الحَرِيش [1] كائن خرافي على هيئة حصان أبيض ذو قرن وحيد، ذكر في الأساطير الإغريقية واتخذ كشعار لنبلاء العصور الوسطى في أوروبا
أوصافه
هناك صورة تقليدية لليونيكورن وهي المخلوق ذو جسد ورأس الحصان وأرجل الأيل – ذكر الغزال – ذو القرن النابت من منتصف جبهته والذيل الشبيه بذيل الأسود، وهذا ليس الشكل الوحيد لهذا المخلوق، وإنما هي الكيفية التي صوّرتها به أساطير قارة أوروبا وأمريكا الشمالية تحديدًا، كوصف فيزيولوجس صاحب الكتاب الشهير عن وصف مخلوقات المملكة الحيوانية، ومن ثم انتقلت عبر وسائل إعلامهم الأقوى لتصبح هي الصورة المعتادة والوحيدة له في أذهان العالم أجمع.
لكن العلماء والباحثين لهم رأي يختلف، فعلى الرغم من صحة الصورة التي نقلتها لنا السينما على سبيل المثال في فيلم ديزني الشهير "The Last Unicorn" عام 1982، ولكن يوجد يونيكورن في كل أساطير العالم تقريبا إلى حد يجعل الكثير من العلماء يعتقد بأنه قد وُجد بالفعل في عصور قديمة وأنه حيوان منقرض لم يعثر له على بقاياه والاستثناء الأشهر هو الأساطير الإغريقية التي لم يذكر فيها هذا المخلوق قط، وإنما ذُكر حصان آخر مجنح دون قرون هو بيجاسوس
تطور الوصف
في البداية كان اليونيكورن يوصف كحصان صغير الحجم، لكن هذا الوصف قد تحوَّر عبر التاريخ من حيث الحجم والشكل باختلاف كبير من رواية لأخرى؛ فهناك من يصفه بحجم طفل وهناك من يصوِّره كغزال وهناك من يحكي أنه كان بحجم الفيل حيث يحكي المؤرِّخ الرومانيّ إيليان بحوالي العام 220 الميلاديّ بأن اليونيكورن في الهند بحجم حصان بالغ ذو شعر أحمر يحيط بعنقه، شديد الرشاقة، ذو أرجل ملعقية كالفيل وذيل دب، وله قرن أسود ينبت من حاجبيه بنعومة وينتهي بطرف حلزونيّ مدبَّب. ويستطرد أيضا بأنه يملك أعذب وأشرس الأصوات في المملكة الحيوانية بأسرها
وتتنوَّع الروايات وتختلف حتى في شكل أقدام المخلوق؛ حيث كتب الرحالة الإيطاليّ فيرتومانوس في العصور الوسطى بأن اليونيكورن يملك أقداما مشقوقة كالماعز، ويختلف معه العديدين من المشاهير ومنهم أرسطو وبلايني وسولينوس الذي يصفون أقدامه بأنها مستوية ويختلف الكثيرين أيضا في وصف قرونه، حيث يتباين الوصف بين الطول المفرط والقصر، وفي اللون الذي تراوح بين الأبيض والأسود، وهناك من يصف قرونه بالحلزونية ومن يؤكد باستقامتها
يونيكورن عربيّ
هناك العديد من الروايات عن وجود هذا المخلوق في المنطقة العربية، وأحدهم هو فيرتومانوس الذي أشار أثناء تجواله بمنطقة شبه الجزيرة العربية عام 1503 بأن العرب يملكون تراثا ضخما لهذا المخلوق يظهر بالأكثرية بالمملكة العربية السعودية وأيضا ضمن ما رواه أبو التاريخ هيرودوت، يروي الأخير بأنه رآه في ليبيا. وتحكي بعض الروايات وجوده بين جنوب مصر وأثيوبيا، وأن المخلوق هناك شديد الشراسة والإمساك به ضرب من الاستحالة.
