.. ما كتبته هناك في الليالي الساحرة , من تداع لحرف الشاعرة المبدعة حميدة العسكري
فكان الوسام أهديه لها مجددا ولها الشكر أن سمحت لي بمرافقتها
كما بدأتْها هي وها انا اواصل :
(1)
مفتتح :
أيها الحراس قوموا
افتحوا ابواب قصري
واشعلوا الأنوار في كل المسالك والدروب
زينوا تختي وهاتوا
من صنوف العطر والاقداح ما يغري القلوب
....
وأنت مليكتي
....
وأنت تعالي
ودعك من الخوف لا لا تبالي
فهذا انتقامي
وغدري وبطشي
سألقيه خلف حدود الليالي
واتيك شوقا
بكل الحنان الذي تطلبين
وسحر الليالي
وصفو الزمان
وبوح الحبيب الذي تعشقين
فهيا وكوني
دثارا لقلبي
لتسكن في جنبات السكون ارتعاشة شوقي
وأنهل من فيك شهد ألاماني
أسطر فوق لماك انبهاري
وسطوة عشقي
ولكن حذاري
فان فؤادي علي كل حبي
وودي وعطفي
فإن كنت مثل اللواتي انتهين
فسيف انتقامي
ومسرور هذا
بنظرة عين سيأتيك غدرا
وتبقين ذكري لتمضي الليالي
(2)
أيها السياف مهلا
أغمد السيف ودعها
رُبّ تحكي ما نريدْ
ثم أنت خبريني
هل هنا في هذه الدنيا حبيب
يشتهي قرب حبيب ؟
يغزل الشوق وشاحا
ويزيدْ
هل هنا حبا شفيف
والتياعا
وصعودا وهبوطا للوريدْ
هل تري تعلو علي الجرح خطاه
يغسل الأرواح نورا
ترتوي منه القلوبُ
ثم تتلوا في محاريب الهوى
ألف صلاه
هل هنا علي الأرض وفاء وانتماء
وطعان الغدر صارت
في محاريب الهوى أوطان أه
خبريني كيف تمسي سكرة الوجد انتشاءَ
والضلوع تتلوي
كدخانٍ بات في قعرٍ حواه
ولما يا توأم الشيطان خانتْ
واستباحتْ
خافقا تجري علي الود دماه
أه منكن ومن أكثر غدرا
في بلاط الحب
مكرا وصدودْ
وأنا لن أُسْلم القلب لأنثى
تشتهيه
طالما أغراها ما يغري الفراشات
لترتاد الورود
تم ترميه وقد أفضي إليها
يستجير أين ضيعت العهودْ
خبريني
..
(3)
..
أيها الساقي هلم هاتها
خمرة الماضي السحيق
اسقني عليّ بها
من هجير الوجد أُشفي أستفيق
لم تزل طعنة غدرٍ ملء صدري
أنكر القلبُ بها كل خليلٍ ورفيق
أه ما أقساك يا وجدا تمادي
في نسيج الروح يمضي كالحريق
أيها الساقي إليّ
كأس راحْ
اسقنيها وتوالي
حتي يدركني الصباح
واتي بالندمان والغلمان نلهوا
ما أري غير ظلالٍ من نساء
وأفاعيٍ تتلوي
تشتهي نَكْأ الجراح
أه يا ليل طويل
وأنا محموم من وجدٍ وأنت من تكونْ
هل علي عهد من الإخلاص جئتِ
أم بقلبٍ سوف تأتي كله غدرٍ خؤون
هل أتيت تطفئي قيظا بروحي
ها هو طيف ألاماني
سابحا في بحر شك وظنون
وأنا ما عدت ادري من أكون
قلتِ : مولاي سلاما
لك عهدي
عهد صدق ووداد
ثم اني لن أخون
فاكفني اليوم عناقا
واحتوي قلبي لأني
فيك يا مولاي قد زدت احتراقا
لا وكل أحزاني وقلبي
لم يزل في قبضة الغدر وثاقا
لن تكوني الا ما أريد
فامضي فيها يا مسرور رأسا ثم ساقا
مسرووووور
(4)
بعد ان انصرف مسرور اقتربت هي من شهريار وهي لازالت مطأطأة راسها وتسري بها ارتعاشة امل ثم قال :
..
