أُنثى
القلق
جوتيار تمر
ترسمني الهواجس مومياء
صخب الهواجس يفتح جهة الانتظار
يشرّع نوافذ الوجع
يغفو فوق جسد يتصفّحه ليل يأتي مرارا
وحيد ......هذا السرير ليس لي
أراهن الخراب ويراهنني
أنثى
أرهقها لوح يتدلّى في سقف الخوف
بيني وبينك ليل ومطر يستغيث
هذا صوتي يلوح من بعيد
يستدرجه الصمت وغباء القلق
لاشيء لي ...لاشيء يمر فوق هذا الكف
كلامك يفر منه لون البياض
كنت بعيداً وكنت الوحيدة أحمل أوزار حنجرة تعطّلت
كنت هناك وكنت أحتضن فجيعة الفراق
هيّا نكتشف ما أخفى البعد من معنى في العشق
نؤثث مسافات بين أقدام الرّيح
نصطاد لون الأفق ونلتقي
هيّا نقرع أبواب تفضي إلى بعضها
ونقتل غربة خطانا قبل أن يعقد الموت صفقة الموت
أنثى القلق ....
ونص يمزج الألوان بتفان
ملحوظ ليشكل لوحة متفردة من نوعها
بانتقاء مفردات وظفت دلالاتها بعمق لتسكب فوق السطر فكرة انثى مختلفة
..
انطلاقا من بداية النص
.. تلوح الأنثى في الأفق
بوصف مختلف ليأتي القلق
مشعل أفكارها
نص يعتمد على المنولوج الداخلي لذات ٍ حساسة
فاستعمال مفردة أنثى (( مؤشر متفرد
على ميزان الشعور ))
أنثى القلق ... صورة
فنية مكثفة جدا فهي تعكس بشكل أو
بأخر صورة رومانسية للحب المولود في القلق
ترسمني الهواجس / صخب الهواجس .....
تفتح للمتلقي باب التساؤل عن أي هواجس وما
هي الهواجس التي يمكن أن تكتنف الأنثى في حالة القلق
ولو دقق المتلقي في مفردة الهواجس ومؤشراتها
النفسية لنصل إلى ( القلق )
فالهواجس أعلى منسوب للقلق
والهاجس يساوي الوهم ... لتأتي مفردة المومياء بمدلول مكثف اكثر بمدلول
الموت
فالمومياء حالة ثابته مهما مرعليها الزمن ومدلول الموت المكرر ففي كل حالة قلق ترسمها الهواجس مومياء
تبدو الصورة حالة معكوسة
للموت بشكل مختلف
منطلقا من حالة نفسية معينة وهي القلق لترسم اللوحة تلك المومياء وهذا يدعو لحالة
نفسية شديدة التعقيد
مرتبطة بالحيرة والخوف من المجهول وتلك الياء في فعل ترسمني (( لها
جذور عميقة جدا في تلك الذات المتحدثة ))
صخب الهواجس يفتح جهة الانتظار
والصخب هو باعتلاء أصوات الأفكار والتي
بمرجعها تعود للقلق
والسبب قابع في الانتظار وهو جهة جحيمية
الخطى للقلق
الوجع والليل الذي يأتي مرارا .............
مؤشرات القلق .
