الشوق والحنين في تراتيل أنثى / القسم الثاني
فالشوق يصبح أبا وصديقا لشاعرتنا ولا يوجد ما يمنع من أن تتولد صبغة الانتفاء الذاتي بينهما ، وهو بالتأكيد لا يحتاج إلى تلك اللغة المقطعة بل هو يقرا القلوب ، وإذا به يتجول لأجل شاعرتنا إلى مخلوق آخر ناسخا ذاته جاعلا منها حيوانا أليفا لذات شاعرتنا ، وكأنه يقول لها أنا ذلك المارد الخدوم الذي يلبي أي طلب وعلى الفور ومن دون تردد ، انه يجعل من نفسه فرسا عربية تتنفس بغبار الأجداد القدامى حيث الفيافي الشاسعة تقطعها ، لتصل إلى غاية قد تكون صعبة ...
أن شاعرتنا لم تكن فارسة ولم تحلم بتلك الفروسية الكليوباترية أو تلك الفروسية عند زنوبيا الشامية ولا مريم الزنارية بل أن هذا الشوق هو الذي جعل منها فارسة بلا سيف ، ومحاربة بلا درع ، بل أن فروسيتها نوع جديد لا يعرف الفرسان القساة معناه ... فروسية تقوم على تلك الأشواق التي جعلت منها تراتيلا لأنثى وتطلق لتلك الفرس الشوقية العنان كعنان جارية الناطفي وتنطلق مسرعة باحثة عن شيء ما ... وتثير خلفها ذلك النقع ...
والشوق الفرس الأصيل ينطلق معها متناسيا نفسه ومن يكون فيسمع منها أغاني الحنين فلا يلبث أن يردد خلفها بتلك الأغاني الملحنة بطور العراق ، ذلك الحنين الذي يعرف الشوق أن شاعرتنا لم تكف عنه للحظة واحدة
فامتطي الشوق
أغنية حنين
( مقطع من القصيدة 7 طهر )
وتتحول مسيرة الأحداث وإذا بتلك الحبكة تصل إلى الذروة حيث يظهر احد المشاهد أن ذلك الشوق يطلق ضحكته الصفراء مع أنها تمتطي ظهره مغنية حنينها ولم تمسك شاعرتنا جيدا بذلك اللجام ، ضحكة الشوق الصفراء من ورائها لغز ، انه سيقوم بإسقاطها من على ظهره ، وتجعل شاعرتنا من هذا المشهد مشهدا حركيا يحتاج فقط إلى التقاطه ...
فهي تمزج ذلك الشوق بتلك الأحلام في هذه اللحظة
ونمتطي أحلاما تشتهينا
( مقطع من القصيدة 12 تأويل )
فالشوق هنا والأحلام اتحدتا ذاتا وصفة ، وما الذي يحدث يا سيدتي بعد ذلك
تخبرنا فاطمة الفلاحي :
ويدهسنا شوق العاشقين
( مقطع من القصيدة 12 تأويل )
وهذه الذروة التي يصل إليها ذلك المشهد ، أن شاعرتنا تسقط من على ظهر الشوق الذي رفضها في تلك اللحظة ثم يقوم بدهسها بلا رحمة ... حتى ذلك الكائن الشفاف وقف ضد هذه الأغاني الحنينية ...
وتقف وكلها جلد ولا تأبه بالذي حدث ، لم يصبها شيء ، أنها تشاهد ذلك الغبار يغطيها وتستنشق ريحه بل هو النفس ذاته ، وعودة لتلك الحركة السريعة : أنها كانت تغني أغنية الحنين وفجأة دهسها شوق العاشقين ، وذهب فرحا ، نشاهد معا تلك الأنامل التي مست قطار العمر والتي كان صاحبها يبكي توجعا في لحظة ما وبعد ذلك السقوط تمر هذه الأحداث سراعا في خيال تراتيل أنثى مع ذلك الاستنشاق لذلك الغبار
فنعيش غبار الحنين
( مقطع من القصيدة 11 سفر )
لم يبق إلا ذلك الغبار الذي سرعان ما ينتهي بمجرد الالتفات إليه ، أنها من الأزمنة التعبيرية التي تحاول فيها شاعرتنا أن تقتنص تلك الأشياء ...
تمضي في سيرها والانكسار يغزو محياها فترتل حنينها الذي لصق بنفسها فلم يبق لديها ذلك الشوق بل الحنين هنا ما تبقى من تلك اللقطات ...