عملية الصيد
يقول ليوناردو دا فينشي في أحد مذكراته عن عملية الصيد:
"على الرغم من تقلب طباع ال يونيكورن وضعف قدرته في السيطرة على نفسه، إلاّ أنه ينسى شراسته وطباعه البرية عندما يرى عذراء، ليرمي كل مخاوفه جانبا ويضع رأسه على حجرها ليستغرق في النوم، حتى يجئ الصيادين لإمساكه"
ويتفق معه الكاتب الرومانيّ ميسولوجاس بوصف "عملية الصيد المقدسة" أو "صيد العذراء" كما يسمونها كالآتي:
"يضعون عذراء عفيفة ترتدي ملابس جميلة مزخرفة في مكان معزول بالغابة يعرف بتواجد ال يونيكورن فيه. حيث يأتي إليها المخلوق ليرخي رأسه على حجرها، وما يلبث أن يضطجع وينام. ليأتي الصيادين ليمسكوا به ويأخذونه إلى قصر الملك لاستلام جائزتهم"
وأصبحت صورة العذراء التي تضع رأس اليونيكورن على حجرها بعد ذلك تيمة محببة في المعمار الكنسيّ، حيث اعتاد الفنانين زخرفة العديد من التنويعات على تلك الصورة على زجاج الكنائس. وهذا نظرًا للاعتقاد الذي انتشر بين الفنانين بترميز اليونيكورن للطهارة والعفة، وأحيانا كرمز للتغلب على الشيطان
أهميته
لا تقتصر أهمية اليونيكورن على انتشاره وكونه مصدرًا للإلهام فحسب، فما أثقل من شأنه هو الاعتقاد بأن قرنه – يسمونه آليكورن – مصدر شفاء للعديد من الأمراض، وأنه يقي من السموم. حيث كان قرن اليونيكورن مبغى ثمين للبحث من قبل الملوك والأمراء الذي يقال إنهم كانوا يشربون من كئوس مصنوعة من الآليكورن لمعرفة إن كان الشراب مسموما من عدمه.
كما يقال إنهم كانوا يقومون بحيلة للتأكد من كون القرن أصليا من عدمه؛ حيث يرسمون دائرة على الأرض بهذا القرن ويضعون فيها عقرب أو سحلية أو عنكبوت، فإن لم يستطع أيهم الخروج من الدائرة فالقرن أصليّ، والعكس بالعكس.
ويقال أن تجارة تلك القرون كان لها عظيم الانتشار في قارة أوروبا بالعصور الوسطى، حيث كان التجار يبيعون قرون الخراتيت باعتبارها قرون اليونيكورن ذات قدرة الشفاء السحرية.
[عدل]
يونيكورن في كل مكان
يكمن تميز اليونيكورن كأحد المخلوقات الأسطورية التي برع الكثير في التحاكي عنها في المزيج الغريب في حكاياته بين التنوُّع والتفرُّد؛ فعلى الرغم من كونه أكثر مخلوقات الأساطير انتشارًا نظرًا للإشارة له في أغلب الحكايات الميثولوجية في العالم باختلاف الثقافات، لكن أغلب الروايات تشير لوجود مخلوق وحيد منه في العالم بأسره. وهو ما يضيف المزيد من الغموض الذي طالما أحاط بهذا المخلوق والذي حير العلماء والمؤرخين والباحثين إلى يومنا هذا. والذين على الرغم من اختلافهم، لكنهم يتفقون في رؤيته كرمز عالميّ للسمو الروحيّ والتغير للأفضل.
وهنا بعض أهم الأمثلة لوجود اليونيكورن في أغلب ثقافات العالم:
آبادا
آبادا Abada: في أساطير الكونجو، ورد ذكر آبادا كحصان وحيد قرن صغير الحجم يعيش بهذه البلاد. ويوصف كحيوان خجول لا يظهر للبشر إلاّ فيما ندُر.
بياست نا سروجينج
بياست نا سروجينج Biast Na Sroging: يعتبر هذا المخلوق المقابل المائيّ لليونيكورن في الأساطير الأسكتلندية. وهو حصان يستوطن المياه حول جزر هيبردين باسكتلندا حسب كلام الأسطورة. وهو مخلوق غليظ الساقين يملك قرنا يبرز من وسط جبهته كاليونيكورن. ويعني اسمه "الوحش وحيد القرن". ويقال أنه يجذب المسافرين عاثري الحظ من الماء ليمزِّق أجسادهم كاملة فيما عدا الأكباد، وأن طالما المسافر بعيدًا عن الماء فلا خطر عليه، إلاّ لو مسه ولو قطرة من الماء فهذا يعني نهايته. ويقال أيضا أنه يأخذ الشكل البشريّ أحيانا، ويمكن تعرُّفه من الأعشاب البحرية الملتصقة بشعره.
