"خرج
من السيارة زاحفاً بعد أن أصابته رصاصة , زحف بسرعة لأقرب دكان , طرقه بيده
المرتجفة دون جدوى , أطلق بضعة طلقات عليه ولكن ما من مجيب , لم يتجرأ أحد على
إدخاله ...
فعاد وزحف إلى أقرب جدار ليسند ظهره عليه ,
كانت دماءه تسيل كدموعٍ بعيونٍ غاضبة , ولم يكن هنالك ما يوقفها , تلمس رسالة
حبيبته بجيبه , يتلمس كلماتها ويودعها كما يودع الحياة ... تذكر كم كان يلقي
بمشاعره على الصفحات البيض ليرسلها إليها ملطخة بدماء الألم"
حمص
3/11/2011
حبيبتي :
لا شيء سوى حبك سلاحاً أملكه ضد الكراهية
التي يطلقها الناس ضدي بالشارع ،كل من ارتدى بذلة عسكرية هو ظالم بنظرهم ، كيف
أغير هذه الفكرة ؟!، ليس كل عسكري قد تلطخت يداه بالدماء
أجلس وأراقب سكون ، الشوارع خاوية كجسدي
تماماً ، عالم خاوي ، ألتفت لرسائلك لأجد عالمي ... حروفك هي ما ملئت عروقي بتلك
الروح ، بعد أن غابت كل الأرواح من حولي ، جميع الوجوه مرهقة ، متعبة ، خائفة ...
كلنا نعرف أننا سنموت ولكن متى وأين لا أحد يدري !
جميعنا نعرف من الضحايا ولكن لا أحد يدري من
الجاني ... الجميع هنا ، كل الأطراف تجد نفسها مظلومة ولكن من الظالم؟!
الخوف والكراهية هو كل ما نراه بأعين الناس
هنا ، فقط طفل واحد تجرأ على قول :" الله يحميك" لي ، قالها بصوتٍ منخفض
كي لا يسمعه والده ، من المضحك أن يطالب بالحرية ويحرم ابنه منها...
سيظل حبك سلاحاً لي لمواجهة جيشاً من
الكراهية!!
حمص 7/11/2011
حبيبتي : تحدثت مع والدتي اليوم بالهاتف ،
كذبت عليها .. أخبرتها بأنني بمكتب ولا أضطر لحمل سلاحاً حتى ، وأنني بخير وبصحة
جيدة ، فاجأني صوت بكائها ، وكأنَّ مشاعرها كأم أخبرتها بأوجاعي و بحقيقة ما أمر
بها ، لن أنجح أبداً بالكذب على أمي ، إنها تشعر بما أشعر به
عندما أغلقت سماعة الهاتف داهمني البكاء أنا
الآخر ، الحنين يقتلني ... عندها شعرت بشفاهك على عنقي ، سمعت همساتك التي أطفأت
أنيني ، أتكأتي على كتفي بغنج فما أجملك طفلتي!
التفت حولي بدهشة ، لم أجدك .. أكنتِ حقاً
هناك ،أم هذا فقط ملاك الحب جاء بطيفك إلي ليواسيني بلحظة انكساري وألمي
حمص 10/11/2011
لا زال البعض ينتظر النصر والبعض الآخر ينتظر
الفرج وأنا لازلت أنتظر رؤية وجهك واللحظة التي سترتجفين بها بين ذراعي..
تأخرت رسائلك ، بالرغم من أنكِ تعرفين أن لا
مسكن لألمي سوى كلماتك ، رسائلك المهرب الوحيد لي من هذا الواقع المؤلم ، فقط
قبلاتك هي ما ستنير الظلمة الدامسة بقلبي الذي يجاهد للبقاء حيّاً
حمص 13/11/2011
اليوم، لا يمكنني أن أحدثك عن الحب وأنا أغسل
جسدي الملطخ بدماء أصدقائي، كنا بناقلة جندٍ تقلهم نحو قدرهم ،لا أدري إن كانت
حقيقة أنني الوحيد الذي بقيت حياً بين أصدقائي هو سوء حظ أو فقط قدري
رميت نفسي من تلك الشاحنة ،و اختبأت لأرى
زعيم تلك المجموعة ،نظرت بعينيه مباشرة و أستشعرت تلك الطعنة بصدري ،كان صديقاً لي
أو بالأحرى كان ما اعتقدته صديقاً ،مالذي جرى؟
كيف استحال الصديق عدواً هكذا ،كيف حمل كل
منا السلاح ووجهه إلى وجه شقيقه ،كل شيء أصبح غير مفهوماً بالنسبة لي ،أنظر إلى
المرآة وأنا أكاد أن لا أعرف نفسي ،ما هو الخطأ وما هو الصواب ،أقف بمنتصف الطريق
وأنا لا أعرف أية طريقاً أسلك ،أنهرتُ على الأرض باكياً لو كانت صدرك لأبكي عليه
أصدقائي وأصرخ بأسمائهم الواحد تلو الآخر فلم أجد لهم ذنب ليقتلوا من أجله
حمص 17/11/2011
أقضي الليل وأنا أفكر بصديقي ذاك ،لازلت
أناديه صديقي رغم كل شيء ،لا يوجد بنهاية المطاف روح بجسدي ليأخذها برصاصه ،أنفاسي
باردة وقلبي يشتعل ،أعرف أن أحدنا سيقتل الآخر بالنهاية ولكن بدون أن يعرف أيّاً
منّا لماذا!
