يا عـاذلاً أصـبـح فـي ذاتـه
منـعـمـاً يزهـو بـلـذاتـه
لو عضدك الـدهـر بـآفـاتـه
لقلـت مـن ذوق مـرارتـه
آهٍ من الـعـشـق وحـرارتـه
أحرق قلـبـي بـحـرارتـه
لكن سلمت الـيوم مـن غـدره
ومن تنـاهـيه ومـن جـوره
فلا تسلم من حـار فـي أمـره
وقال من فرط صـبـابـاتـه
آهٍ من الـعـشـق وحـرارتـه
أحرق قلـبـي بـحـرارتـه
كن عاذر العشاق في حالـهـم
وتكن عوباً علـى عـذلـهـم
إياك أن تشتد فـي حـبـلـهـم
مجرعاً من مـر لـوعـاتـه
آهٍ من الـعـشـق وحـرارتـه
أحرق قلـبـي بـحـرارتـه
قد كنت قبلـك بـين الـعـبـاد
كمثل من بات خلـي الـفـؤاد
لم أعرف العشق وطعم السهـاد
حتى دعانـي لـمـقـامـاتـه
آهٍ من الـعـشـق وحـرارتـه
أحرق قلـبـي بـحـرارتـه
لم يدر الـعـشـق ومـا ذلـه
إلا الذي أقـسـمـه طـولـه
رضاع منه في الهوى عقـلـه
وشربه من مـر جـرعـاتـه
آهٍ من الـعـشـق وحـرارتـه
أحرق قلـبـي بـحـرارتـه
كم عين صب في الدجى أسهرا
وأحرم الجفن لـذيذ الـكـرى
ركم أسـأل دمـعـه أنـهـراً
تجري على الخد بلـوعـاتـه
آهٍ من الـعـشـق وحـرارتـه
أحرق قلـبـي بـحـرارتـه
كم في الورى من مغرمٍ مستهامٍ
سهران من وجدٍ بعيد المـنـام
ألبسه ثوب الضنى والـسـقـام
من قد نفى عنه مـنـامـاتـه
آهٍ من الـعـشـق وحـرارتـه
أحرق قلـبـي بـحـرارتـه
كم قل صبري وبري عظـمـي
وسال دمعي منه كـالـعـنـدم
مهفهفٌ مر من مـطـعـمـي
ما كان حلواً فـي مـذاقـاتـه
آهٍ من الـعـشـق وحـرارتـه
أحرق قلـبـي بـحـرارتـه
مسكينٌ من في الناس مثلي عشق
وبات في جنح اللـيالـي أرق
أن عام في بحر التجافي غـرقٌ
يشكوا من العشق وزفـراتـه
آهٍ من الـعـشـق وحـرارتـه
أحرق قلـبـي بـحـرارتـه
من ذا الذي بالعشق لـم يبـتـل
ومن نجا من كـيده الأسـهـل
ومن به يعيش عيش الـخـلـى
وأين مـن فـاز بـراحـاتـه
آهٍ من الـعـشـق وحـرارتـه
أحرق قلـبـي بـحـرارتـه
يا رب دبر من بـه قـد بـلـى
وكفله نعم أنـت مـن كـافـل
ورزقه منك باللمات الـجـلـى
وألطف به في كـل أوقـاتـه
آهٍ من الـعـشـق وحـرارتـه
أحرق قلـبـي بـحـرارتـه