نص يحمل في طياته أبعادا متعددة حيث ربط المرأة (( الأنثى )) بعدة مستويات إلى ان يصل لنتيجة أراد الشاعر
جوتيار تمر ان يصل إليها من خلال هذا
العرض المتمرس في الابداع فهو يعرض صورة المرأة بطريقة مختلفة ومبتكرة جدا ليعزف
من خلالها على وتر موجع في العالم الداخلي
للمرأة ومن خلال كلمة انثى (( فقد وسع مداها اكثر ))
يبدو النص مضطرم بالعواطف الانسانية
المتأرجحة بين الحيرة العاطفية وبين
الواقع المرير الذي يتجسد بالخوف والحيرة والبعد والانتظار (( وهنا الليل يأتي مرارا )) فكل ما في هذا
الواقع المحيط لا نور فيه
ووجع
يغفو فوق جسد ... هذه النكرة في ((
وجع )) يمتد صداها أكثر فهنا الوجع ليس
محددا ليعطي مساحة اكبر لتخمين كل
الأوجاع وكلها ((مختزلة بكلمة ليل )) وهذا
الجسد (( هل فيه حياة ام مجرد مومياء ))
وحيد
......هذا السرير ليس لي
أراهن الخراب ويراهنني
ومضة
تدعو للتأمل تبدأ من (( وحيد
)) لتصب في (( ليس لي
)) مجرى متكاملا وما بينهما فراغات
ليبقى هذا الوحيد مجهولا وفي ذهن
المتلقي تخمينات عدة تملؤها
إجابات متفاوته الشدة بدايتها كلمة الاستفهام (( من )) ونهايتها (( ربما )) ولكن القاسم المشترك
لهذه الصعوبات النفسية المتلاحقة والتي صورها الشاعر جوتيار تمر ينطلق من فكرة
التوحد مختزلا إياها بكلمة (( السرير )) وهي موظفة بحكنة متمكن من أدواته الكتابية
التي أثمرت تحفة فنية
وكنتيجة
لهذه الحداثة العميقة في النص كان
الخراب بين مد وجزر لهذه الحالات
المتباينة والتي خلقت حالة شاعرية معينة
تبدو رومانتيكية حزينة مفعمة بتحد موهن
وكأنها والخراب وجهين لعملة واحدة
أنثى أرهقها
لوح يتدلّى في سقف الخوف
بلسان طرف ثالث كمن
يمسك بمقاليد الحكاية وأبواب مجاهيلها
فهي (( أنثى )) وأريد التوقف هنا قليلا عند عمق
توظيف مفردة الأنثى وتجنب استخدام
مفردة (( امرأة )) وهذا يعني أن الأنثى
بكل أطيافها وأجناسها ما هي إلا مرآة معينة لجانب نفسي لا يحيد عن
الأضداد فهي محبة جدا لدرجة
الكره وعطوفة لدرجة القسوة خائفة لدرجة الإيمان
فهي
إذا حالة تناقضات فكيف إن
أرهقها خوف من سقف يتدلى مدلول مستند غير كفؤ لحالتها وغير
كاف لحبها
خوف من ماذا ؟؟ ما أسبابه ؟؟ وما حلوله ؟؟ فهي إذا في حالة ضياع وتشرد وهي ضمن جدران الأمان على ما تظن
يتعالى
صوت الفكرة لتصل إلى الخطاب المباشر بعتب واضح
بيني وبينك
ليل ومطر يستغيث
هذا صوتي يلوح من بعيد
يستدرجه الصمت وغباء القلق
لاشيء لي ...لاشيء يمر فوق هذا الكف
كلامك يفر منه لون البياض
كنت بعيداً وكنت الوحيدة أحمل أوزار حنجرة تعطّلت
كنت هناك وكنت أحتضن فجيعة الفراق
كاف
الخطاب في (( بينك / كلامك )) تمسح قليلا
غشاوة المجهول فهو واضح ومعروف بالنسبة لها معبرة بقوة عن المسافة والغربة ((
بيني وبينك )) والفاصل بينهما (( مصاعب / قدر / خوف / شك /بعد /قسوة/ هجر/
أو ما يمكن ان نسميه طلاق عاطفي )) ليأتي المطر فهو مرسول حزن
وطهر ولكن هنا وفي هذه الصورة والمسافة القابعة في منتصف اللوحة فالشوق مطر
والقرب مطر والليل مطر كل شيء ينهمر في حياتها بغزارة نداءات استعجال لروحه
صوتي يلوح من بعيد متممة لمفردة سرير وهنا حالة من التوحد الروحي حتى في اتساع المســــــافة صوتها بعيد وهو هناك فهو صوتها من بعيد يلوح ليأتي الفعل (( يستدرجه )) ليؤكد على حالة الفراغ في واقع الأنثى
ومجزوء الصور لا شيء يمر فوق هذا الكف /
كلامك يفر منه لون البياض
هو موروث
هذا الفراغ النفسي وخزان العاطفة
التي من المفروض ان يكون مختلفا
وهنا يومئ القلق برأسه مرة اخرى
لانها حالة واسعة الطيف والمدى في هذه القصيدة
بانزياحات
عميقة ومكثفة في القصيدة ترتحل الأفكار بانتظام في لوحة جوتيار ...
