أبكي ....

أبكي و أي الدمع يكفيني
لو كانت الدموع تشكل وطنا من نقاء
لبكيت أنهارا و رسمت بحارا و غرست أنهارا

أبكي و الملح يخنقني
يمزقني
يذيبني أرقا على وسائد شوق

أبكي

متى أبكي ؟
متى ستعرف الدموع في عينيَّ وجهتها
و تهطل باتجاه الريح
لماذا تصر على التوغل في دمي
حتى غدا الملح في أوصالي قهراً 
و تشرب الأسى في أوردتي 
و عاث في تفاصيلي  فسادا
حتى المرايا لم تعد تعرفني
كفي يا عين عن المكابرة
و أخرجي ما في القلب من عبرات
اسكبي كؤوس الحزن خارج جسدي
بللي وجناتي المتصدعة
و امنحيها رائحة المطر
أنعشي خمائل الإحساس في أعماقي
اغسلي وجعي
 اصنعي من لوعتي عطرا دمشقيا
تشعشعي و المعي في ظلام اليأس
أشرقي فجر حلم 
و سيلي في ملامحي كقطرات الندى 
لعل الأمل من عيني يسطع
وأزهار المنى تتفتح

أبكي الوفاء و لست أبكيك
أسفي على سنابل حب غرستها في تربة لا تناسبها
فأنبتت ألماً و أورقت جرحاً و أثمرت ندما
أرثي وروداً قطفتها من حدائق عمري  لك
فسقيتها وجعاً و حرمانا
و رميتِها في هجير الفقد و النسيان

أبكي

وما هناكَ دَمعٌ يَسيلْ

أبكي وطنا لأجله تتفتح الأزهار و تشرق البسمات

ليت للدموع أجنحة تجوب سماوات الوجع ... تبللها بالطهر و الأمل

الرائعة أحلام ضائعة
تبسمت صفحتي برغم دموعها بحضورك الراقي

أبكي أمانْ افتقَدهُ ذاتِي بِـ خِذلانْ سابق

أبكي طيبة قلبي ... كيف أبث الفرح في قلب من تغرز خنجرا في روحي

لا داعي للدموع ... حظرت الحزن عن صفحات قلبي

أبكي وقتا ماتت لحظاته بصحبة قلبك المغلق

أبكي
اصدقاءً دَثّرتهمْ السّنين بصعابِ واقِعنا

أبكي و البُكاء سَماء تَسقي صَحرائي

لن أبكيك

لا تسألي عني  فما زلت قويا
ما زال قلبي رغم كل هذا الغدر حيا
ما زلت عاطفيا
حالماً متفائلاً و رومانسيا
مخلصاً للحب و للوفاء وفيا
ما زلت كما أنا صدقيني
الحب يسري كنسغ في شراييني
يمدني بالدفء .. بناره يكويني
يحاصرني و يأسرني
يعذبني و يضنيني 
و يحملني إلى المجهول
يحلق بي  بجناحين من  وهم و يرميني
يحولني إلى كلمات 
يبعثرني ... يلملمني ... و يعيد تكويني

أبكي حزنا عليك صدقيني