قريب جدا عارف عبد نور العبادي / رؤية شيرين كامل
قريب جدا
عيناه تطاردني
و الرغبة في جسدي
أن أتسلل مثل الضوء
النافذ من كأس الخوف
تعذبني انفاس السعلاة
في وحشة ليل
تجلدني بالرغبة
تتثاقل صخور الهواء في الصدر
يختنق صوت الرئة السفلى
أشعر أغماء النمل
في بركة خمر
تتسلل جسدي
أسراب النمل
أصرخ يا صحراء العمر
يا رمل الساعات
أنمضي
دون أثر
او مزمور
أتساقط اوراق العمر خريف
خريف دائما
كان العمر
و لايأتي شتاء
قريب مني جدا
تراب القبر
أزرع أيامي في عاصفة الرمل
لتحصد الريح
بكاء الغربة
في جسدي..........
قصيدة انطلقت من نقطة متمركزة حول نكرة ما تركت في ذهن المتلقي أسئلة جمّة وفي تفكيره متسع لإجابة مقنعة تختزل هذا المجهول الذي عصفت به القصيدة راسمة به لوحة غير وا ضحة المعالم يُخال للرائي أنها لوحة مجردة ألوانها تمتزج بالهول والخوف
تشغل الحرف بتطريز نسق مختلف ومؤثر على المستوى النفسي والعقلي
قريب جدا ... انطلاقا من مكان وزمان غير محددين وإنما منتظرين مرتقبين من ذات تتعالى في داخلها صراعات مختلطة المعالم
بشكل مثيلوجي لتحيك الأسطورة جزءا واسعا من اللوحة والتي أتت متماهية مع تفاصيل القصيدة
في وحشة ليل
تجلدني بالرغبة
أتسلل
تعذبني انفاس السعلاة
من خلال المطاردة والتسلل والليل والرغبة التي عذبت انفاس السعلاة (( مفردها سعلوة )) وهي الكائن الخرافي المتمثل بالمرأة الجنية التي تغوي الرجال لتفتك بهم قريبا ليبدو هنا المشهد أكثر وضوحا من خلال مجزوء الصور التي عكست الفطرة الانسانية بين المرأة والرجل بطريقة فنية فريدة وربطت من ناحية أخرى الأسطورة بالواقع فكان المزيج متناغما وكأنها مرآة شفافة تحكي حقائقا
وأظهرت القراءة ما بين السطور فكرة الغواية التي أرسلت همساتها من خلال عيناه تطاردني والرغبة في جسدي لتصب في كأس العذاب في فعل (( تعذبني )) الذي حمل راية المنولوج الداخلي للذات فهي تدل على الازدواج والمعنى يكمن في تلك الياء المرتبطة بالفعل لأنها تدل على متكلم ولربما مدلول على اثنين (( الرجل والمرأ ة )) فكل منهما يشعر بعذاب مختلف
نص متلاحق الصور والتراكيب بمدلولات عميقة وتراكيب مكثفة متعانقة مع انزياحات وُظفت بذكاء
يختنق صوت الرئة السفلى ... دليل قرب الموت بسبب تناقص كمية الحياة والصخور التي حملت مدلول الصعاب والهموم وعدم الراحة
وذاك الخدر الذي يلاحقها كتحصيل حاصل (( أسراب النمل )) انحباس الدم في الجسد الذي يعطي الشعور بعدم القدرة على التوازن أو الشعور بالذات وفقدان السيطرة كلها جاءت بحالة مرَضية ولكنها حالة عشقية بحتة
والمفردات التي تضمنها النص كما كلمة صحراء خريف تساقط رمل وكأن الحياة شموعا منطفئة ذابلة بقوة دون رصيد لأنها أتبعت بكلمة دائما وهنا الديمومة قد أعطت للحالة سوادا صارخا وذبولا أفّاكا
ليرتفع هنا السؤال (( أنمضي = كلمة أنموت / أنذبل / أننتهي )) دون أثر كما الخريف يذهب بأغصان عارية كما حالة اللاحب واللا لقاء
وهناك تنطلق فكرة الاندماج (( الجسدي والروحي )) في الحب
دون الأمل بشتاء (( دليل الخير والمطر والبذور والثمار ))
قريب مني جدا
تراب القبر
أزرع أيامي في عاصفة الرمل
لتحصد الريح
بكاء الغربة
في جسدي..........
تظهر الإجابة هنا بتجلي الحرف
هذه الإجابة التي أتت مقطع أخير ولم يكن موقعها عن عبث في القصيدة هذا لانها تحمل فعلا المرحلة الاخيرة من الحياة ألا وهي الموت
والتي تصبح الحياة قبله حلما والحياة فيه حقيقة
والحلم هنا = الغربة فما نحصده من الحلم كمن نحصده من الريح
واتخذ القبر هنا شكلا آخرا في الحياة فكل غربة للانسان هوي موت بحد ذاته و كل ألم مدلول موت فالموت لم يتصف بشكل القبر والجسد بل اتسع أكثر في الحياة عندما قال (( أزرع أيامي في عاصفة رمل )) والرمل متحرك مزاجي لا امتزاج بينه وبين عمقه بثغرات تتسلل من خلالها ذرات الهواء كما تتسلل للحياة الآلام
نص انطلق من مذهب رمزي مكثف بلغة متكمنة وقلم لا يشق عليه غبار
تباينت المشاعر بشكل منتظم برؤية فنان يعرف كيف يوظف الحرف بدالاته
الراقي عارف عبد نور العبادي لروحك الألق ولمزيد من الإبداع
قريب جدا
عيناه تطاردني
و الرغبة في جسدي
أن أتسلل مثل الضوء
النافذ من كأس الخوف
تعذبني انفاس السعلاة
في وحشة ليل
تجلدني بالرغبة
تتثاقل صخور الهواء في الصدر
يختنق صوت الرئة السفلى
أشعر أغماء النمل
في بركة خمر
تتسلل جسدي
أسراب النمل
أصرخ يا صحراء العمر
يا رمل الساعات
أنمضي
دون أثر
او مزمور
أتساقط اوراق العمر خريف
خريف دائما
كان العمر
و لايأتي شتاء
قريب مني جدا
تراب القبر
أزرع أيامي في عاصفة الرمل
لتحصد الريح
بكاء الغربة
في جسدي..........
