الذات في تراتيل أنثى / القسم الأول
في كل حرف
ولفظ في الأدب نجد للذات الشاعرة وجودا متميزا وواضحا فيما تسطره من كلمات
حتى قيل ( من كتابك أعرفك ) ، والشعر سيرة وجدانية وحدثية للشاعر من خلال
ما يتعرض إليه في الحياة ، وبالتالي فنحن لا نعدم وجود بعض الالتفات إلى
ذات الشاعر من خلال ما يكتبه إما تصريحا أو تلويحا ، وفي تراتيل أنثى نلمس
تلك السيرة الحياتية التي أبدعت فاطمة في تكثيفها وإلقاء الضوء عليها من
خلال قصائدها الـ ( 27 ) ، وأما السيرة الوجدانية إن صح تعبيري فلم تظهر
جليا في هذه التراتيل وإنما حاولت شاعرتنا طمسها وإلقاء الضباب عليها لحاجة
هي اعرف بها ، لذا فالتأمل في وجدان الشاعرة من خلال المقاطع المتناثرة في
ديوانها يكاد تشوبه الصعوبة ، ولا اعتقد أن ما سيقال سيمت إلى الحقيقة
واليقين بشيء ولكنه أكيدا لا يبتعد عنها ، إذ هو يحاول أن يقترب ويبتعد ولا
يريد الغوص أكثر من ذلك ...
إن شاعرتنا لها جوها الخاص الذي لا يشاركها
فيه احد حتى اقرب المقربين إليها ، أنها تشك في كل شيء حولها وكأنها
اعتقدت بمذهب هليوم فلا نراها تذكر ذاتها إلا ببصيص قليل وتهرب بك بعيدا
حينما تلوح اقترابك منها ، وكأنها ذلك الغزال الشارد الذي يخشى من صائديه ،
أنها مع نفسها فقط ومع نفسها لا غير ، في إحدى المقاطع الموجودة في تراتيل
أنثى قصيدة بعنوان ( بين نفسي ونفسي ) ، وهذا العنوان دليل على ذلك
التقوقع الذي تعيشه هذه الشاعرة ، الابتعاد والوحدة عن الموجودات ، وصنع
عالم خاص خلقته فاطمة واحتكرته ومنعت الآخرين إن يصلوا إليه ، فهي تجعل على
أبواب نفسها شهبا ثاقبة لا يستطيع شيطان الإنس اختراقه .
إن اغلب
الأشياء في تراتيلها أسرارا أغلقته وحاولت إن تقفله ، ولكن ... عند الشعر
يبوح القلم بما لا ترغب به أحيانا إن تلك الحالة الشعرية تستغرقها وتأخذ
بكيانها إلى حيث لا تريد أحيانا ... والشعر هو هذا ، فالشاعر لا يستطيع إن
يتحدث إلا إذا مسه حدث يثير وجدانه ، من هنا كانت التأملات نابعة من تلك
الذات الشاعرة ولا أريد إن أطيل علبكم ، لقد أشارت الشاعرة في تراتيلها إلى
لفظ ( الروح ) في أكثر من مكان وهو إشارة إلى تلك الذات ( ذات الشاعرة )
وهي الذات التي كانت عندما كتبت الشاعرة تلك السطور ، وليست هي بالضرورة
الذات الحقيقة كما ذكرنا آنفا ...
في تلك الذات حدث مهم ومميز يخترقها
ويؤثر فيها وهي واضحة اثر انتقال ورحيل من جو إلى جو آخر جديد لم ترغب به
شاعرتنا ، وهو بالتالي يؤثر في وجدانها ...
