسْنَ ديباجةٍ و حسنَ سِياق
لا تصدق مبادئاً بهرجوها سطّروها حبراً على الأوراقِ
و الذي يدَّعونه من ولاءٍ إنه محضُ فريةٍ و اختلاقِ
كم سحيق ٍ في أربُع الوطن الغا لي ، وقيذِ النيوب و الأرواقِ
و غريق ٍ في لجّةِ الكذبِ أضحى ضاق ذرعاً ما بين آهٍ و غاقِ
و فريق ٍ يثور ضد فريقٍ موغلاً في الإرعاد و الإبراقِ
و طريق ٍ يُشَقُّ عكسَ طريقٍ و مؤدّى كليهما لانغلاقِ
و شقيق ٍ يلوكُ لحمَ شقيقٍ فتراهم في عِزّةٍ و شِقاقِ
يتمنّى أن يغمرَ السيلُ يوماً جُحرَه كلُّ ضفدع ٍ نَقّاقِ
*** ***
اسقني بالكبير من عَكَر ِ الدَّنِّ سُلافاً من كرمةٍ مبساقِ
تغسل الصدرَ من أساهُ و تجلو صَدَأ الروح ِ من هموم ٍ طِباق
اسقنيها حمراءَ من دم هابيـ لَ و أنكِرْ مروأتي و خَلاقي
اسقنيها بقحفِ آدمَ ، إن كا نَ له في الوجود رمٌّ باق
شُجَّها بالحميم واسق شجيّاً أشرفت روحُه على الإزهاقِ
لهيَ بئس المضمارُ للحُر يعدو موثَقاً من عنائها بوَثاقِ
مهّدتْ للبغال ِ أرضاً فعَزّ الفوزُ فيها على الجياد العِتاقِ
جعلت غاية السباق ِ ثراءَ الـ كفِّ ، ياذُلَّ غايةٍ و سِباقِ
فترى المُسحتينَ فيها بِطاناً و ذَووا الإتِّقا على الأرماقِ
و النعيمَ المقيمَ و الرَّغَدَ الدا ئمَ فيها حِكراً على المُرّاقِ
يتساقَوْن من رحيقِ جَناها نخب لذّاتِهم بكأس ٍ دهاقِِ
توَّجَتهم بعزِّها ، و أظلّت هم بعافي لوائِها الخَفّاقِ
منحتهم جلالةً و سُمُوّاً بعد أكل الدَّبى وحَلْبِ النِّياقِ
بينما المُرمِلون قد ضربتْ بي ن حِلاها و بينهم برواقِ
حرمَتهم لُبَّ الحياة ، فلم يَرْ ضَوْا بَديلاً عن لُبِّها بالزُّواقِ
فأقرّت أن لا يَقَرّوا عيوناً أو يكونوا من جملةِ السُرّاقِ
و جَزَتهم من غير رفق ٍ ، بأن لا يعتلي شأنهمْ كباقي الرِّفاقِ
يظمأ الماجدُ المُرَزًّأ منهم أو يُسَقّى نقيعَ سُمٍّ زُعاق
و يموت الشريف غرثان ، أو يمـ شي ذليلاً على دروب النفاقِ
منطقٌ شَذَّ يقتضي أن يشذّ الـ مرءُ كرهاً عن مقتضى الأخلاق
خطّةٌ مُوِّهت علينا فصارت شِرعةً للغلول و الإرتزاقِ
جنّدت بعضَنا لإفناءِ بعض ٍ سلّطتهم بالسيف و المخراقِ
ثم شَدّت من أزرهم بلفيف ٍ من فلولِ الشُذّاذِ والأ ُبّاقِ
غيرَ أن الضياءَ لا بدّ يوماً أن سيُؤوي الظلامَ للإخفاقِ
و يزُمَّ الخطوبَ صوبَ عُلاها كلُّ نَدْبٍ إلى العُلا تَوّاقِ
خَبِّر ِ الظالمينَ أن هديراً قادمٌ بالطبول و الأبواقِ
فليُعدّوا للإنحدار ِ مَهاو ٍ و ليمُدوا للإرتقاء مَراقي
ليجِدّوا في كل فَجٍّ فِراراً و ليسُدّوا عليهمُ كلَّ طاقِ