وأخيراً كتب آخر كلماته :"عشت من أجلها
وها أنا ذا أموت من أجلها ! "
"المرسل علي"
من السيارة زاحفاً بعد أن أصابته رصاصة , زحف بسرعة لأقرب دكان , طرقه بيده
المرتجفة دون جدوى , أطلق بضعة طلقات عليه ولكن ما من مجيب , لم يتجرأ أحد على
إدخاله ...
فعاد وزحف إلى أقرب جدار ليسند ظهره عليه ,
كانت دماءه تسيل كدموعٍ بعيونٍ غاضبة , ولم يكن هنالك ما يوقفها , تلمس رسالة
حبيبته بجيبه , يتلمس كلماتها ويودعها كما يودع الحياة ... تذكر كم كان يلقي
بمشاعره على الصفحات البيض ليرسلها إليها ملطخة بدماء الألم"
حمص
3/11/2011
حبيبتي :
لا شيء سوى حبك سلاحاً أملكه ضد الكراهية
التي يطلقها الناس ضدي بالشارع ،كل من ارتدى بذلة عسكرية هو ظالم بنظرهم ، كيف
أغير هذه الفكرة ؟!، ليس كل عسكري قد تلطخت يداه بالدماء
أجلس وأراقب سكون ، الشوارع خاوية كجسدي
تماماً ، عالم خاوي ، ألتفت لرسائلك لأجد عالمي ... حروفك هي ما ملئت عروقي بتلك
الروح ، بعد أن غابت كل الأرواح من حولي ، جميع الوجوه مرهقة ، متعبة ، خائفة ...
كلنا نعرف أننا سنموت ولكن متى وأين لا أحد يدري !
جميعنا نعرف من الضحايا ولكن لا أحد يدري من
الجاني ... الجميع هنا ، كل الأطراف تجد نفسها مظلومة ولكن من الظالم؟!
الخوف والكراهية هو كل ما نراه بأعين الناس
هنا ، فقط طفل واحد تجرأ على قول :" الله يحميك" لي ، قالها بصوتٍ منخفض
كي لا يسمعه والده ، من المضحك أن يطالب بالحرية ويحرم ابنه منها...
سيظل حبك سلاحاً لي لمواجهة جيشاً من
الكراهية!!
حمص 7/11/2011
حبيبتي : تحدثت مع والدتي اليوم بالهاتف ،
كذبت عليها .. أخبرتها بأنني بمكتب ولا أضطر لحمل سلاحاً حتى ، وأنني بخير وبصحة
جيدة ، فاجأني صوت بكائها ، وكأنَّ مشاعرها كأم أخبرتها بأوجاعي و بحقيقة ما أمر
بها ، لن أنجح أبداً بالكذب على أمي ، إنها تشعر بما أشعر به
عندما أغلقت سماعة الهاتف داهمني البكاء أنا
الآخر ، الحنين يقتلني ... عندها شعرت بشفاهك على عنقي ، سمعت همساتك التي أطفأت
أنيني ، أتكأتي على كتفي بغنج فما أجملك طفلتي!
التفت حولي بدهشة ، لم أجدك .. أكنتِ حقاً
هناك ،أم هذا فقط ملاك الحب جاء بطيفك إلي ليواسيني بلحظة انكساري وألمي
حمص 10/11/2011
لا زال البعض ينتظر النصر والبعض الآخر ينتظر
الفرج وأنا لازلت أنتظر رؤية وجهك واللحظة التي سترتجفين بها بين ذراعي..
تأخرت رسائلك ، بالرغم من أنكِ تعرفين أن لا
مسكن لألمي سوى كلماتك ، رسائلك المهرب الوحيد لي من هذا الواقع المؤلم ، فقط
قبلاتك هي ما ستنير الظلمة الدامسة بقلبي الذي يجاهد للبقاء حيّاً
حمص 13/11/2011
اليوم، لا يمكنني أن أحدثك عن الحب وأنا أغسل
جسدي الملطخ بدماء أصدقائي، كنا بناقلة جندٍ تقلهم نحو قدرهم ،لا أدري إن كانت
حقيقة أنني الوحيد الذي بقيت حياً بين أصدقائي هو سوء حظ أو فقط قدري
رميت نفسي من تلك الشاحنة ،و اختبأت لأرى
زعيم تلك المجموعة ،نظرت بعينيه مباشرة و أستشعرت تلك الطعنة بصدري ،كان صديقاً لي
أو بالأحرى كان ما اعتقدته صديقاً ،مالذي جرى؟
كيف استحال الصديق عدواً هكذا ،كيف حمل كل
منا السلاح ووجهه إلى وجه شقيقه ،كل شيء أصبح غير مفهوماً بالنسبة لي ،أنظر إلى
المرآة وأنا أكاد أن لا أعرف نفسي ،ما هو الخطأ وما هو الصواب ،أقف بمنتصف الطريق
وأنا لا أعرف أية طريقاً أسلك ،أنهرتُ على الأرض باكياً لو كانت صدرك لأبكي عليه
أصدقائي وأصرخ بأسمائهم الواحد تلو الآخر فلم أجد لهم ذنب ليقتلوا من أجله
حمص 17/11/2011
أقضي الليل وأنا أفكر بصديقي ذاك ،لازلت
أناديه صديقي رغم كل شيء ،لا يوجد بنهاية المطاف روح بجسدي ليأخذها برصاصه ،أنفاسي
باردة وقلبي يشتعل ،أعرف أن أحدنا سيقتل الآخر بالنهاية ولكن بدون أن يعرف أيّاً
منّا لماذا!
وأخيراً كتب آخر كلماته :"عشت من أجلها
وها أنا ذا أموت من أجلها ! "
"المرسل علي"