باستعمال فعل (( يفر )) وماالفرار للون
البياض إلا في حالات التذبذب والتلون حمّالة الأوجه فلا صدق ولا نقاء
لنصل إلى فراق قدري مفروض وبكامل الإرادة لأنها تحتضن جمرته رغما
عن حبها وهذا قلق بأعلى مستوى فهي
تعيش صراع داخلي مختلف المعالم بين الحب
والمسافة والقهر
تناولت القصيدة صورا مكملة لبعضها
البعض والتي أعطت القصيدة تميزا متفردا منها
أوزار حنجرة تعطلت / صوتي يلوح من بعيد هنا يمكث القارىء ليرى النص من زوايا متعددة لفكرة
متممة وكأنما يصور من كل الجهات
كلامك يفر منه لون البياض / أحتضن فجيعة الفراق كسبب
ونتيجة محتملة لهذا الاختيار
الأصعب
هيّا نكتشف
ما أخفى البعد من معنى في العشق
نؤثث مسافات بين أقدام الرّيح
نصطاد لون الأفق ونلتقي
هيّا نقرع أبواب تفضي إلى بعضها
ونقتل غربة خطانا قبل أن يعقد الموت صفقة الموت
هنا دعوة
للانتقال لحب آخر وهو الحب من بعيد وهو أقوى أنواع الحب (( الحب عن بعد ))
لانه حب عذري
فماذا يخفي البعد من معاني العشق إن كان القرب هو الرغبة فالبعد هو التوحد في
الآخر وهنا ينتقل النص برمته لحالة رو حية عالية
... في البعد ... يتضخم الشوق ... ينهمر المطر .... وتبدأ حالات الاستطراد لكل موقف يذكرنا بمن نعشق
فهي اذن حالة روحية صوفية طاهرة
خالية من الشوائب
لتلونها مفردات الطبيعة من ريح /
أفق / بألوان عتقت الفكرة في الحرف
واجمل صورة حملتها في ذاكرتي
من هذه القصيدة (( نؤثث مسافات بين أقدام الريح )) والريح آتت بمدلولات عدة
فهي النفس الضعيفة الهشة الخائفة القلقة /
وهي المســــــافة التي قطعتها الغربة
/ وهي نثرات الليل التي سكبت مضاعفاتها فوق جسد لتحوله لمومياء
نصطاد لون الأفق / ونلتقي وما لون الأفق إلا لون الحب الغارق في كل شيء
والفعل (( نؤثث)) أكبر تحد لكل حجر
عثرة رغم ان الريح تحمل كل شيء من جهة
وتنثره هباء في كل مكان فهي صورة لتيه
كبير فما تأثيث المسافة في الريح إلا عمق عاطفة لا توصف
ونقتل
غربة خطانا قبل أن يعقد الموت صفقة الموت
((
غربة خطانا )) اختزال لمنحى القصيدة
برمته فكل ما ذكر من صور ومجزوء
صور يساوي كلمة غربة وهي نتيجة قلق والقلق معنى من معاني الموت فهي دعوة واضحة ورسالة موجهة إلى ان نتجنب هذا القلق قبل أن يتطور لما هو اكبر منه
في
هذه القصيدة تنقل على اكثر من بعد وتلاعب
بالتركيب ليعطي بعدا مغايرا لما قبله ولكن متمم له بشكل يوسع دائرة الحدث بتنامي
الصور
فهو يعالج فكرة (( الأنثى )) تناسلت منها مستويات عدة ومن زوايا متعددة فكانت
الرؤيا بخيوط متشابكة تحتاج لتأمل
جوتيار تمر وقصائد النثر بين يديك سنابل قمح
تقديري لك ولحرفك
القلق
جوتيار تمر
ترسمني الهواجس مومياء
صخب الهواجس يفتح جهة الانتظار
يشرّع نوافذ الوجع
يغفو فوق جسد يتصفّحه ليل يأتي مرارا
وحيد ......هذا السرير ليس لي
أراهن الخراب ويراهنني
أنثى
أرهقها لوح يتدلّى في سقف الخوف
بيني وبينك ليل ومطر يستغيث
هذا صوتي يلوح من بعيد
يستدرجه الصمت وغباء القلق
لاشيء لي ...لاشيء يمر فوق هذا الكف
كلامك يفر منه لون البياض
كنت بعيداً وكنت الوحيدة أحمل أوزار حنجرة تعطّلت
كنت هناك وكنت أحتضن فجيعة الفراق
هيّا نكتشف ما أخفى البعد من معنى في العشق
نؤثث مسافات بين أقدام الرّيح
نصطاد لون الأفق ونلتقي
هيّا نقرع أبواب تفضي إلى بعضها
ونقتل غربة خطانا قبل أن يعقد الموت صفقة الموت
أنثى القلق ....