يا لقلبي
تعرضين الودَ ثم العهدَ
والقلبُ أراه في وجيبْ
وتُمنيني بشهدٍ من رضابٍ
خمرة العشق الأصيلْ
وبأنّ الراحَ من فيكٍ شفاءَ
ليس من سكرٍ ولكن
من ذُلالٍ سلسبيلْ
تطلبين الصفح
.. أنك في سبيل الحب
لن يثنيكِ شئٌ او يميلْ
تبذلين الروح من أجلي
.. حبيبا
ليس من وجلٍ
وهذا ليس بالشئ القليلْ
لا وربي
إن ما بين الحشا
محموم يرقبْ لحظة الحب الجميلْ
...
أطرق شهريار قليلا وكان ينظر الي لا شئ وقال كمن يحدث نفسه :
...
قَدْ كَانَ قَلْبا
نَابِضَ الإِحْسَاسِ يرْقُصُ بَيْن أحْضَانِ الضّلُوعِ
وهِيَ تُغَنِّي
لحْنَهَا الفَتَّان في يَوْمٍ علي ضَوْءِ الشُّمُوْعِ
قَدْ كَانَ يَحْمِلهُ الحَنِينُ إِلَى خَمَائِلِ حُبّهَا
فيَذُوبُ مِن فَرْطِ الهَنَاءِ
هُنَاكَ في أنْفَاسِهَا
ويَنَامُ بَينَ جُفُونِهَا تُسْكِرْهُ أَحْلامُ الغَزَلْ
وهِيَ تُهَدْهِدهُ
وتُرْضِعهُ
مَنْ الشَّفَتَيْنِ أنُسَام الأَمَلْ
كُنَّا مَعَا ..
.. وَكُنَّا نَنْسُج مِنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ آمَالَ البَقَاءِ
وَكُنَّا نسبِحَ في بِحَارِ اللاوُجُودِ
ونَقْطِفُ الأَزْهَارَ مِنْ ضَوْءِ القَمَرْ
كُنَّا نَحْلُقُ في السَّمَاءِ
لكِنَّهَا خَانَتْ
نَسَجَتْهَا أَكْفَانَا لأشْلائِي
وعَلَي نَحِيْبِ النَّفْسِ غَنَّتْ
وأَنَا أُدَاوِي بِالأَسي المَسْمُومِ أحْشَائِي
...
استدار لها ثم قال :
..
وأنتِ هل إذا ..
..مولاي أقْصِر
دع فؤادي في فؤادكْ يستريحْ
فأنا رهن تمنيك فهيا
اقطف الشهد تمنَي واستبيحْ
سوف تلقاني كهمسٍ ساحرٍ
وأريج الشوق من قلبٍ حنونْ
هيا يا مولاي وارقب
نظرة خرساء لكن
سوف تُنبيكَ بصدقٍ من أكونْ
فأنا الإلهامُ
والأحلامُ
والأنغامُ
سحرُ الكونِ أطلق راحتيك
اشفي محموما بمسٍ من جنونْ
...
يقترب شهريار من شهرذاد وبكلتا يديه يرفع رأسها , ينظر في عينها فإذا هي دامعة شاردة الفؤاد , فيضمها الي صدره وهو يقول :
..
ها هُوَ قلبي أتدري ما به الآنَ
.... سنينا من عذابْ
إنه نصفين إن مالتْ لنصفٍ ساحراتُ الطرفِ
مال الأخرُ الثاني وعابْ
هدهديه ..
اجمعي نصفيه بالإخلاصِ
واسْقِهِ علي جدبٍ به شهدا مذابْ
ما أشقُ الوجد إنْ خان الحبيب
وجمال الوصل إن صان وطابْ
فاصدقي قلبي وخلي
بين ما فات وما يأتي
لأنسي فيكِ ما ولي وغابْ
...
قلت يا مولاي نادي
وأنا الآن أنادي
أيها الحراس قوموا
زينوا بالفرحِ أرجاءَ المدينه
واعلنوا في كل دربٍ
ان مولانا تحلي
وتخلي عن لياليه الحزينه
أطلقوا الأنوار والأقواس قوموا
حرروا كلَّ سجين وسجينه
آنَ للشعبِ لأنْ يرتاح مثلي
اطلقوا عفوي علي كلِّ رهينه
هيئوا للحب عرسا
إنني ماضٍ لجمعٍ
بين نصفين لقلبٍ كان منسيا
وقلب جاء ينسيه شجونه
يا لقلبي ..
...
...
ويقال ان الملك شهريارأخذ السيف وألقاه في بئر عميقة في مكان لا يذكره انس ولا جان
...