لا يغُرنَّهم تجامُلُ شعبٍ شِدًّ ما فاقةٍ بهِ و انسراقِ
بَشِّر الصابرين أن قريبٌ من دُجى الليل موعدُ الإشراقِ
أن أمراً من بُهمةِ الغيبِ آتٍ في يديه مفاتحُ الأغلاقِ
و يدورُ الزمانُ دورتَه الأخـ رى ، و يزهو في روعةٍ واتساقِ
فإذا الحق دامغٌ و إذا البا طِلُ ، ظلٌّ معَجَّلُ الإزهاق
عسفُ هذا الزمانِ أمر من الأمـ ر عُجابٌ في النفي والإحقاقِ
و كأيٍّ من محنةٍ قد تجلّتْ ليس حالٌ على الزمان بباقِ
يتعدى أوارُها الجلدَ و اللحمَ و يسطو دبيبُها في المَناقي
خُصَّني بالكبير دون نَداما يَ ، بقَعبٍ مكيالَ سبع ِ أواقِ
شُجّها بالمُرار ِ أو ناقع السمِّ فإنّي سئمتُ عيش النفاقِ
لا تُخفني بالموت فهو قضاءٌ ماله من تميمةٍ أو راق ِ
نحن رُسْلُ المقالِ إن جَلّ ما نُل قي ، فهيْنٌ من أجله ما نُلاقي
كلُّ حَيٍّ ، و إن تأخَّرَ حيناً فهو حتماً مآلُه للنًّفاقِ
فمن الغابرين مَن صَدَعَتهُ أعينُ البيض من حِسانٍ رشاقِ
و من الحاضرين من صرعَتهُ ألسُنُ البيض ِ من حِداد ٍ رقاقِ
و من الناس من يموت اعتباطاً حين بَسط ٍ من عيشه و ارتفاق ِ
سَنَنُ الدهر ، و اختلافُ المنايا كاختلافِ الحظوظِ و الأرزاقِ
أفأرضى و في يديّ و في عُنْ قي ثقالُ الأغلال والأرباق
ما حياتي إن يبق رأسيَ في الوَ حْل ِ وأن أبلُغَ السماءَ بساقي !
ما حياة الكريم إن حكمت في ه فلول الأهواء و الأذواق ِ !
ما حياة الهِِزَبْر ِ إن عاد يستَج دي غذاهُ ممّا تصيدُ السَّلاقي !
أتُراني أهوى الحياةَ و قد أطـ بق كفُّ الزمانِ حول خِناقي !!
لا وعين ِالحبيبِ ما مكثُها في الـ صدر ِأحلى من نزعِها في التراقي
أنا آسى من الحيا(ة) لا من المو تِ ، فخذ من أيام عمري البواقي
و علام الأسى و كشحيَ طاو ٍ و السفيهُ الجهولُ رَحْبُ النِّطاقِ
و علام الأسى و مطرَفُ غيري من حرير ٍ و بُردتي من لِفاقِ
و علام الأسى و كفّيَ صِفرٌ و هيَ دوماً وأختَها في اصطفاقِ
أنا لي كبرياءُ نفس ٍ تضيقُ الـ يوم عنها فسائحُ الآفاقِ
من أعاريبَ ماجدينَ نَمَتهمْ للمعالي مَراتبٌ و عَراقي
طَوعَ أمري تجري الرياحُ فينقا دُ شراعُ السفين ِ حسْبَ مَراقي
و إذا الناس أسرَجوا الخيلَ يوماً لنفير ٍ ركبتُ متنَ البُراق
أنا دينٌ ، لا تعكسُ الشمسُ إلاّ بعضَ ما تستفيدُ من إشراقي
أنا كَوْن ٌ ، و ما الثرى ، و الثريّا غيرُ أشياءَ في حدود نطاقي
أنا لا أرتضي الخلودَ لقيّاً في سجوفِ الأقباءِ و الأنفاق ِ
تأنَفُ الذلَّ طينةٌ أنا منها و تُنافي رُغامَهُ أعراقي
أنا في آخر المطاف فلسطي نيةٌ همّتي ، وعزمي عراقي .