ونسمع تلك التراتيل في جوف الليل تنطلق من محراب الحنين ، متوسلة إلى كل ما هو عزيز على قلبها أن يرتل معها تلك التراتيل ، توسل يذيب ذلك الجليد ، بحنين هو الأشعة البنفسجية
تراتيل حنينك
( مقطع من القصيدة 23 سراب )
أنها تلك التراتيل التي كانت تتلذذ بطيب سماعها وتذكرها ، وربما لا نستطيع أن نسبر هذا العمق السريالوزيومي في تكثيفها للرمز ... ونحن نشم تلك الجنبة في المذهب الصوفي المسيحي ، بل أن شاعرتنا جعلت من هذه المقاطع القصار جدا مقاطعا تختلط فيها مقولات الفلاسفة والوجوديين والشعراء الأوائل ...
تراتيل أنثى لغة واحدة تتجلى فيها المصداقية كالشمس المشرقة فأنت أن تأملت معي أن القصائد التي بلغت 27 قصيدة تسير في منهج واحد وصورة واحدة تجزؤها المقاطع الزمنية ... أنها قصة لهذه التراتيل ، وهي ديوان شعري تضم بين دفتيها رواية مكتملة النسيج ( وأنا أتمنى أن تكتب شاعرتنا تلك الرواية بقلمها هي وان لم يكن لها وقت فانا من هنا اطلب الموافقة بكتابة هذه الراوية ولكن أنا أريد فعلا وواقعا أن تكتبها السيدة فاطمة الفلاحي )
وها هي أذني المتأملة تسمع تلك التراتيل ، أنينا وشجى لا ينقطع ...
وإذا بها تصيح لذلك القريب ( الوطن - الأهل - الأصدقاء ) ، ليبكي عليها فهي والحزن أصبحتا ذاتا واحدة ، أنها تجعل من نفسها دمعة جارية ، وهي أيضا مستعدة لكل من يشاركها هذا الهم أن تجعل من تراتيلها حنينا تطلقه في الفضاء ..
وما أقساه عليك سيدتي
وهل انتهت رحلتنا مع الشوق والحنين هنا وتحديدا في هذه التراتيل ، لا أتصور ذلك ... بل أن لنا حديثا عن تلك الدموع وتلك التراتيل
فالشوق يصبح أبا وصديقا لشاعرتنا ولا يوجد ما يمنع من أن تتولد صبغة الانتفاء الذاتي بينهما ، وهو بالتأكيد لا يحتاج إلى تلك اللغة المقطعة بل هو يقرا القلوب ، وإذا به يتجول لأجل شاعرتنا إلى مخلوق آخر ناسخا ذاته جاعلا منها حيوانا أليفا لذات شاعرتنا ، وكأنه يقول لها أنا ذلك المارد الخدوم الذي يلبي أي طلب وعلى الفور ومن دون تردد ، انه يجعل من نفسه فرسا عربية تتنفس بغبار الأجداد القدامى حيث الفيافي الشاسعة تقطعها ، لتصل إلى غاية قد تكون صعبة ...
أن شاعرتنا لم تكن فارسة ولم تحلم بتلك الفروسية الكليوباترية أو تلك الفروسية عند زنوبيا الشامية ولا مريم الزنارية بل أن هذا الشوق هو الذي جعل منها فارسة بلا سيف ، ومحاربة بلا درع ، بل أن فروسيتها نوع جديد لا يعرف الفرسان القساة معناه ... فروسية تقوم على تلك الأشواق التي جعلت منها تراتيلا لأنثى وتطلق لتلك الفرس الشوقية العنان كعنان جارية الناطفي وتنطلق مسرعة باحثة عن شيء ما ... وتثير خلفها ذلك النقع ...
والشوق الفرس الأصيل ينطلق معها متناسيا نفسه ومن يكون فيسمع منها أغاني الحنين فلا يلبث أن يردد خلفها بتلك الأغاني الملحنة بطور العراق ، ذلك الحنين الذي يعرف الشوق أن شاعرتنا لم تكف عنه للحظة واحدة
فامتطي الشوق
أغنية حنين
( مقطع من القصيدة 7 طهر )
وتتحول مسيرة الأحداث وإذا بتلك الحبكة تصل إلى الذروة حيث يظهر احد المشاهد أن ذلك الشوق يطلق ضحكته الصفراء مع أنها تمتطي ظهره مغنية حنينها ولم تمسك شاعرتنا جيدا بذلك اللجام ، ضحكة الشوق الصفراء من ورائها لغز ، انه سيقوم بإسقاطها من على ظهره ، وتجعل شاعرتنا من هذا المشهد مشهدا حركيا يحتاج فقط إلى التقاطه ...
