لا حببت لو أن في القلب بقيا

وقد لفه الليل للمشرق

يقولون ما زلت تحيا أيحيا

كسيح إذا قام أعيا

به الداء فانهار لم تخفق

على الدرب منه الخطى يا أساه

و يا بؤس عينيه مما يراه

يقولون تحيا فيبكي الفؤاد

فلو لم يكن خافقا لاستراح

كطير رمى يجر الجناح

و قد مد عبر الربى و الوهاد

بعينيه في دوحة خلف تلك الظلال

سجا عشه فيه زغب جياع

إذا حجب الغيم ضوء الهلال

يقولون هذا جناح أبينا و قد عاد بعد الصراع

بوهرة

بقطرة

من الطل حتى يطل الصباح

كطير رمي يجر الجناح

أقضي نهاري بغير الأحاديث غير المنى

و إن عسعس الليل نادى صدى في الرياح

أبي يا أبي طاف بي و انثنى

أبي يا أبي

و يجهش في قاع قلبي نواح

أبي يا أبي

أبي يا أبي في صفير القطار

أبي يا أبي في صياح الصغار

خفاف الخطى يعبرون الدروب

بلا غاية يقطفون الثمار

و لا يطعمون ابنة جائعة

و لي منزل في سهول الجنوب

إذا كنت أسعى من السابعة

إلى أوبة الطير عند الغروب

فكي أطعم الجائعين

وراء نوافذه شاخصين

إلى الدرب أين الأب المطعم )

أبي يا أبي و الدجى مظلم

و جيكور خلف الدجى و الدروب و خلف البحار