أ شواك / علاء الدين بشير
وما زالت الغربة
تغلف ليل جفافنا
وما زلنا نخادع الموت والطين
هربت النجوم
ورحلت العصافير
وثمار القلب جفت واضمحلت
هرمت قبل الآوان
وضاق البيت
يوماً كنت
أقبل شفاه البحر
وكنت أعشق عربدتي معه
وكنت أعشق صراخه وإثارته
يااااااه
فقد البحر شفاهه
أصبح البحر بلا شفاه
لم يبق منه إلا الملح
يدخل جرحي المفتوح
وما زالت الغربة
تطحن
أنا الغريب
أدهن جسمي بضباب الدم
وأظلل روحي بنشيد الفقد
وأهجر البحر طوعاً
وأهجر النهر طوعاً
وأهجر السهل طوعاً
وأهجر الجبل طوعاً
لم يبق لي إلا صحراء
بلا واحة
بلا نخيل
أتكئ على خنجر مسموم
يا
لألوان النسيان
ما أنقاها
وهي تغطي رسوم الذكريات
وتمحي سهر عيوني المنهكة
من حلم أتعبه الضباب
رئتاي متعبتان
من تبعثر الحروف
وتوهان القصيد
رمادي كالنخل باسق
وحنيني مقبرة لأعراس ربيع لا يأتي
تطاردني حدود الأنكفاء
وتقتص مني حدود الأنزواء
فأحشر نفسي في مضيق غربتي
من أول شعاع لآخر
زمن من دم مسفوح
فوق نهد زهر البنفسج الحزين
يا لغربتي مازالت
تمضي إلى مروج الشوك
وبساتين الطين
وتتناول فاكهة الفقد
كم أنت غريبة يا غربتي؟
أكلهم أشواك ؟
برومانتيكية حزينة بدأ الشــــــاعر حروفه وانطلاقاته من غربة بمدلول سحيق ومكثف اختزل
القصيدة بكلمة فكل ما جاء في النص من بيان وتبيين انعكاس واضح لتلك المشاعر التي
تماشت مع الغربة ووجها الآخر الأشــواك
فجاءت أبجديته لحنا هاربا من ألم
ينزف من قلب تشرق من خيالاته صورا
تجتث الأوجاع لتزرعها مساكبا من تنهيد
(( ما زالت )) ولا شيء محى
الذكرى والعاطفة
في المقطع الأول من القصيدة
تظهر صور متلاحقة من الماضي
فامتزج الحاضر بالماضي ولا شيء تغير من خلال كلمة (( ما زالت وما زلنا
)) بنفس الأحداث والشخوص فلا تغير إلا طعم المرار المتزايد
برحيل العصافير التي تدل على الحرية
والنجوم والتي تدل على النور والاشعاع والليل والحب والسهر
لاكتمال اللوحة تستدير الألوان لمحور الألم من خلال الجودة بانتقاء المفردات الدالة على
الحدث
اضمحلت / جفت / هرمت
وكلها (( قبل الآوان )) لهذا
الظرف الزماني مدلول عميق لعمق الوجع التي
سرّعت في الشيخوخة الروحية
وللطبيعة هنا دور حين
تلاحقت مفرداتها ليستقيم المعنى ويأخذ شكلا أجمل
في الصور المتلاحقة التي سكبها الشاعر علاء الدين مصورا المستويات الأعلى للألم في صمت وهو الجرح
وفوق الملح فما أصعب الوجيعة
أنا الغريب
أدهن جسمي بضباب الدم
وأظلل روحي بنشيد الفقد
وأهجر البحر طوعاً
وأهجر النهر طوعاً
وأهجر السهل طوعاً
وأهجر الجبل طوعاً
لم يبق لي إلا صحراء
بلا واحة
بلا نخيل
هذه الغربة النفسية التي دخلها الشاعر طوعا كمن يدخل زنزانة منفردة
بقدميه طواعية فما الحياة في نظره إلا سجن
كبير لايختلف عما خارجها
أتكئ على خنجر مسموم
يا
لألوان النسيان
ما أنقاها
وهي تغطي رسوم الذكريات
وتمحي سهر عيوني المنهكة
من حلم أتعبه الضباب
رئتاي متعبتان
من تبعثر الحروف
وتوهان القصيد