فكان الوسام أهديه لها مجددا ولها الشكر أن سمحت لي بمرافقتها
كما بدأتْها هي وها انا اواصل :
(1)
مفتتح :
أيها الحراس قوموا
افتحوا ابواب قصري
واشعلوا الأنوار في كل المسالك والدروب
زينوا تختي وهاتوا
من صنوف العطر والاقداح ما يغري القلوب
....
وأنت مليكتي
....
وأنت تعالي
ودعك من الخوف لا لا تبالي
فهذا انتقامي
وغدري وبطشي
سألقيه خلف حدود الليالي
واتيك شوقا
بكل الحنان الذي تطلبين
وسحر الليالي
وصفو الزمان
وبوح الحبيب الذي تعشقين
فهيا وكوني
دثارا لقلبي
لتسكن في جنبات السكون ارتعاشة شوقي
وأنهل من فيك شهد ألاماني
أسطر فوق لماك انبهاري
وسطوة عشقي
ولكن حذاري
فان فؤادي علي كل حبي
وودي وعطفي
فإن كنت مثل اللواتي انتهين
فسيف انتقامي
ومسرور هذا
بنظرة عين سيأتيك غدرا
وتبقين ذكري لتمضي الليالي
(2)
أيها السياف مهلا
أغمد السيف ودعها
رُبّ تحكي ما نريدْ
ثم أنت خبريني
هل هنا في هذه الدنيا حبيب
يشتهي قرب حبيب ؟
يغزل الشوق وشاحا
ويزيدْ
هل هنا حبا شفيف
والتياعا
وصعودا وهبوطا للوريدْ
هل تري تعلو علي الجرح خطاه
يغسل الأرواح نورا
ترتوي منه القلوبُ
ثم تتلوا في محاريب الهوى
ألف صلاه
هل هنا علي الأرض وفاء وانتماء
وطعان الغدر صارت
في محاريب الهوى أوطان أه
خبريني كيف تمسي سكرة الوجد انتشاءَ
والضلوع تتلوي
كدخانٍ بات في قعرٍ حواه
ولما يا توأم الشيطان خانتْ
واستباحتْ
خافقا تجري علي الود دماه
أه منكن ومن أكثر غدرا
في بلاط الحب
مكرا وصدودْ
وأنا لن أُسْلم القلب لأنثى
تشتهيه
طالما أغراها ما يغري الفراشات
لترتاد الورود
تم ترميه وقد أفضي إليها
يستجير أين ضيعت العهودْ
خبريني
..
(3)
..
أيها الساقي هلم هاتها
خمرة الماضي السحيق
اسقني عليّ بها
من هجير الوجد أُشفي أستفيق
لم تزل طعنة غدرٍ ملء صدري
أنكر القلبُ بها كل خليلٍ ورفيق
أه ما أقساك يا وجدا تمادي
في نسيج الروح يمضي كالحريق
أيها الساقي إليّ
كأس راحْ
اسقنيها وتوالي
حتي يدركني الصباح
واتي بالندمان والغلمان نلهوا
ما أري غير ظلالٍ من نساء
وأفاعيٍ تتلوي
تشتهي نَكْأ الجراح
أه يا ليل طويل
وأنا محموم من وجدٍ وأنت من تكونْ
هل علي عهد من الإخلاص جئتِ
أم بقلبٍ سوف تأتي كله غدرٍ خؤون
هل أتيت تطفئي قيظا بروحي
ها هو طيف ألاماني
سابحا في بحر شك وظنون
وأنا ما عدت ادري من أكون
قلتِ : مولاي سلاما
لك عهدي
عهد صدق ووداد
ثم اني لن أخون
فاكفني اليوم عناقا
واحتوي قلبي لأني
فيك يا مولاي قد زدت احتراقا
لا وكل أحزاني وقلبي
لم يزل في قبضة الغدر وثاقا
لن تكوني الا ما أريد
فامضي فيها يا مسرور رأسا ثم ساقا
مسرووووور
(4)
بعد ان انصرف مسرور اقتربت هي من شهريار وهي لازالت مطأطأة راسها وتسري بها ارتعاشة امل ثم قال :
..