بعد عهد ٍ لهنّ أخلَفَهُ دَهـ رٌ حريصٌ على أذى العشاق ِ
ويحَ عيني و قد تَقَرّحَ جَفن اها وخَدّي أمَا لها اليوم راق ِ!
ذهبت جِدَّةُ الشبابِ و رَثَّتْ و هواهنّ في فؤاديَ باق
كلما أخلَقَ التأوُّهُ جسمي جَدّد الوجدَ في الحشا الخفّاق ِ
ألَمٌ بالِغُ النِّكايةِ ، لكن هو عندي كالشهد و الترياق
يائساً أدرأ المواجع عنّي بالأماني و الذكرياتِ العِتاق ِ
مثل أم الفصيل ، تَرأم بَوّاً فَرّقوا لحمه على الطُرّاق ِ
آنسَتْ أنّ حشوَهُ التبنُ ، لكنْ أنسُها في شَميم ريح الصِّفاق ِ
عجباً ، مَلّني العَشيرُ وأهلي و أنا و اليراعُ خِدْنا وفاق ِ !
ليس لي في الحياة صاحبَ صدق ٍ ، غيرُ طِرسي .. و ريشتي .. و لِياقي
و طُيوفٍ يَرُدْنَ رَوْضَ خيالي يبتعثن السرورَ باستنطاقي
فتصاغ الهمومُ شِعراً مقفّى كجُمان العقود ذي الأنساق ِ
فأنا كالصِّلاء ، يُحرَقُ بالنـ ار ِ ، و يهدى العبير للنُشّاق
ذاك حظي مع الزمانِ ، وليس الـ حظ شيئًا يُشرى من الأسواق
حتفَ نفس ٍ نذرتُها لهواهنّ وعهد ٍ أصيبَ بالإخفاقِ
كان عهداً نقشنَهُ في فؤادي في زمانٍ مُذهّبٍ بَرّاقِ
ثم لمّا نقضنَهُ و افترقنا مسحته الدموعُ من آماقي
قتلُ نفس ٍ في مذهب الغيد أمرٌ هو إحدى مكارم الأخلاقِ
هن أذكَيْنَ في حشايَ سعيراً لم يُبالينَ لوعتي و احتراقي
و تَصدَّيْنَ للفؤاد بِرَشق ٍ من سهام اللحاظِ و الأحداقِ
فبعثن الحياة في جسد ٍ ، بل جدَثٍ ، كان مُعتِمَ الأنفاق ِ
قد وأدتُ الشبابَ فيه ، وحُبّاً حال بيني و بينه إملاقي
هنّ أقصَدنَ مهجتي عن تَرَوٍّ في اقتناصي وليس محضَ اتفاقِ
كِدْنَ لي في تَبرُّج ٍ و ابتذالٍ و حديثٍ منمّق ٍ .. أفّاقِ
تجعل العابدَ المهيمن ينسا هُ ، و يغدو من زمرة الفُسّاق
و لقد حِدتُ عن هواهنّ لأياً خوف هتكي في غيِّهِ وانزلاقي
غير أن الشقاءَ لاشك يرقى نحو أهل الشقاءِ دون مَراقي
و سقتني من خمرة الثغر كأساً مزجَتها بخمرةِ الآماق ِ
صيّرَتْني في حبها مع نفسي بين حالَيْ تألُّفٍ و شِقاق
تارةً أطمِعُ العذولَ ، و أخرى حِلفَ همّي و دمعيَ المُهراق