قصيدة انطلقت من نقطة متمركزة حول نكرة ما تركت في ذهن المتلقي أسئلة جمّة وفي تفكيره متسع لإجابة مقنعة تختزل هذا المجهول الذي عصفت به القصيدة راسمة به لوحة غير وا ضحة المعالم يُخال للرائي أنها لوحة مجردة ألوانها تمتزج بالهول والخوف
تشغل الحرف بتطريز نسق مختلف ومؤثر على المستوى النفسي والعقلي
قريب جدا ... انطلاقا من مكان وزمان غير محددين وإنما منتظرين مرتقبين من ذات تتعالى في داخلها صراعات مختلطة المعالم
بشكل مثيلوجي لتحيك الأسطورة جزءا واسعا من اللوحة والتي أتت متماهية مع تفاصيل القصيدة
في وحشة ليل
تجلدني بالرغبة
أتسلل
تعذبني انفاس السعلاة
من خلال المطاردة والتسلل والليل والرغبة التي عذبت انفاس السعلاة (( مفردها سعلوة )) وهي الكائن الخرافي المتمثل بالمرأة الجنية التي تغوي الرجال لتفتك بهم قريبا ليبدو هنا المشهد أكثر وضوحا من خلال مجزوء الصور التي عكست الفطرة الانسانية بين المرأة والرجل بطريقة فنية فريدة وربطت من ناحية أخرى الأسطورة بالواقع فكان المزيج متناغما وكأنها مرآة شفافة تحكي حقائقا
وأظهرت القراءة ما بين السطور فكرة الغواية التي أرسلت همساتها من خلال عيناه تطاردني والرغبة في جسدي لتصب في كأس العذاب في فعل (( تعذبني )) الذي حمل راية المنولوج الداخلي للذات فهي تدل على الازدواج والمعنى يكمن في تلك الياء المرتبطة بالفعل لأنها تدل على متكلم ولربما مدلول على اثنين (( الرجل والمرأ ة )) فكل منهما يشعر بعذاب مختلف
نص متلاحق الصور والتراكيب بمدلولات عميقة وتراكيب مكثفة متعانقة مع انزياحات وُظفت بذكاء
يختنق صوت الرئة السفلى ... دليل قرب الموت بسبب تناقص كمية الحياة والصخور التي حملت مدلول الصعاب والهموم وعدم الراحة
وذاك الخدر الذي يلاحقها كتحصيل حاصل (( أسراب النمل )) انحباس الدم في الجسد الذي يعطي الشعور بعدم القدرة على التوازن أو الشعور بالذات وفقدان السيطرة كلها جاءت بحالة مرَضية ولكنها حالة عشقية بحتة
والمفردات التي تضمنها النص كما كلمة صحراء خريف تساقط رمل وكأن الحياة شموعا منطفئة ذابلة بقوة دون رصيد لأنها أتبعت بكلمة دائما وهنا الديمومة قد أعطت للحالة سوادا صارخا وذبولا أفّاكا
ليرتفع هنا السؤال (( أنمضي = كلمة أنموت / أنذبل / أننتهي )) دون أثر كما الخريف يذهب بأغصان عارية كما حالة اللاحب واللا لقاء
وهناك تنطلق فكرة الاندماج (( الجسدي والروحي )) في الحب
دون الأمل بشتاء (( دليل الخير والمطر والبذور والثمار ))
قريب مني جدا
تراب القبر
أزرع أيامي في عاصفة الرمل
لتحصد الريح
بكاء الغربة
في جسدي..........
تظهر الإجابة هنا بتجلي الحرف
هذه الإجابة التي أتت مقطع أخير ولم يكن موقعها عن عبث في القصيدة هذا لانها تحمل فعلا المرحلة الاخيرة من الحياة ألا وهي الموت
والتي تصبح الحياة قبله حلما والحياة فيه حقيقة
والحلم هنا = الغربة فما نحصده من الحلم كمن نحصده من الريح
واتخذ القبر هنا شكلا آخرا في الحياة فكل غربة للانسان هوي موت بحد ذاته و كل ألم مدلول موت فالموت لم يتصف بشكل القبر والجسد بل اتسع أكثر في الحياة عندما قال (( أزرع أيامي في عاصفة رمل )) والرمل متحرك مزاجي لا امتزاج بينه وبين عمقه بثغرات تتسلل من خلالها ذرات الهواء كما تتسلل للحياة الآلام
نص انطلق من مذهب رمزي مكثف بلغة متكمنة وقلم لا يشق عليه غبار
تباينت المشاعر بشكل منتظم برؤية فنان يعرف كيف يوظف الحرف بدالاته
الراقي عارف عبد نور العبادي لروحك الألق ولمزيد من الإبداع