كركدن
كركدن Karkadann: إلى جانب أنه أحد أسماء حيوان الخرتيت في لغتنا العربية، فالكركدن أيضا هو المقابل لليونيكورن في كلٍ من بلاد الفرس القديمة والهند وشمال أفريقيا. والاسم مشتق من اللفظة السنسكريتية "Kartajan" ومعناها "سيد الصحراء". وهو أبيض اللون ضخم كالخرتيت بذيل يشبه ذيل الأسد، يملك حافرين أو ثلاثة في كل قدم. وعلى عكس أغلب الأوصاف المشابهة، فالكركدن ذو قرن لولبيّ أسود في مقدمة رأسه. ويوصف بأنه شديد الشراسة والوحشية لدرجة تجعله قادر على قتل الأفيال أحيانا. ولا سبيل لتهدئته سوى هديل الحمام البريّ الذي يولع الكركدن بصوته لدرجة تجعله مستعدًا للسفر لمسافات هائلة للدفاع عن أعشاش هذا الحمام بمجرَّد سماع هذا الصوت.
كير
كير Kere: مقابل وحشيّ شديد الشراسة لليونيكورن في أساطير بلاد التبت.
كيرين
كيرين Kirin: هو النسخة اليابانية من اليونيكورن بأساطير شرق آسيا. ويوصف بأنه مخلوق متعدِّد الألوان بالقرن المعتاد الناتئ من جبهته. وهو رسول الآلهة الذي ينشر العدل بين الأخيار، ويعاقب الأشرار على خطاياهم بما يستحقونه.
كوريسك
كوريسك Koresck: طبقا لأساطير بلاد الفرس القديمة، كوريسك هو أحد أنواع اليونيكورن، نصف حصان والنصف الآخر عنزة. وكان الفرس يقدسونه قديما.
كاي- لين
كاي- لين Ky-Lin: له رأس تنين بقرن في منتصف جبهته، وليدة أسد وجسد أيل وذيل ثور. وهو أحد التنويعات على مخلوقنا في الميثولوجيا الصينية. وهو أقدم التصورات المعروفة لليونيكورن، حيث يرجع إلى قصة الحكيم الصينيّ فو - سي الذي يقال أنه قد تجلى له من النهر الأصفر عام 3000 قبل الميلاد. يمثل كاي لين الفضائل الخمس – العناصر الأساسية للخير في العقائد الصينية – ويقال أيضا أنه يرمز للتوازن بين العنصر الذكريّ كاي والأنثويّ لين بنفس نظرية الين واليانج المنتشرة في قارة آسيا بالتكامل بين عنصريّ الذكر والأنثى.
كما يمثل قرنه وحدة الكون تحت أمرة قائد واحد عظيم. ويعيش كاي لين في الجنة حسب معتقدات الصينيين أيامها، ويزور الأرض عند مولد فيلسوف كبير أو حاكم عظيم. حيث سجل ظهوره عند وفاة الإمبراطور هوانج تي، ولدى مولد وممات الفيلسوف كونفوشيوس.
ومثل نظيره الغربيّ، يرمز كاي لين دوما لرهافة الحس والنبل، حيث لا يستخدم قرنه في العنف حتى للدفاع عن نفسه. وفي اللوحات الصينية، يصوِّر الفنانين كاي لين دوما برفقة الحكماء والخالدين. كما يعتبر ركوب شخص على ظهر كاي لين قمة الرفعة والمكانة، حيث يستخدم تعبير "امتطاء كاي لين" في اللغة الصينية حتى اليوم لوصف الشخص ذو الحظ الوافر والقدرات العالية. مجملاً، يمثل كاي لين في الميثولوجيا الصينية الخير والنقاء والطهارة والسلام في هذا العالم.
الأسد واليونيكورن
تنتشر شخصيتيّ الأسد واليونيكورن في الحكايات الشعبية بإسكتلندا وإنجلترا في القرن الرابع عشر الميلاديّ، حيث يرمز فيها الأسد كرمز لبريطانيا واليونيكورن لإسكتلندا. حيث تمتلئ تلك الحكايات بقصص العداء والكراهية المتبادلة بين الاثنين ترميزًا للخلافات الطويلة بين البلدين والتي لم تنقشع إلاّ بعد الاتحاد بينهما عام 1705.