و العزاء الجميلُ أنْ لستُ وحدي من قضى نَحْبَهُ بداء الفراق
ذاك قيسُ ابنُ عامر ٍ ذاق ورداً من تَجَنّي ليلاهُ مُرَّ المَذاقِ
و جميلُ ابنُ مَعْمَر ٍ مات وَجداً حين ضنّتْ بثينةٌ بالتلاقي
و كُثَيْرٌ و عروةُ ابن حِزام ٍ في رعيل ٍ مضى من العشاق
كلهم قد تجرَّعوا الموتَ قبلي فأنا مُنذَرٌ بِوَشْكِ لحاق
ينتقي الموتُ كلَّ أروعَ ، والأغـ مارُ باتوا عن عينه في مَتاقي
عيبُ هذا الزمانِ في أنهُ أخْـ رَقُ ، يَفدي السقاطَ بالأعلاقِِ
*** ***
يجد المُسعدون أفراحَهم في ها ، وينسى الحزينُ ما هوَ لاق
وامزجَنْها من ريق حسناءَ كي يَـ حلو اصطباحي بشربهاواغتباقي
ما شفاءُ الجنون ِ في مذهبِ العـ شاق ، إلاّ ترَشُّفُ الأرياقِ
امزجنها من ريق (بسمةَ) فهو الـ بلسمُ الحق و الدواء الحُذاقي
طَفلةٌ يغمر القلوبَ مُحَيّا ها ، بنور ٍ مهلهل ِ الإشراق
عَبًّدَتْني لحسنها الظالم اللَّذِّ فَرقّي أحَبُّ من إعتاقي
أيّ خَوْدٍ لذيذةٍ في التمَلّي مثلما هي لذيذةٌ في العِناق
بدعةٌ مّا من جنة الخلد ما في الأرض مِثْلٌ لها على الإطلاقِ
قلت لمّا رأيتُها : سلِمَتْ إذ أبدعَتها أناملُ الخَلاّقِ
من لَماها فامزج لي الخمرَ حِلاّ ً أو حراماً و لا تؤمِّلْ فُواقي
ثم دعني لصبوتي أتغنّى بـ ( ألاتِ الشنوف و الأطواق ِ)
لا تعظني بموقف الشيخ من فَضـ ح العذارى أو نضح ِ ماءِ الزِّقاق
فشيوخ التحديث منهم شيوخٌ حسبوا الدين باللِّحى والطواقي
غايةُ الأمر عندهم ليس إلاّ مصدراً من مصادر الأرزاق ِ
كسبُ أتقاهُمُ حجابٌ لمرب وط ٍ تعيس ٍ أو أجْرُ فتوى طلاق ِ
هم يذمّون في المجامع دنيا شغفتهم بحبها الحَرّاق
و يَغُضّون أعيُناً مُقذياتٍ عن مخاز ٍ طُبِعن في الحِملاق
إنما تُغمض القطاطُ خداعاً أهبةً للوثوبِ للإستراقِ
يستعفُّ الإمام في المنتدى عن ذكر ِ راح ٍ و قُبلةٍ و عِناقِ
و لو امتُحِن الإمامُ خَليّاً حَلّلَ السُّكر واختلى بالساقي !
*** ***
تَرحَض الهمَّ عن قلوب أ ُلي الهـ مِّ و تشفي من وطأة الإرهاق ِ
شُجَّها لي بالصابِ ، واسق حزيناً مُتأقَ الصدر أيّما إتئاق ِ!
