يسْتدْرجُنى المَدى الْجّريء إليكْ
فأتوغلُ في عُمْقِ الأَمْسِ
أسْتطلعُكَ بكلِّ حواسِي
وَسَرابَ الزرقةِ القادمَةِ
مِنْ عيْنيكْ
وهي تنامُ على مهدِ لُجُوئي
كَطائرٍ حَزيْنٍ
بِجَناحينِ مُنْكَسرينْ
وَتَتَآلَفُ أَرْواحُنا
وتَشْتو مدامِعَنا
والْرَّيْحُ خَلْفَ الْجّدَارْ
تتقاذفُ ذَرّات الغبارْ
وَتمتَطِي غيمةَ صَيْفٍ عَابِرة
تضمحِلُّ علَى سُمْرةِ شَفَتَيْكَ
ولا تمطر سوى قطرة وبضعُ رَذَاذْ
وَأعْدو بِكُلِّ أَشواقِي إليْك
وَتُصْبِحُ أنّاتي كَلأ اللّيلِ
وكَنزُ مَكِيْدَةٍ جَائِرة
وأَشْيَاءٌ عَجِيبَة
تَصْلبُ آهَاتُنا عَلى مِقْصَلةِ العَويْل
وَمَا بَيْنَ اللَّهْفَةِ والآهِ يُبَاغِتُنَا الْغُروْب
لاْ شَيْء يُطْفِىء ظَمَأَ الْشَّمْسِ
ولاْ شَيء يُغْريْ فُتُورَ الأَصيلْ
والْطُرُقاتُ أفَاعِيْ تَلْبِسُ جِلْباب
ونَحْنُ عَرَايَا حَتّى منْ أمَانِينَا
نَقْطِفُ ثِمَارَ الْجوْعِ ونَنْتَهيْ بأمعَاءٍ خَاوِيَة