مونوسيروس
مونوسيروس Monoceros: وصف المؤرخ والفيلسوف الرومانيّ بليني هذا المخلوق بأنه ذو جسم حصان ورأس أيل بقرن في منتصفها، وله أقدام فيل وذيل خنزير بريّ. ويقال أن صوت عواء المونوسيروس يثير الرعب في قلوب أشجع الرجال. وأن على الرغم من استحالة الإمساك به حيا، لكن قتله ممكن وقد ألهم الاسم علماء الفلك ليسموا به أحد المجموعات النجمية في عصرنا الحديث.
ندزودزو
ندزودزو Ndzoodzoo: هو الاسم المحليّ لليونيكورن في أساطير جنوب أفريقيا. في حجم الحصان وله القرن المعتاد في وسط جبهته والذين يصل طوله من ثلاثين إلى خمسة وثلاثين سنتيمترًا. شديد الرشاقة والسرعة إلى جانب قوّته. وهو شديد العدائية سريع الاستثارة، حيث يهاجم أيّ إنسان فور رؤيته. ويميز الذكور عن الإناث بأن الأخيرة ليس لها قرون.
تسوبو
تسوبو Tsopo: أحد مقابلات اليونيكورن في بلاد التبت، وعلى عكس نظيره الأوروبيّ فهو شديد الوحشية والشراسة.
على الشاشة الفضية
يعتبر العديدين هذا الفيلم من أفضل أفلام الفانتازيا على مرّ التاريخ، وعلى الرغم أن البعض يعتبرونه مجرَّد فيلم للأطفال – لأنه من أفلام الكارتون – إلاّ أن الكثيرين كبارًا وصغارًا ينضمون إلى معجبي هذا الفيلم دون تردُّد.
يحكي الفيلم القصة المقتبسة عن رواية بيتر بيجل الشهيرة التي كتب لها السيناريو أيضا في الثمانينات عن اليونيكورن الشجاعة آماثيا – قامت بأدائها الصوتيّ ميا فارو – التي تدرك أنها الأخيرة من نوعها، لتقوم برحلة ملحمية للبحث عن باقي أفراد جنسها. فقط لتعرف أن هناك كائنا يسمى الثور الأحمر قد حبس كل الباقين من جنسها في نهاية العالم، وسط متاعب وعقبات ومساعدات من ساحر يفتقر للكفاءة هو شميدريك أو آلان آركين والذي يحوِّلها إلى فتاة جميلة حتى تستطيع إكمال رحلتها بأقل قدر من الأخطار. لتستمر الأحداث في العالم الخطر الساحر في نفس الوقت والتي تكتشفه آماثيا وتحاول النجاة منه لمواجهة الثور الأحمر وإنقاذ باقي بني جنسها من الانقراض.
أخرج الفيلم كلاً من جولز باس وآرثر رانكين. وعلى الرغم من كونه حاليا أحد الكلاسيكيات في عالميّ الفانتازيا وأفلام التحريك، إلاّ أنه لم يلق الاهتمام النقديّ ساعتها ولم يفز بجوائز تذكر.
أوصافه
هناك صورة تقليدية لليونيكورن وهي المخلوق ذو جسد ورأس الحصان وأرجل الأيل – ذكر الغزال – ذو القرن النابت من منتصف جبهته والذيل الشبيه بذيل الأسود، وهذا ليس الشكل الوحيد لهذا المخلوق، وإنما هي الكيفية التي صوّرتها به أساطير قارة أوروبا وأمريكا الشمالية تحديدًا، كوصف فيزيولوجس صاحب الكتاب الشهير عن وصف مخلوقات المملكة الحيوانية، ومن ثم انتقلت عبر وسائل إعلامهم الأقوى لتصبح هي الصورة المعتادة والوحيدة له في أذهان العالم أجمع.