لا تجادل بالعيش في زمن ٍ ، قد عَمَّ فيه البلاءُ في الأشفاق ِ
أيُّ عيش ٍ يطيبُ في وطن ٍ ، صا رَ ، مثالاً للخسف بعد الفَواقِ
فولاة الأمور ِ في وطن الأم جاد ، باعوا أمجاده بالأواقي
شَيّدوا للشهيد نُصْباً و قاموا حوله يهتفون في أنساق
و ثَنَوْا رُجّفَ الأنامل ِ ، وهناً عن صِيالٍ ، و جاهدوا بالنُّعاقِ
جعلوا من جماجم الشعب أدرا جاً ، شَأَتْهُمْ على ذُرى الآفاقِ
فاستكانوا في عزِّهِمْ وعُلاهُمْ ثم لا غَرْوَ أن يموتَ الباقي
حُمُرٌ حُمِّلَت من الآي أسفاراً و لا تستطيع غيرَ النُّهاقِ
لا تثق في مزاعم ٍ ألبَسوها حُسْنَ ديباجةٍ و حسنَ سِياق
لا تصدق مبادئاً بهرجوها سطّروها حبراً على الأوراقِ
و الذي يدَّعونه من ولاءٍ إنه محضُ فريةٍ و اختلاقِ
كم سحيق ٍ في أربُع الوطن الغا لي ، وقيذِ النيوب و الأرواقِ
و غريق ٍ في لجّةِ الكذبِ أضحى ضاق ذرعاً ما بين آهٍ و غاقِ
و فريق ٍ يثور ضد فريقٍ موغلاً في الإرعاد و الإبراقِ
و طريق ٍ يُشَقُّ عكسَ طريقٍ و مؤدّى كليهما لانغلاقِ
و شقيق ٍ يلوكُ لحمَ شقيقٍ فتراهم في عِزّةٍ و شِقاقِ
يتمنّى أن يغمرَ السيلُ يوماً جُحرَه كلُّ ضفدع ٍ نَقّاقِ
*** ***
اسقني بالكبير من عَكَر ِ الدَّنِّ سُلافاً من كرمةٍ مبساقِ
تغسل الصدرَ من أساهُ و تجلو صَدَأ الروح ِ من هموم ٍ طِباق
اسقنيها حمراءَ من دم هابيـ لَ و أنكِرْ مروأتي و خَلاقي
اسقنيها بقحفِ آدمَ ، إن كا نَ له في الوجود رمٌّ باق
شُجَّها بالحميم واسق شجيّاً أشرفت روحُه على الإزهاقِ
لهيَ بئس المضمارُ للحُر يعدو موثَقاً من عنائها بوَثاقِ
مهّدتْ للبغال ِ أرضاً فعَزّ الفوزُ فيها على الجياد العِتاقِ
جعلت غاية السباق ِ ثراءَ الـ كفِّ ، ياذُلَّ غايةٍ و سِباقِ
فترى المُسحتينَ فيها بِطاناً و ذَووا الإتِّقا على الأرماقِ
و النعيمَ المقيمَ و الرَّغَدَ الدا ئمَ فيها حِكراً على المُرّاقِ
يتساقَوْن من رحيقِ جَناها نخب لذّاتِهم بكأس ٍ دهاقِِ
توَّجَتهم بعزِّها ، و أظلّت هم بعافي لوائِها الخَفّاقِ
منحتهم جلالةً و سُمُوّاً بعد أكل الدَّبى وحَلْبِ النِّياقِ
بينما المُرمِلون قد ضربتْ بي ن حِلاها و بينهم برواقِ
حرمَتهم لُبَّ الحياة ، فلم يَرْ ضَوْا بَديلاً عن لُبِّها بالزُّواقِ
فأقرّت أن لا يَقَرّوا عيوناً أو يكونوا من جملةِ السُرّاقِ
و جَزَتهم من غير رفق ٍ ، بأن لا يعتلي شأنهمْ كباقي الرِّفاقِ
يظمأ الماجدُ المُرَزًّأ منهم أو يُسَقّى نقيعَ سُمٍّ زُعاق
و يموت الشريف غرثان ، أو يمـ شي ذليلاً على دروب النفاقِ
منطقٌ شَذَّ يقتضي أن يشذّ الـ مرءُ كرهاً عن مقتضى الأخلاق
خطّةٌ مُوِّهت علينا فصارت شِرعةً للغلول و الإرتزاقِ
جنّدت بعضَنا لإفناءِ بعض ٍ سلّطتهم بالسيف و المخراقِ
ثم شَدّت من أزرهم بلفيف ٍ من فلولِ الشُذّاذِ والأ ُبّاقِ
غيرَ أن الضياءَ لا بدّ يوماً أن سيُؤوي الظلامَ للإخفاقِ