ونص يمزج الألوان بتفان
ملحوظ ليشكل لوحة متفردة من نوعها
بانتقاء مفردات وظفت دلالاتها بعمق لتسكب فوق السطر فكرة انثى مختلفة
..
انطلاقا من بداية النص
.. تلوح الأنثى في الأفق
بوصف مختلف ليأتي القلق
مشعل أفكارها
نص يعتمد على المنولوج الداخلي لذات ٍ حساسة
فاستعمال مفردة أنثى (( مؤشر متفرد
على ميزان الشعور ))
أنثى القلق ... صورة
فنية مكثفة جدا فهي تعكس بشكل أو
بأخر صورة رومانسية للحب المولود في القلق
ترسمني الهواجس / صخب الهواجس .....
تفتح للمتلقي باب التساؤل عن أي هواجس وما
هي الهواجس التي يمكن أن تكتنف الأنثى في حالة القلق
ولو دقق المتلقي في مفردة الهواجس ومؤشراتها
النفسية لنصل إلى ( القلق )
فالهواجس أعلى منسوب للقلق
والهاجس يساوي الوهم ... لتأتي مفردة المومياء بمدلول مكثف اكثر بمدلول
الموت
فالمومياء حالة ثابته مهما مرعليها الزمن ومدلول الموت المكرر ففي كل حالة قلق ترسمها الهواجس مومياء
تبدو الصورة حالة معكوسة
للموت بشكل مختلف
منطلقا من حالة نفسية معينة وهي القلق لترسم اللوحة تلك المومياء وهذا يدعو لحالة
نفسية شديدة التعقيد
مرتبطة بالحيرة والخوف من المجهول وتلك الياء في فعل ترسمني (( لها
جذور عميقة جدا في تلك الذات المتحدثة ))
صخب الهواجس يفتح جهة الانتظار
والصخب هو باعتلاء أصوات الأفكار والتي
بمرجعها تعود للقلق
والسبب قابع في الانتظار وهو جهة جحيمية
الخطى للقلق
الوجع والليل الذي يأتي مرارا .............
مؤشرات القلق .