خنجر مسموم مجزوء صورة تحمل معنى الحياة في موت
ليظهر النسيان طهر في كل ألوانه
فهو في حالة تمرد على واقع ويريد التجرد من كل شيء من خلال التجرد من ذاكرته وما فيها من فقد
حلم يتعبه ضباب وصورة غير واضحة المعالم وهم في
غشاوة فهو إذن في حالة اللا
رؤية
يتنفس الحرف أينما وجده
والرئة مضناة مجهدة من مطاردة أثير السراب
رمادي كالنخل باسق
وحنيني مقبرة لأعراس ربيع لا يأتي
تطاردني حدود الأنكفاء
وتقتص مني حدود الأنزواء
فأحشر نفسي في مضيق غربتي
من أول شعاع لآخر
زمن من دم مسفوح
فوق نهد زهر البنفسج الحزين
يا لغربتي مازالت
تمضي إلى مروج الشوك
وبساتين الطين
وتتناول فاكهة الفقد
كم أنت غريبة يا غربتي؟
أكلهم أشواك ؟
مقطع لو كان لوحده لكان قصيدة
متكاملة ... بين تركيب مكثف وانزياح
وصورة ادبية فنية عكست الحالة
الداخلية للشاعر تتعالى من عمق الأنين
والوجع صراخا داخليا يتفجر ويلتهب ليحوله
لرماد متراكم
الانزواء / الغربة / الدم
المسفوح وأخرها البنفسج الحزين رمز الألم
والفراق تفضي إلى دروب الشوك
ووخز الفقد لتتكثف الصورة
أكثر في غريبة يا غربتي كحالة من الانفصال التام عن كل ما حوله
ورفض كامل لكل شيء
نص غا رق في التمرد والاحتجاج
والتجرد مشاعر الأنين تتصاعد بقوة
والحنين لدرجة الغربة المضاعفة وشعور اللاشيء في حالة الانزواء
نص عذب جدا بمفردات موفقة الانتقاء برغم عواطف الوجد والجوى التي
يحملها في طياته
لروحك كل الألق قديرنا علاء الدين بشير
وما زالت الغربة
تغلف ليل جفافنا
وما زلنا نخادع الموت والطين
هربت النجوم
ورحلت العصافير
وثمار القلب جفت واضمحلت
هرمت قبل الآوان
وضاق البيت
يوماً كنت
أقبل شفاه البحر
وكنت أعشق عربدتي معه
وكنت أعشق صراخه وإثارته
يااااااه
فقد البحر شفاهه
أصبح البحر بلا شفاه
لم يبق منه إلا الملح
يدخل جرحي المفتوح
وما زالت الغربة
تطحن
أنا الغريب
أدهن جسمي بضباب الدم
وأظلل روحي بنشيد الفقد
وأهجر البحر طوعاً
وأهجر النهر طوعاً
وأهجر السهل طوعاً
وأهجر الجبل طوعاً
لم يبق لي إلا صحراء
بلا واحة
بلا نخيل
أتكئ على خنجر مسموم
يا
لألوان النسيان
ما أنقاها
وهي تغطي رسوم الذكريات
وتمحي سهر عيوني المنهكة
من حلم أتعبه الضباب
رئتاي متعبتان
من تبعثر الحروف
وتوهان القصيد
رمادي كالنخل باسق
وحنيني مقبرة لأعراس ربيع لا يأتي
تطاردني حدود الأنكفاء
وتقتص مني حدود الأنزواء
فأحشر نفسي في مضيق غربتي
من أول شعاع لآخر
زمن من دم مسفوح
فوق نهد زهر البنفسج الحزين
يا لغربتي مازالت
تمضي إلى مروج الشوك
وبساتين الطين
وتتناول فاكهة الفقد
كم أنت غريبة يا غربتي؟
أكلهم أشواك ؟
برومانتيكية حزينة بدأ الشــــــاعر حروفه وانطلاقاته من غربة بمدلول سحيق ومكثف اختزل
القصيدة بكلمة فكل ما جاء في النص من بيان وتبيين انعكاس واضح لتلك المشاعر التي
تماشت مع الغربة ووجها الآخر الأشــواك
فجاءت أبجديته لحنا هاربا من ألم
ينزف من قلب تشرق من خيالاته صورا
