سنبلة
بين جنازير الدبابات
بين جنازير الدبابات
من ساقيةٍ
لساقيةٍ
ومن كأسِ خمرٍ
لكأسِ خمر
ومن مدينة
مليئة بالضجر لمدينةٍ مليئة بالصخب
ومن عاصمة
جرداء لعاصمة مفلسة
ومن خارطةٍ
مملوءةٍ ...بالسكك ..وعلامات النفط .. والمطارات ..والزحام .. والمعسكرات ..
وقواعد لإطلاق الصواريخ ..لخارطةٍ ممحاةٍ عن الأرض ..لبلدٍ مفقود الهوية ..لبلدٍ
تخلت عنه الوطنية ..
صار ..الوطنُ
مفلساً .. ممقوتاً ..متحزباً ..طائفياً .. قومياً ..دجلاً ..خداعاً ..وهم ثورة زيف
.. أقنعة ملقاة بين جنبات البرلمان الخاسر .. والرابح ..
وطنٌ ..يحمل
معاني فاه فقير يأكلُ خبزاً مرَّ دهرٌ عليهِ
وسنبلة مسجونة
بين جنازير الدبابات ..و أسيجة المعتقلات..
وطنٌ ..
الورقةُ الرابحةُ للمخادع ..والجبان .. والمنذل ..والمرتد .. والمتكبر ..والجبار
.. والصعلوك ..
وطني ..صار
وطن الأقزام ..مقطوعي الرؤوس ..والأيادي .. والأرجل ..وباقي ما تبقى من إنسان .
----------
من ضفة لضفةٍ
..
تحتاج لهوية..
تحملُ عنوانك
..اسمك .. وصورتك الوطنية ..مختومة بختم حديقة الحيوانات الأليفة
ثم يأتي دور
الدين والمذهب والقومية
إنْ كنت مثلهم
سلمت ..
وعبرت الجسر
وإنْ كنت
مغايراً
عدت لمنـزلك
تحملُ آثاراً دموية
-----------
أمريكاعراق
كلُ عراق
أمريكياً
من البسطال
الأحمر ..للجندي المرتد ..
للصعلوك
المصفر ..
للمملوك
الأحمق ..
للعبد المتلون
..
للحرباء
الجالس خلف موائد المنتمين لذاك الحزب..وهذا الحزب ..
أو صاحب ذاك
الكرش ..وهذا الكرش
أو قابلة
مأذونه ..
مسموح لها أن
تولد لنا ..طفل الحركة المسموحة بالحرية .. والديمقراطية ..والشيفونية
..والماركسية ..والطائفية ..والازدواجية ..
أمريكا عراق
...غناء ..عراق شعار .. عراق إفلاس .. عراق بورصة .. عراق البترول الأسود .. عراق
البترول الحمر ..
عراق الدم
الذي لا ينفك أن يسكب..
عراق الشجر
المحتل بالديدان
عراق النخل
الذي هاجر بلحه
عراق اللاشيء
وكل شيء ..وأي شيء .
-----------
قبل ألف ميلاد وميلاد
وقف ..
كنسر الجيف ..
ينظر ..للسماء
..للأرض ..
وعند انتهاء
زمن النهيق الوطني ..
ومسيرة
البعثيين ..ومسيرة العاطلين ..ومسيرة ألف ليلة وليلة ..
يأتينا من حيث
لا نتوقع ..
من شرفة عاشقة
ممطولة بالوعظ
سنكسي الوطنَ
..بالرغيف
و لا يكون
هناك جلاد
وسنعطي لكل
أرملةٍ ...مبلغ مالٍ
كي تبقى بلا
معيل ...سوانا ...!
وسنرصف
الشوارع .. ونلمع قباب الجوامع
ونحصد المزارع
.. ونكفكف المدامع
حتى ينفض غبار
الإفلاس عن خزينة مولانا
عبد القادر
..وولاة أمورنا ..
----------
قبل ألف
ميلادٍ وميلاد
وبعد ألف
ميلادٍ وميلاد
سيبقى الجلاد
هو الجلاد
وسيبقى السجن
هو السجن
ويبقى المظلوم هو المظلوم
ويبقى الملك
في قبر.. والمغني .. والقواد ...
سيبقى غبار
الوطن ..يحتل مكانه الأحفاد
ويبقى ميزان
العدالة ...
يميل إلى
الأوغاد ..
ويبقى عود
المغني يراقص الأوتاد ..
