يا قارئا كتابي

ابك على شبابي

شاهدة بين القبور تبكي

تستوقف العابر يا صحابي

غضوا الخطى و لتصمتوا إن القرون تحكي

في جملة خطت على التراب

من نام في القبر ودود القبر

يسأل لا ينطق بالجواب

سيان عنده ائتلاق الفجر

و ظلمة الليل بلا ثياب

بلا طعام لا هوى لا حقد

أفقر أهل الفقر

فيه و أغنى الأغنياء تعدو

في قبره الجرذان و هو غاف

نام من الديدان في لحاف

**

لي نومة مع التراب في غد

صباحها أول ليل الأبد

يمر بي الشيوخ و الشبان

يثرثرون يدها فوق يدي

و عينها وينفث الدخان

رب فتى مورّد

يقرأ من شعري على الصحاب

يقرأ في كتابي

قصيدة خضراء عن جيكور

غافية تحت غصون النور

تحلم بالسحاب

مرّ على قبري فقال قبر

و أين من هذا الرميم الشعر

يدفق بالعواطف

كهبّة العواصف القواصف

مر على قبري فكاد الصّخر

يصرخ تحتي نام هذا الشاعر

صاحب هذه القوافي يسمع

ما قلتموه فالعيون تدمع

في عالم لا يرجع المسافر

منه و لا للنوم فيه آخر

رفقا به دعوه في رقدته

تؤنسه الديوان في وحدته

كان له قلب و كان أمس

حتى إذا استنزف من مدته

توسد الترابا

لا تقرأوا الكتابا

ثمّ تغيب الشمس