-2-
الفرق بين الاعراب والدلالة
من المفاهيم الشائعة عند الناس أن الفعل الماضي يدل إطلاقًا على الزمن الماضي وأن الفعل المضارع يدلّ إطلاقًا على الحال والمستقبل ..
ولكن الحقيقة غير ذلك .....
فالفعل الماضي يدل إطلاقًا على الماضي إذا كان مفردًا وليس في سياق جملة , وكذلك الفعل المضارع لا يدل على الحال والمستقبل إلا إذا كان مفردًا غير واقع في سياق جملة .
فقولنا : غفرَ , هو فعل ماض مفرد ليس في سياق جملة ويدل في الإطلاق على الزمن الماضي .
ولكن زمنه يتغير إلى المستقبل أو إلى التعليق والغموض في سياق بعض الجمل , كقولنا : غفر الله لك !
هذه الجملة وقع فيها فعل ماض في تجرده , ولكنه ليس ماضيًا في حقيقته , لأنه فعل دعاء , يتوقف زمنه على وقوع الفعل , فهو فعل لم يقع في الماضي ولكنه فعل يُتمنى أن يحدث في المستقبل .
وكذلك قولنا : كنت أمس أقرأ الصحيفة .
فالفعل أقرأ , هو فعل مضارع يدل على الحال والحاضر إذا كان وحده , ولكنه في الجملة السابقة يدل على زمن ماض .. أمس .
ولكن في كل الأحوال يُعرب الفعل مجردًا وكأنه ليس في سياق جملة , فـ (غفر) في (غفر الله لك) نعربه : فعل ماض مبني على الفتح . و (أقرأ) في (كنت أقرأ أمس) نعربه : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة .. وهكذا .
الخلاصة ..
دلالة الفعل شيء وإعرابه شيء آخر..
ودلالة الفعل مفردًا وحيدًا تختلف في بعض الأحيان عن دلالته إذا وقع في سياق جملة .
.
.