ليخرق الروح المتشحة بالرحيل
( مقطع من القصيدة 17 انتظار )
فهذه
الرحلة خرقت تلك الروح وغطتها رداء السفر والتنقل ، وتحس الشاعرة بالفراق
والحزن على تلك الأماكن التي هجرتها ، وقد ودعتها وداع زريق البغدادي
لزوجته ، حيث لم يكن من سبيل لوقف جماح تلك الرحلة ، ومن المعلوم إن لكل
رحلة متاع على صاحبه إن يتزود به ، وكان متاعها ذلك الإيمان الذي زرعته في
ذاتها ، إيمان بهدف عازمة على تحقيقه وتنفيذه مهما كانت الظروف ، وكأنها
تقول أنها صاحبة إرادة حديدية ، وهل هي فعلا كذلك ، أم إن الظرف في بعض
الأحيان يكون محطما وساحقا لأي معدن ...
تقتات الروح على البسملات
( مقطع من القصيدة 15 رؤيا )
سافرت
وهي تردد معتقدها داعية إياه إن يقف بجانبها وان يحرسها وان يغذيها على
الصبر والمطاولة وعدم الانجرار إلى ما لا يحمد عقباه ، فالبسملة سلاح ويا
له من سلاح ، ولكل أهل معتقد سلاح يكون هو الحامي والمرشد ، أنها تستجلب
القوة وتطلب الفيوضات الغيبية التي لا ترى بالعين ، بل تشاهد بالروح
الشاعرة ، أنها تريد من بسملاتها النصر على الشدائد والمصاعب ، بل لولا تلك
البسملات لما بقى لتلك الذات أي معنى للوجود ، الوجود الذي تقتنع به
تراتيل أنثى ، وتريده وتدافع عنه .
ولم تكن تلك الرحلة سهلة بل كانت
ممزوجة بمختلف المظاهر التي تجعل البقاء على الوضع الأول صعبا وممتنعا ولم
تكف تلك البسملات في ردها أو صدها بل استطاعت التقليل منها فحسب ... إذ إن
التيار الذي وجدته التراتيل كان جارفا وطاغيا وليس من البساطة والسذاجة
الوقوف بوجهه أو تحديه ... وعرفت شاعرتنا ذلك بل وأحست به وجدانا فاستعانت
بسلاح غيبي جديد ... سلاح هو بمثابة الدرع الواقي لكل هذه المزالق ...
ارتق الروح بطهر السموات
( مقطع من القصيدة 18 وجع )
في كل حرف
ولفظ في الأدب نجد للذات الشاعرة وجودا متميزا وواضحا فيما تسطره من كلمات
حتى قيل ( من كتابك أعرفك ) ، والشعر سيرة وجدانية وحدثية للشاعر من خلال
ما يتعرض إليه في الحياة ، وبالتالي فنحن لا نعدم وجود بعض الالتفات إلى
ذات الشاعر من خلال ما يكتبه إما تصريحا أو تلويحا ، وفي تراتيل أنثى نلمس
تلك السيرة الحياتية التي أبدعت فاطمة في تكثيفها وإلقاء الضوء عليها من
خلال قصائدها الـ ( 27 ) ، وأما السيرة الوجدانية إن صح تعبيري فلم تظهر
جليا في هذه التراتيل وإنما حاولت شاعرتنا طمسها وإلقاء الضباب عليها لحاجة
هي اعرف بها ، لذا فالتأمل في وجدان الشاعرة من خلال المقاطع المتناثرة في
ديوانها يكاد تشوبه الصعوبة ، ولا اعتقد أن ما سيقال سيمت إلى الحقيقة
واليقين بشيء ولكنه أكيدا لا يبتعد عنها ، إذ هو يحاول أن يقترب ويبتعد ولا
يريد الغوص أكثر من ذلك ...
إن شاعرتنا لها جوها الخاص الذي لا يشاركها
فيه احد حتى اقرب المقربين إليها ، أنها تشك في كل شيء حولها وكأنها
اعتقدت بمذهب هليوم فلا نراها تذكر ذاتها إلا ببصيص قليل وتهرب بك بعيدا
حينما تلوح اقترابك منها ، وكأنها ذلك الغزال الشارد الذي يخشى من صائديه ،
أنها مع نفسها فقط ومع نفسها لا غير ، في إحدى المقاطع الموجودة في تراتيل
أنثى قصيدة بعنوان ( بين نفسي ونفسي ) ، وهذا العنوان دليل على ذلك
التقوقع الذي تعيشه هذه الشاعرة ، الابتعاد والوحدة عن الموجودات ، وصنع
عالم خاص خلقته فاطمة واحتكرته ومنعت الآخرين إن يصلوا إليه ، فهي تجعل على
أبواب نفسها شهبا ثاقبة لا يستطيع شيطان الإنس اختراقه .
