جاء الربيع فماس الكون ترحيبا وغنت الورقفوق الأيك تطريبا
وصارت الأرض مخضرا جوانبها بالنبت تلقاه مفروشا ومنصوبا
فلو نظرت ضحى نحو الرياض وما فيها من الحسن مبثوثا ومسكوبا
وطالعت عينك الأزهار باسمة والطير صادحة والماء مصبوبا
أيقنت أن الربيع الغض مؤتلقا مغنى من الخلد لكن ليس محجوبا
ثم أرتمت عنك آلام الحياة كما قد أسعد الأمل المحبوب مكروبا
* * * * * *
فهل غدوت إلى أعشاب مشجرة كيما ترى بكمال العيش مصحوبا
ورحت تنظر تصعيدا إلى أفق ناء وطورا إلى الاشجار تصويبا
وأبصرت عينك الغدرانصافية تصطف من حولها الأزهار ترتيبا
لأنت نشوان رحب الصدر حين ترى وجه السماء بوجه الأرض مقلوبا
* * * * * *
قل للذي زار لبنانا وجنته فبات من عقله المخدوع مسلوبا
لا تذهبن بك الذكرى مجنحة وترتقي بك فوق السحب منهوبا
فنجد لبنان في فصل الربيع لذا أمسى الجمال لنجد اليوم منسوبا
انظر إلى الربوات الفيح قد خلعت يد الجلال عليهن الجلابيبا
وانشق شذا عرفها الفواح في دعة وشمَّ فيها نسيما يحمل الطيبا
فمن خزامى إلى رند يضوع بما يشفي الصدور ويقضي الهم محروبا
ومن مغان بها الآرام واثبة يرحمن ما خفن قناصا ولا ذيبا
يقطفن نور الربى الخضراء في جذل وينتحن لجين الماء مشروبا
مفاتن تدع الأشجان نافرة من القلوب وتكسو النفس تهذيبا
لو أوتي الطير إفصاحا ومعرفة لراح ينظم فيها الشعر تشبيبا
فاجعل لها ساعة وانعم بمشهدها إن كنت تلمس في دنياك تعذيبا
واخلص النفس مما قد أضر بها ما دمت من نفحات الحسن موهوبا
* * * * * *
تلك الطبيعة فانهل من مناهلها وقف بها كي ترى فيها الأعاجيبا
يعلو بك الفكر في تمجيد مبدعها من أحسن الخلق تكوينا وأسلوبا
حتى بروح لسان الحال منطلقا بين التلال رفيع الصوت مرعوبا
يا ملبس الكون أثوابا مصبغة من الجمال سهولا أو أهاضيبا
ريع الشتاء فولي مدبرا وبدا وجه الربيع ضحوكا الثغر محبوبا
وما تروق لنا أصناف روعته حتى يزول بلف الصيف منكوبا
جعلت أيامنا نوعين منك فذا يبدو رهيبا ذاك مرغوبا
وصارت الأرض مخضرا جوانبها بالنبت تلقاه مفروشا ومنصوبا
فلو نظرت ضحى نحو الرياض وما فيها من الحسن مبثوثا ومسكوبا
وطالعت عينك الأزهار باسمة والطير صادحة والماء مصبوبا
أيقنت أن الربيع الغض مؤتلقا مغنى من الخلد لكن ليس محجوبا
ثم أرتمت عنك آلام الحياة كما قد أسعد الأمل المحبوب مكروبا
* * * * * *
فهل غدوت إلى أعشاب مشجرة كيما ترى بكمال العيش مصحوبا
ورحت تنظر تصعيدا إلى أفق ناء وطورا إلى الاشجار تصويبا
وأبصرت عينك الغدرانصافية تصطف من حولها الأزهار ترتيبا
لأنت نشوان رحب الصدر حين ترى وجه السماء بوجه الأرض مقلوبا
* * * * * *
قل للذي زار لبنانا وجنته فبات من عقله المخدوع مسلوبا
لا تذهبن بك الذكرى مجنحة وترتقي بك فوق السحب منهوبا
فنجد لبنان في فصل الربيع لذا أمسى الجمال لنجد اليوم منسوبا
انظر إلى الربوات الفيح قد خلعت يد الجلال عليهن الجلابيبا
وانشق شذا عرفها الفواح في دعة وشمَّ فيها نسيما يحمل الطيبا
فمن خزامى إلى رند يضوع بما يشفي الصدور ويقضي الهم محروبا
ومن مغان بها الآرام واثبة يرحمن ما خفن قناصا ولا ذيبا
يقطفن نور الربى الخضراء في جذل وينتحن لجين الماء مشروبا
مفاتن تدع الأشجان نافرة من القلوب وتكسو النفس تهذيبا
لو أوتي الطير إفصاحا ومعرفة لراح ينظم فيها الشعر تشبيبا
فاجعل لها ساعة وانعم بمشهدها إن كنت تلمس في دنياك تعذيبا
واخلص النفس مما قد أضر بها ما دمت من نفحات الحسن موهوبا
* * * * * *
تلك الطبيعة فانهل من مناهلها وقف بها كي ترى فيها الأعاجيبا
يعلو بك الفكر في تمجيد مبدعها من أحسن الخلق تكوينا وأسلوبا
حتى بروح لسان الحال منطلقا بين التلال رفيع الصوت مرعوبا
يا ملبس الكون أثوابا مصبغة من الجمال سهولا أو أهاضيبا
ريع الشتاء فولي مدبرا وبدا وجه الربيع ضحوكا الثغر محبوبا
وما تروق لنا أصناف روعته حتى يزول بلف الصيف منكوبا
جعلت أيامنا نوعين منك فذا يبدو رهيبا ذاك مرغوبا