ظميء.. واللهيب هَمِيْ فما يحسو سوى ضَرَمِ
يُفتشُ في صحارى العشقِ عن مُستعذَبٍ شَبِمِ
وفانوسٍ ينشُّ به عثارَ طريقه العَتِمِ
يُقوِّسُ ظهرَهُ تعَبٌ يشدُّ يداً إلى قدَمِ
ينامُ على ندى أمَلٍ فيوقظه لظى ألَمِ
ويسْتجدي من الأيام صفواً بعد مُحْتدَمِ
به شغفٌ.. ويُخجِلهُ تصابي العاشقِ الهَرِم
يراودُهُ على شفتيه ثغرٌ للرحيق سمي
رأى نبعاً.. فصاح القلبُ : ياهذا الذبيحُ صُم
ومئذنة.. فقال لها : متى تكبيره الهِمَم ؟
متى الإمساكُ عن جزعٍ وعن بَطرٍ وعن سأم؟
وعن عَسَلِ الخنوع يشلُّ همَّة أشرفِ الأمم؟
ظميء.. والنهارُ ظمي إلى شمسٍ من القيَمِ
يَغُّذ إلى الديار السيرَ في صحوٍ وفي حُلم
فما جازتْ ركائبُهُ سوى سطرين من كَلِم:
إلهي جفّ طيقف العمر لا أقوى على سَقمِ
إلهي صُنْ عراقَ الروحِ من هوجاءِ مُضطرَمِ
تجيّشتِ الهمومُ عليه من سفحٍ إلى قمَمِ
فمن جوع إلى وجع ومن ضيْم إلى ظلم
ولا من حيلة فأحوْلُ بين أسى ومغتنم
أنا الراعي، وعاطفتي عصاي.. وأضلعي غنمي
دمي مرعايَ.. والينبوعُ دمعي.. والوجاقُ فمي
أنادمُ في هزيع العمرِ ما أهرقتُ من ديم
وقد مَلكَ الهوى مني ندى روحي ودفء دمي
عشقنا.. فانتهينا بَيْـن مُتَّهِمٍ ومُتَّهَمِ!
كلانا نادمٌ.. والعشقُ قد يُفضي إلى ندَمِ!
*** ***
ويابغداد و«الخمسون» بدءُ صبا يدي نِعَم
ونافذة ـ لذي ألم ولا أملٌ ـ على رِمَم
نُحشِّمُ مَنْ وكلّ فيه جرحٌ غيرُ ملتئم؟
فلا من حزم «هارونٍ» ولا من عزم «معتصم»
لمن نشكو و«قاضي العصر» ما أبقى على قيم؟
أضاع بصيرة وغفا على ريشٍ من الصَمَمِ
*** ***
ظميء.. والشراع ظمي إلى نهريك والنَسَمِ
إلى نخل السماوة زُفَّ بعد الصبرِ للدِّيَمِ
وفاختةٍ إذا هَدَلتْ أثار هديلها نغمي
وحَفَّزت المِداد يصبُّ كأسَ الحبِ من قلمي
سلاماً يانميرَ الروحِ من قلبٍ إليكَ ظمي
يُفتشُ في صحارى العشقِ عن مُستعذَبٍ شَبِمِ
وفانوسٍ ينشُّ به عثارَ طريقه العَتِمِ
يُقوِّسُ ظهرَهُ تعَبٌ يشدُّ يداً إلى قدَمِ
ينامُ على ندى أمَلٍ فيوقظه لظى ألَمِ
ويسْتجدي من الأيام صفواً بعد مُحْتدَمِ
به شغفٌ.. ويُخجِلهُ تصابي العاشقِ الهَرِم
يراودُهُ على شفتيه ثغرٌ للرحيق سمي
رأى نبعاً.. فصاح القلبُ : ياهذا الذبيحُ صُم
ومئذنة.. فقال لها : متى تكبيره الهِمَم ؟
متى الإمساكُ عن جزعٍ وعن بَطرٍ وعن سأم؟
وعن عَسَلِ الخنوع يشلُّ همَّة أشرفِ الأمم؟
ظميء.. والنهارُ ظمي إلى شمسٍ من القيَمِ
يَغُّذ إلى الديار السيرَ في صحوٍ وفي حُلم
فما جازتْ ركائبُهُ سوى سطرين من كَلِم:
إلهي جفّ طيقف العمر لا أقوى على سَقمِ
إلهي صُنْ عراقَ الروحِ من هوجاءِ مُضطرَمِ
تجيّشتِ الهمومُ عليه من سفحٍ إلى قمَمِ
فمن جوع إلى وجع ومن ضيْم إلى ظلم
ولا من حيلة فأحوْلُ بين أسى ومغتنم
أنا الراعي، وعاطفتي عصاي.. وأضلعي غنمي
دمي مرعايَ.. والينبوعُ دمعي.. والوجاقُ فمي
أنادمُ في هزيع العمرِ ما أهرقتُ من ديم
وقد مَلكَ الهوى مني ندى روحي ودفء دمي
عشقنا.. فانتهينا بَيْـن مُتَّهِمٍ ومُتَّهَمِ!
كلانا نادمٌ.. والعشقُ قد يُفضي إلى ندَمِ!
*** ***
ويابغداد و«الخمسون» بدءُ صبا يدي نِعَم
ونافذة ـ لذي ألم ولا أملٌ ـ على رِمَم
نُحشِّمُ مَنْ وكلّ فيه جرحٌ غيرُ ملتئم؟
فلا من حزم «هارونٍ» ولا من عزم «معتصم»
لمن نشكو و«قاضي العصر» ما أبقى على قيم؟
أضاع بصيرة وغفا على ريشٍ من الصَمَمِ
*** ***
ظميء.. والشراع ظمي إلى نهريك والنَسَمِ
إلى نخل السماوة زُفَّ بعد الصبرِ للدِّيَمِ
وفاختةٍ إذا هَدَلتْ أثار هديلها نغمي
وحَفَّزت المِداد يصبُّ كأسَ الحبِ من قلمي
سلاماً يانميرَ الروحِ من قلبٍ إليكَ ظمي