إن اغلب
الأشياء في تراتيلها أسرارا أغلقته وحاولت إن تقفله ، ولكن ... عند الشعر
يبوح القلم بما لا ترغب به أحيانا إن تلك الحالة الشعرية تستغرقها وتأخذ
بكيانها إلى حيث لا تريد أحيانا ... والشعر هو هذا ، فالشاعر لا يستطيع إن
يتحدث إلا إذا مسه حدث يثير وجدانه ، من هنا كانت التأملات نابعة من تلك
الذات الشاعرة ولا أريد إن أطيل علبكم ، لقد أشارت الشاعرة في تراتيلها إلى
لفظ ( الروح ) في أكثر من مكان وهو إشارة إلى تلك الذات ( ذات الشاعرة )
وهي الذات التي كانت عندما كتبت الشاعرة تلك السطور ، وليست هي بالضرورة
الذات الحقيقة كما ذكرنا آنفا ...
في تلك الذات حدث مهم ومميز يخترقها
ويؤثر فيها وهي واضحة اثر انتقال ورحيل من جو إلى جو آخر جديد لم ترغب به
شاعرتنا ، وهو بالتالي يؤثر في وجدانها ...
ليخرق الروح المتشحة بالرحيل
( مقطع من القصيدة 17 انتظار )
فهذه
الرحلة خرقت تلك الروح وغطتها رداء السفر والتنقل ، وتحس الشاعرة بالفراق
والحزن على تلك الأماكن التي هجرتها ، وقد ودعتها وداع زريق البغدادي
لزوجته ، حيث لم يكن من سبيل لوقف جماح تلك الرحلة ، ومن المعلوم إن لكل
رحلة متاع على صاحبه إن يتزود به ، وكان متاعها ذلك الإيمان الذي زرعته في
ذاتها ، إيمان بهدف عازمة على تحقيقه وتنفيذه مهما كانت الظروف ، وكأنها
تقول أنها صاحبة إرادة حديدية ، وهل هي فعلا كذلك ، أم إن الظرف في بعض
الأحيان يكون محطما وساحقا لأي معدن ...
تقتات الروح على البسملات
( مقطع من القصيدة 15 رؤيا )
سافرت
وهي تردد معتقدها داعية إياه إن يقف بجانبها وان يحرسها وان يغذيها على
الصبر والمطاولة وعدم الانجرار إلى ما لا يحمد عقباه ، فالبسملة سلاح ويا
له من سلاح ، ولكل أهل معتقد سلاح يكون هو الحامي والمرشد ، أنها تستجلب
القوة وتطلب الفيوضات الغيبية التي لا ترى بالعين ، بل تشاهد بالروح
الشاعرة ، أنها تريد من بسملاتها النصر على الشدائد والمصاعب ، بل لولا تلك
البسملات لما بقى لتلك الذات أي معنى للوجود ، الوجود الذي تقتنع به
تراتيل أنثى ، وتريده وتدافع عنه .
ولم تكن تلك الرحلة سهلة بل كانت
ممزوجة بمختلف المظاهر التي تجعل البقاء على الوضع الأول صعبا وممتنعا ولم
تكف تلك البسملات في ردها أو صدها بل استطاعت التقليل منها فحسب ... إذ إن
التيار الذي وجدته التراتيل كان جارفا وطاغيا وليس من البساطة والسذاجة
الوقوف بوجهه أو تحديه ... وعرفت شاعرتنا ذلك بل وأحست به وجدانا فاستعانت
بسلاح غيبي جديد ... سلاح هو بمثابة الدرع الواقي لكل هذه المزالق ...
ارتق الروح بطهر السموات
( مقطع من القصيدة 18 وجع )