ستبقى بلقيس
محبه ..
وسيبقى نمرود ..وأرم ذات العماد
ما غيرنا من
شيء ...
فالأسياد هم
أسياد ..
والعبيد هم
عبيد ..
رغم الثورات
..والقتال ..والجهاد ...
سنبقى آخر مَن
يتنفس ..
وعلى سيف
الجلاد ..؟!
...رقابنا .
---------
خشب
لي وطن
فقط على
الخارطة
شكراً ، يا
رسام الخرائط
فلولاك ما
عثرت على وطني
....
لي وطن ...
حدوده من خشب
وحكومته من
خشب
ووزراءه من
خشب
وعندما يقبل
الشتاء سيبرد
نستعين
بدولتنا .. كي ندفأ
لأنها من خشب
--------
لي وطن ..
اسمه موجود في
كل واجهةٍ مستضاءة
وكل نافذة
ملهى ..
وكل طريقٍ
موحل ..
وكل سؤال بدون
إجابة
الإجابة
موجودة ...
لكن ...في زحل ؟!
-----
لي وطن..
على عكاز يمشي
فكرسي
المعوقين قد نُشل
ورئيس الوزراء
... قلما ما يملك
عكاز واحد ...
--------
لي وطن ....
لا يملك علم
ولا يملك اسم
فكل سبت نغيره
...إلى معنى ، تحتاجه الأحزاب
--------
لي وطن ...
أبناؤه
المهاجرون كالنوارس
غرقى في البحر
...والمحيط
والنهر
...والصحراء..
والأمل
المفقود ببئر يوسف(ع)
قد نادى ...
يا وطن ... لا
تجزع سيأتي منقذك
بعد فوات
الأوان ؟
-------
شكراً إن كان
لي وطن
شكراً إن كان
لي عنوان
وجريدة تصدر
باسمي
وكتاب يتحدث عني
ولسان معلم
يعلم الأجيال عني
وعار ...مكشوف
محتاج لطلقة
رحمة ...كي يغسل عاري
-------
لي وطن ..
أملس اللحية
أشقر ..
فردوس الأجيال
؟! جنة ..
-----------
ألف نخلة بلا سعف
أملك ألف رصيف
غير معبد
وأملك ألف
نخلة بلا سعف
وأملك ألف بيت
مخرب
وألف بحيرة
ماء ...صحراء
وألف علم
...وألف شفة
وألف لسان
أخرس
وألف قلم ...
لا يكتب
سوى محبرتي
..وأخاف أن تنضب
لأن دمي تحول
إلى وقود حرارة
من برد الشتاء
....
وبرود الشعب
!؟
-------
أكتب ألف
عنوان وعنوان
عن عشيقات
المطر
وأرسم ألف وجه
حبيبة
على حقائب
السفر
وأواجه مد
البحر ...
ومنقار
العصفور ..
وقص الشجر ..
يا ويحي من
عشق ..
لا يعشق مدّ
البصر ..
سأصلي .. ما
عدت قادراً ...ولست قادراً
للإله بما بشر
...
--------
صيغ الدفاع
الكل يدافع عن
نفسه
الكلب يدافع
عن نفسه
القط يدافع عن
نفسه
العصفور يدافع
عن نفسه
النمل يدافع
عن نفسه
البكتريا
تدافع نفسها
ونحن بني
البشر ...أيضاً ندافع عن أنفسنا
لمن بدون
مخالب
وبدون نباح
وبدون نقر
وبدون لسع
وبدون ....
وبدون....
سوى دفاعنا
المستميت.....
الصمت ...
والحمق.......
والاستسلام
...
------
من رغيف خبز
المنفوخين..
لرغيف خبز
المعوزين
ومن صحن الذهب
الخالص
لصحن من معدن
الألمنيوم
ومن سجاد
الكاشان الأصلي
لحصير قصب
السكر
من معدن
الإنسان الذهبي
لمعدن الإنسان
الجاهلي ........
والمذهبي
....... والمرتد .... والناقص ....
والمنحل ....
من شيء لابد
أن يكون....
لشيء ربما سوف
يكون ...
بقلم.....بيدر جبار
..
بيدر جبار حسين
من مواليد العمارة
1977
نشرت له 3 مطبوعات شعرية وهي :
/127/الريح هي أول المبعثرين(ش)/
128/جلد الحقيقة(ش)/
129/الجوع مأدبة عشاء فاخرة(ش)/