تجتث الأوجاع لتزرعها مساكبا من تنهيد
(( ما زالت )) ولا شيء محى
الذكرى والعاطفة
في المقطع الأول من القصيدة
تظهر صور متلاحقة من الماضي
فامتزج الحاضر بالماضي ولا شيء تغير من خلال كلمة (( ما زالت وما زلنا
)) بنفس الأحداث والشخوص فلا تغير إلا طعم المرار المتزايد
برحيل العصافير التي تدل على الحرية
والنجوم والتي تدل على النور والاشعاع والليل والحب والسهر
لاكتمال اللوحة تستدير الألوان لمحور الألم من خلال الجودة بانتقاء المفردات الدالة على
الحدث
اضمحلت / جفت / هرمت
وكلها (( قبل الآوان )) لهذا
الظرف الزماني مدلول عميق لعمق الوجع التي
سرّعت في الشيخوخة الروحية
وللطبيعة هنا دور حين
تلاحقت مفرداتها ليستقيم المعنى ويأخذ شكلا أجمل
في الصور المتلاحقة التي سكبها الشاعر علاء الدين مصورا المستويات الأعلى للألم في صمت وهو الجرح
وفوق الملح فما أصعب الوجيعة
أنا الغريب
أدهن جسمي بضباب الدم
وأظلل روحي بنشيد الفقد
وأهجر البحر طوعاً
وأهجر النهر طوعاً
وأهجر السهل طوعاً
وأهجر الجبل طوعاً
لم يبق لي إلا صحراء
بلا واحة
بلا نخيل
هذه الغربة النفسية التي دخلها الشاعر طوعا كمن يدخل زنزانة منفردة
بقدميه طواعية فما الحياة في نظره إلا سجن
كبير لايختلف عما خارجها
أتكئ على خنجر مسموم
يا
لألوان النسيان
ما أنقاها
وهي تغطي رسوم الذكريات
وتمحي سهر عيوني المنهكة
من حلم أتعبه الضباب
رئتاي متعبتان
من تبعثر الحروف
وتوهان القصيد
خنجر مسموم مجزوء صورة تحمل معنى الحياة في موت
ليظهر النسيان طهر في كل ألوانه
فهو في حالة تمرد على واقع ويريد التجرد من كل شيء من خلال التجرد من ذاكرته وما فيها من فقد
حلم يتعبه ضباب وصورة غير واضحة المعالم وهم في
غشاوة فهو إذن في حالة اللا
رؤية
يتنفس الحرف أينما وجده
والرئة مضناة مجهدة من مطاردة أثير السراب
رمادي كالنخل باسق
وحنيني مقبرة لأعراس ربيع لا يأتي
تطاردني حدود الأنكفاء
وتقتص مني حدود الأنزواء
فأحشر نفسي في مضيق غربتي
من أول شعاع لآخر
زمن من دم مسفوح
فوق نهد زهر البنفسج الحزين
يا لغربتي مازالت
تمضي إلى مروج الشوك
وبساتين الطين
وتتناول فاكهة الفقد
كم أنت غريبة يا غربتي؟
أكلهم أشواك ؟
مقطع لو كان لوحده لكان قصيدة
متكاملة ... بين تركيب مكثف وانزياح
وصورة ادبية فنية عكست الحالة
الداخلية للشاعر تتعالى من عمق الأنين
والوجع صراخا داخليا يتفجر ويلتهب ليحوله
لرماد متراكم
الانزواء / الغربة / الدم
المسفوح وأخرها البنفسج الحزين رمز الألم
والفراق تفضي إلى دروب الشوك
ووخز الفقد لتتكثف الصورة
أكثر في غريبة يا غربتي كحالة من الانفصال التام عن كل ما حوله
ورفض كامل لكل شيء
نص غا رق في التمرد والاحتجاج
والتجرد مشاعر الأنين تتصاعد بقوة
والحنين لدرجة الغربة المضاعفة وشعور اللاشيء في حالة الانزواء
نص عذب جدا بمفردات موفقة الانتقاء برغم عواطف الوجد والجوى التي
يحملها في طياته
لروحك كل الألق قديرنا علاء الدين بشير