و يزُمَّ الخطوبَ صوبَ عُلاها كلُّ نَدْبٍ إلى العُلا تَوّاقِ
خَبِّر ِ الظالمينَ أن هديراً قادمٌ بالطبول و الأبواقِ
فليُعدّوا للإنحدار ِ مَهاو ٍ و ليمُدوا للإرتقاء مَراقي
ليجِدّوا في كل فَجٍّ فِراراً و ليسُدّوا عليهمُ كلَّ طاقِ
لا يغُرنَّهم تجامُلُ شعبٍ شِدًّ ما فاقةٍ بهِ و انسراقِ
بَشِّر الصابرين أن قريبٌ من دُجى الليل موعدُ الإشراقِ
أن أمراً من بُهمةِ الغيبِ آتٍ في يديه مفاتحُ الأغلاقِ
و يدورُ الزمانُ دورتَه الأخـ رى ، و يزهو في روعةٍ واتساقِ
فإذا الحق دامغٌ و إذا البا طِلُ ، ظلٌّ معَجَّلُ الإزهاق
عسفُ هذا الزمانِ أمر من الأمـ ر عُجابٌ في النفي والإحقاقِ
و كأيٍّ من محنةٍ قد تجلّتْ ليس حالٌ على الزمان بباقِ
يتعدى أوارُها الجلدَ و اللحمَ و يسطو دبيبُها في المَناقي
خُصَّني بالكبير دون نَداما يَ ، بقَعبٍ مكيالَ سبع ِ أواقِ
شُجّها بالمُرار ِ أو ناقع السمِّ فإنّي سئمتُ عيش النفاقِ
لا تُخفني بالموت فهو قضاءٌ ماله من تميمةٍ أو راق ِ
نحن رُسْلُ المقالِ إن جَلّ ما نُل قي ، فهيْنٌ من أجله ما نُلاقي
كلُّ حَيٍّ ، و إن تأخَّرَ حيناً فهو حتماً مآلُه للنًّفاقِ
فمن الغابرين مَن صَدَعَتهُ أعينُ البيض من حِسانٍ رشاقِ
و من الحاضرين من صرعَتهُ ألسُنُ البيض ِ من حِداد ٍ رقاقِ
و من الناس من يموت اعتباطاً حين بَسط ٍ من عيشه و ارتفاق ِ
سَنَنُ الدهر ، و اختلافُ المنايا كاختلافِ الحظوظِ و الأرزاقِ
أفأرضى و في يديّ و في عُنْ قي ثقالُ الأغلال والأرباق
ما حياتي إن يبق رأسيَ في الوَ حْل ِ وأن أبلُغَ السماءَ بساقي !
ما حياة الكريم إن حكمت في ه فلول الأهواء و الأذواق ِ !
ما حياة الهِِزَبْر ِ إن عاد يستَج دي غذاهُ ممّا تصيدُ السَّلاقي !
أتُراني أهوى الحياةَ و قد أطـ بق كفُّ الزمانِ حول خِناقي !!
لا وعين ِالحبيبِ ما مكثُها في الـ صدر ِأحلى من نزعِها في التراقي
أنا آسى من الحيا(ة) لا من المو تِ ، فخذ من أيام عمري البواقي
و علام الأسى و كشحيَ طاو ٍ و السفيهُ الجهولُ رَحْبُ النِّطاقِ
و علام الأسى و مطرَفُ غيري من حرير ٍ و بُردتي من لِفاقِ
و علام الأسى و كفّيَ صِفرٌ و هيَ دوماً وأختَها في اصطفاقِ
أنا لي كبرياءُ نفس ٍ تضيقُ الـ يوم عنها فسائحُ الآفاقِ
من أعاريبَ ماجدينَ نَمَتهمْ للمعالي مَراتبٌ و عَراقي
طَوعَ أمري تجري الرياحُ فينقا دُ شراعُ السفين ِ حسْبَ مَراقي
و إذا الناس أسرَجوا الخيلَ يوماً لنفير ٍ ركبتُ متنَ البُراق
أنا دينٌ ، لا تعكسُ الشمسُ إلاّ بعضَ ما تستفيدُ من إشراقي
أنا كَوْن ٌ ، و ما الثرى ، و الثريّا غيرُ أشياءَ في حدود نطاقي
أنا لا أرتضي الخلودَ لقيّاً في سجوفِ الأقباءِ و الأنفاق ِ
تأنَفُ الذلَّ طينةٌ أنا منها و تُنافي رُغامَهُ أعراقي
أنا في آخر المطاف فلسطي نيةٌ همّتي ، وعزمي عراقي .