نص يحمل في طياته أبعادا متعددة حيث ربط المرأة (( الأنثى )) بعدة مستويات إلى ان يصل لنتيجة أراد الشاعر
جوتيار تمر ان يصل إليها من خلال هذا
العرض المتمرس في الابداع فهو يعرض صورة المرأة بطريقة مختلفة ومبتكرة جدا ليعزف
من خلالها على وتر موجع في العالم الداخلي
للمرأة ومن خلال كلمة انثى (( فقد وسع مداها اكثر ))
يبدو النص مضطرم بالعواطف الانسانية
المتأرجحة بين الحيرة العاطفية وبين
الواقع المرير الذي يتجسد بالخوف والحيرة والبعد والانتظار (( وهنا الليل يأتي مرارا )) فكل ما في هذا
الواقع المحيط لا نور فيه
ووجع
يغفو فوق جسد ... هذه النكرة في ((
وجع )) يمتد صداها أكثر فهنا الوجع ليس
محددا ليعطي مساحة اكبر لتخمين كل
الأوجاع وكلها ((مختزلة بكلمة ليل )) وهذا
الجسد (( هل فيه حياة ام مجرد مومياء ))
وحيد
......هذا السرير ليس لي
أراهن الخراب ويراهنني
ومضة
تدعو للتأمل تبدأ من (( وحيد
)) لتصب في (( ليس لي
)) مجرى متكاملا وما بينهما فراغات
ليبقى هذا الوحيد مجهولا وفي ذهن
المتلقي تخمينات عدة تملؤها
إجابات متفاوته الشدة بدايتها كلمة الاستفهام (( من )) ونهايتها (( ربما )) ولكن القاسم المشترك
لهذه الصعوبات النفسية المتلاحقة والتي صورها الشاعر جوتيار تمر ينطلق من فكرة
التوحد مختزلا إياها بكلمة (( السرير )) وهي موظفة بحكنة متمكن من أدواته الكتابية
التي أثمرت تحفة فنية
وكنتيجة
لهذه الحداثة العميقة في النص كان
الخراب بين مد وجزر لهذه الحالات
المتباينة والتي خلقت حالة شاعرية معينة
تبدو رومانتيكية حزينة مفعمة بتحد موهن
وكأنها والخراب وجهين لعملة واحدة
أنثى أرهقها
لوح يتدلّى في سقف الخوف
بلسان طرف ثالث كمن
يمسك بمقاليد الحكاية وأبواب مجاهيلها
فهي (( أنثى )) وأريد التوقف هنا قليلا عند عمق
توظيف مفردة الأنثى وتجنب استخدام
مفردة (( امرأة )) وهذا يعني أن الأنثى
بكل أطيافها وأجناسها ما هي إلا مرآة معينة لجانب نفسي لا يحيد عن
الأضداد فهي محبة جدا لدرجة
الكره وعطوفة لدرجة القسوة خائفة لدرجة الإيمان
فهي
إذا حالة تناقضات فكيف إن
أرهقها خوف من سقف يتدلى مدلول مستند غير كفؤ لحالتها وغير
كاف لحبها
خوف من ماذا ؟؟ ما أسبابه ؟؟ وما حلوله ؟؟ فهي إذا في حالة ضياع وتشرد وهي ضمن جدران الأمان على ما تظن
يتعالى
صوت الفكرة لتصل إلى الخطاب المباشر بعتب واضح
بيني وبينك
ليل ومطر يستغيث
هذا صوتي يلوح من بعيد
يستدرجه الصمت وغباء القلق
لاشيء لي ...لاشيء يمر فوق هذا الكف
كلامك يفر منه لون البياض
كنت بعيداً وكنت الوحيدة أحمل أوزار حنجرة تعطّلت
كنت هناك وكنت أحتضن فجيعة الفراق
كاف
الخطاب في (( بينك / كلامك )) تمسح قليلا
غشاوة المجهول فهو واضح ومعروف بالنسبة لها معبرة بقوة عن المسافة والغربة ((
بيني وبينك )) والفاصل بينهما (( مصاعب / قدر / خوف / شك /بعد /قسوة/ هجر/
أو ما يمكن ان نسميه طلاق عاطفي )) ليأتي المطر فهو مرسول حزن
وطهر ولكن هنا وفي هذه الصورة والمسافة القابعة في منتصف اللوحة فالشوق مطر
والقرب مطر والليل مطر كل شيء ينهمر في حياتها بغزارة نداءات استعجال لروحه
صوتي يلوح من بعيد متممة لمفردة سرير وهنا حالة من التوحد الروحي حتى في اتساع المســــــافة صوتها بعيد وهو هناك فهو صوتها من بعيد يلوح ليأتي الفعل (( يستدرجه )) ليؤكد على حالة الفراغ في واقع الأنثى
ومجزوء الصور لا شيء يمر فوق هذا الكف /
كلامك يفر منه لون البياض
هو موروث
هذا الفراغ النفسي وخزان العاطفة
التي من المفروض ان يكون مختلفا
وهنا يومئ القلق برأسه مرة اخرى
لانها حالة واسعة الطيف والمدى في هذه القصيدة
بانزياحات
عميقة ومكثفة في القصيدة ترتحل الأفكار بانتظام في لوحة جوتيار ...