فهي تمزج ذلك الشوق بتلك الأحلام في هذه اللحظة
ونمتطي أحلاما تشتهينا
( مقطع من القصيدة 12 تأويل )
فالشوق هنا والأحلام اتحدتا ذاتا وصفة ، وما الذي يحدث يا سيدتي بعد ذلك
تخبرنا فاطمة الفلاحي :
ويدهسنا شوق العاشقين
( مقطع من القصيدة 12 تأويل )
وهذه الذروة التي يصل إليها ذلك المشهد ، أن شاعرتنا تسقط من على ظهر الشوق الذي رفضها في تلك اللحظة ثم يقوم بدهسها بلا رحمة ... حتى ذلك الكائن الشفاف وقف ضد هذه الأغاني الحنينية ...
وتقف وكلها جلد ولا تأبه بالذي حدث ، لم يصبها شيء ، أنها تشاهد ذلك الغبار يغطيها وتستنشق ريحه بل هو النفس ذاته ، وعودة لتلك الحركة السريعة : أنها كانت تغني أغنية الحنين وفجأة دهسها شوق العاشقين ، وذهب فرحا ، نشاهد معا تلك الأنامل التي مست قطار العمر والتي كان صاحبها يبكي توجعا في لحظة ما وبعد ذلك السقوط تمر هذه الأحداث سراعا في خيال تراتيل أنثى مع ذلك الاستنشاق لذلك الغبار
فنعيش غبار الحنين
( مقطع من القصيدة 11 سفر )
لم يبق إلا ذلك الغبار الذي سرعان ما ينتهي بمجرد الالتفات إليه ، أنها من الأزمنة التعبيرية التي تحاول فيها شاعرتنا أن تقتنص تلك الأشياء ...
تمضي في سيرها والانكسار يغزو محياها فترتل حنينها الذي لصق بنفسها فلم يبق لديها ذلك الشوق بل الحنين هنا ما تبقى من تلك اللقطات ...
ونسمع تلك التراتيل في جوف الليل تنطلق من محراب الحنين ، متوسلة إلى كل ما هو عزيز على قلبها أن يرتل معها تلك التراتيل ، توسل يذيب ذلك الجليد ، بحنين هو الأشعة البنفسجية
تراتيل حنينك
( مقطع من القصيدة 23 سراب )
أنها تلك التراتيل التي كانت تتلذذ بطيب سماعها وتذكرها ، وربما لا نستطيع أن نسبر هذا العمق السريالوزيومي في تكثيفها للرمز ... ونحن نشم تلك الجنبة في المذهب الصوفي المسيحي ، بل أن شاعرتنا جعلت من هذه المقاطع القصار جدا مقاطعا تختلط فيها مقولات الفلاسفة والوجوديين والشعراء الأوائل ...
تراتيل أنثى لغة واحدة تتجلى فيها المصداقية كالشمس المشرقة فأنت أن تأملت معي أن القصائد التي بلغت 27 قصيدة تسير في منهج واحد وصورة واحدة تجزؤها المقاطع الزمنية ... أنها قصة لهذه التراتيل ، وهي ديوان شعري تضم بين دفتيها رواية مكتملة النسيج ( وأنا أتمنى أن تكتب شاعرتنا تلك الرواية بقلمها هي وان لم يكن لها وقت فانا من هنا اطلب الموافقة بكتابة هذه الراوية ولكن أنا أريد فعلا وواقعا أن تكتبها السيدة فاطمة الفلاحي )
وها هي أذني المتأملة تسمع تلك التراتيل ، أنينا وشجى لا ينقطع ...
وإذا بها تصيح لذلك القريب ( الوطن - الأهل - الأصدقاء ) ، ليبكي عليها فهي والحزن أصبحتا ذاتا واحدة ، أنها تجعل من نفسها دمعة جارية ، وهي أيضا مستعدة لكل من يشاركها هذا الهم أن تجعل من تراتيلها حنينا تطلقه في الفضاء ..
وما أقساه عليك سيدتي
وهل انتهت رحلتنا مع الشوق والحنين هنا وتحديدا في هذه التراتيل ، لا أتصور ذلك ... بل أن لنا حديثا عن تلك الدموع وتلك التراتيل