يا لقلبي
تعرضين الودَ ثم العهدَ
والقلبُ أراه في وجيبْ
وتُمنيني بشهدٍ من رضابٍ
خمرة العشق الأصيلْ
وبأنّ الراحَ من فيكٍ شفاءَ
ليس من سكرٍ ولكن
من ذُلالٍ سلسبيلْ
تطلبين الصفح
.. أنك في سبيل الحب
لن يثنيكِ شئٌ او يميلْ
تبذلين الروح من أجلي
.. حبيبا
ليس من وجلٍ
وهذا ليس بالشئ القليلْ
لا وربي
إن ما بين الحشا
محموم يرقبْ لحظة الحب الجميلْ
...
أطرق شهريار قليلا وكان ينظر الي لا شئ وقال كمن يحدث نفسه :
...
قَدْ كَانَ قَلْبا
نَابِضَ الإِحْسَاسِ يرْقُصُ بَيْن أحْضَانِ الضّلُوعِ
وهِيَ تُغَنِّي
لحْنَهَا الفَتَّان في يَوْمٍ علي ضَوْءِ الشُّمُوْعِ
قَدْ كَانَ يَحْمِلهُ الحَنِينُ إِلَى خَمَائِلِ حُبّهَا
فيَذُوبُ مِن فَرْطِ الهَنَاءِ
هُنَاكَ في أنْفَاسِهَا
ويَنَامُ بَينَ جُفُونِهَا تُسْكِرْهُ أَحْلامُ الغَزَلْ
وهِيَ تُهَدْهِدهُ
وتُرْضِعهُ
مَنْ الشَّفَتَيْنِ أنُسَام الأَمَلْ
كُنَّا مَعَا ..
.. وَكُنَّا نَنْسُج مِنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ آمَالَ البَقَاءِ
وَكُنَّا نسبِحَ في بِحَارِ اللاوُجُودِ
ونَقْطِفُ الأَزْهَارَ مِنْ ضَوْءِ القَمَرْ
كُنَّا نَحْلُقُ في السَّمَاءِ
لكِنَّهَا خَانَتْ
نَسَجَتْهَا أَكْفَانَا لأشْلائِي
وعَلَي نَحِيْبِ النَّفْسِ غَنَّتْ
وأَنَا أُدَاوِي بِالأَسي المَسْمُومِ أحْشَائِي
...
استدار لها ثم قال :
..
وأنتِ هل إذا ..
..مولاي أقْصِر
دع فؤادي في فؤادكْ يستريحْ
فأنا رهن تمنيك فهيا
اقطف الشهد تمنَي واستبيحْ
سوف تلقاني كهمسٍ ساحرٍ
وأريج الشوق من قلبٍ حنونْ
هيا يا مولاي وارقب
نظرة خرساء لكن
سوف تُنبيكَ بصدقٍ من أكونْ
فأنا الإلهامُ
والأحلامُ
والأنغامُ
سحرُ الكونِ أطلق راحتيك
اشفي محموما بمسٍ من جنونْ
...
يقترب شهريار من شهرذاد وبكلتا يديه يرفع رأسها , ينظر في عينها فإذا هي دامعة شاردة الفؤاد , فيضمها الي صدره وهو يقول :
..
ها هُوَ قلبي أتدري ما به الآنَ
.... سنينا من عذابْ
إنه نصفين إن مالتْ لنصفٍ ساحراتُ الطرفِ
مال الأخرُ الثاني وعابْ
هدهديه ..
اجمعي نصفيه بالإخلاصِ
واسْقِهِ علي جدبٍ به شهدا مذابْ
ما أشقُ الوجد إنْ خان الحبيب
وجمال الوصل إن صان وطابْ
فاصدقي قلبي وخلي
بين ما فات وما يأتي
لأنسي فيكِ ما ولي وغابْ
...
قلت يا مولاي نادي
وأنا الآن أنادي
أيها الحراس قوموا
زينوا بالفرحِ أرجاءَ المدينه
واعلنوا في كل دربٍ
ان مولانا تحلي
وتخلي عن لياليه الحزينه
أطلقوا الأنوار والأقواس قوموا
حرروا كلَّ سجين وسجينه
آنَ للشعبِ لأنْ يرتاح مثلي
اطلقوا عفوي علي كلِّ رهينه
هيئوا للحب عرسا
إنني ماضٍ لجمعٍ
بين نصفين لقلبٍ كان منسيا
وقلب جاء ينسيه شجونه
يا لقلبي ..
...
...
ويقال ان الملك شهريارأخذ السيف وألقاه في بئر عميقة في مكان لا يذكره انس ولا جان
...