باستعمال فعل (( يفر )) وماالفرار للون
البياض إلا في حالات التذبذب والتلون حمّالة الأوجه فلا صدق ولا نقاء
لنصل إلى فراق قدري مفروض وبكامل الإرادة لأنها تحتضن جمرته رغما
عن حبها وهذا قلق بأعلى مستوى فهي
تعيش صراع داخلي مختلف المعالم بين الحب
والمسافة والقهر
تناولت القصيدة صورا مكملة لبعضها
البعض والتي أعطت القصيدة تميزا متفردا منها
أوزار حنجرة تعطلت / صوتي يلوح من بعيد هنا يمكث القارىء ليرى النص من زوايا متعددة لفكرة
متممة وكأنما يصور من كل الجهات
كلامك يفر منه لون البياض / أحتضن فجيعة الفراق كسبب
ونتيجة محتملة لهذا الاختيار
الأصعب
هيّا نكتشف
ما أخفى البعد من معنى في العشق
نؤثث مسافات بين أقدام الرّيح
نصطاد لون الأفق ونلتقي
هيّا نقرع أبواب تفضي إلى بعضها
ونقتل غربة خطانا قبل أن يعقد الموت صفقة الموت
هنا دعوة
للانتقال لحب آخر وهو الحب من بعيد وهو أقوى أنواع الحب (( الحب عن بعد ))
لانه حب عذري
فماذا يخفي البعد من معاني العشق إن كان القرب هو الرغبة فالبعد هو التوحد في
الآخر وهنا ينتقل النص برمته لحالة رو حية عالية
... في البعد ... يتضخم الشوق ... ينهمر المطر .... وتبدأ حالات الاستطراد لكل موقف يذكرنا بمن نعشق
فهي اذن حالة روحية صوفية طاهرة
خالية من الشوائب
لتلونها مفردات الطبيعة من ريح /
أفق / بألوان عتقت الفكرة في الحرف
واجمل صورة حملتها في ذاكرتي
من هذه القصيدة (( نؤثث مسافات بين أقدام الريح )) والريح آتت بمدلولات عدة
فهي النفس الضعيفة الهشة الخائفة القلقة /
وهي المســــــافة التي قطعتها الغربة
/ وهي نثرات الليل التي سكبت مضاعفاتها فوق جسد لتحوله لمومياء
نصطاد لون الأفق / ونلتقي وما لون الأفق إلا لون الحب الغارق في كل شيء
والفعل (( نؤثث)) أكبر تحد لكل حجر
عثرة رغم ان الريح تحمل كل شيء من جهة
وتنثره هباء في كل مكان فهي صورة لتيه
كبير فما تأثيث المسافة في الريح إلا عمق عاطفة لا توصف
ونقتل
غربة خطانا قبل أن يعقد الموت صفقة الموت
((
غربة خطانا )) اختزال لمنحى القصيدة
برمته فكل ما ذكر من صور ومجزوء
صور يساوي كلمة غربة وهي نتيجة قلق والقلق معنى من معاني الموت فهي دعوة واضحة ورسالة موجهة إلى ان نتجنب هذا القلق قبل أن يتطور لما هو اكبر منه
في
هذه القصيدة تنقل على اكثر من بعد وتلاعب
بالتركيب ليعطي بعدا مغايرا لما قبله ولكن متمم له بشكل يوسع دائرة الحدث بتنامي
الصور
فهو يعالج فكرة (( الأنثى )) تناسلت منها مستويات عدة ومن زوايا متعددة فكانت
الرؤيا بخيوط متشابكة تحتاج لتأمل
جوتيار تمر وقصائد النثر بين يديك سنابل قمح
تقديري لك ولحرفك