لكن العلماء والباحثين لهم رأي يختلف، فعلى الرغم من صحة الصورة التي نقلتها لنا السينما على سبيل المثال في فيلم ديزني الشهير "The Last Unicorn" عام 1982، ولكن يوجد يونيكورن في كل أساطير العالم تقريبا إلى حد يجعل الكثير من العلماء يعتقد بأنه قد وُجد بالفعل في عصور قديمة وأنه حيوان منقرض لم يعثر له على بقاياه والاستثناء الأشهر هو الأساطير الإغريقية التي لم يذكر فيها هذا المخلوق قط، وإنما ذُكر حصان آخر مجنح دون قرون هو بيجاسوس
تطور الوصف
في البداية كان اليونيكورن يوصف كحصان صغير الحجم، لكن هذا الوصف قد تحوَّر عبر التاريخ من حيث الحجم والشكل باختلاف كبير من رواية لأخرى؛ فهناك من يصفه بحجم طفل وهناك من يصوِّره كغزال وهناك من يحكي أنه كان بحجم الفيل حيث يحكي المؤرِّخ الرومانيّ إيليان بحوالي العام 220 الميلاديّ بأن اليونيكورن في الهند بحجم حصان بالغ ذو شعر أحمر يحيط بعنقه، شديد الرشاقة، ذو أرجل ملعقية كالفيل وذيل دب، وله قرن أسود ينبت من حاجبيه بنعومة وينتهي بطرف حلزونيّ مدبَّب. ويستطرد أيضا بأنه يملك أعذب وأشرس الأصوات في المملكة الحيوانية بأسرها
وتتنوَّع الروايات وتختلف حتى في شكل أقدام المخلوق؛ حيث كتب الرحالة الإيطاليّ فيرتومانوس في العصور الوسطى بأن اليونيكورن يملك أقداما مشقوقة كالماعز، ويختلف معه العديدين من المشاهير ومنهم أرسطو وبلايني وسولينوس الذي يصفون أقدامه بأنها مستوية ويختلف الكثيرين أيضا في وصف قرونه، حيث يتباين الوصف بين الطول المفرط والقصر، وفي اللون الذي تراوح بين الأبيض والأسود، وهناك من يصف قرونه بالحلزونية ومن يؤكد باستقامتها
يونيكورن عربيّ
هناك العديد من الروايات عن وجود هذا المخلوق في المنطقة العربية، وأحدهم هو فيرتومانوس الذي أشار أثناء تجواله بمنطقة شبه الجزيرة العربية عام 1503 بأن العرب يملكون تراثا ضخما لهذا المخلوق يظهر بالأكثرية بالمملكة العربية السعودية وأيضا ضمن ما رواه أبو التاريخ هيرودوت، يروي الأخير بأنه رآه في ليبيا. وتحكي بعض الروايات وجوده بين جنوب مصر وأثيوبيا، وأن المخلوق هناك شديد الشراسة والإمساك به ضرب من الاستحالة.
عملية الصيد
يقول ليوناردو دا فينشي في أحد مذكراته عن عملية الصيد:
"على الرغم من تقلب طباع ال يونيكورن وضعف قدرته في السيطرة على نفسه، إلاّ أنه ينسى شراسته وطباعه البرية عندما يرى عذراء، ليرمي كل مخاوفه جانبا ويضع رأسه على حجرها ليستغرق في النوم، حتى يجئ الصيادين لإمساكه"
ويتفق معه الكاتب الرومانيّ ميسولوجاس بوصف "عملية الصيد المقدسة" أو "صيد العذراء" كما يسمونها كالآتي:
"يضعون عذراء عفيفة ترتدي ملابس جميلة مزخرفة في مكان معزول بالغابة يعرف بتواجد ال يونيكورن فيه. حيث يأتي إليها المخلوق ليرخي رأسه على حجرها، وما يلبث أن يضطجع وينام. ليأتي الصيادين ليمسكوا به ويأخذونه إلى قصر الملك لاستلام جائزتهم"
وأصبحت صورة العذراء التي تضع رأس اليونيكورن على حجرها بعد ذلك تيمة محببة في المعمار الكنسيّ، حيث اعتاد الفنانين زخرفة العديد من التنويعات على تلك الصورة على زجاج الكنائس. وهذا نظرًا للاعتقاد الذي انتشر بين الفنانين بترميز اليونيكورن للطهارة والعفة، وأحيانا كرمز للتغلب على الشيطان
أهميته
لا تقتصر أهمية اليونيكورن على انتشاره وكونه مصدرًا للإلهام فحسب، فما أثقل من شأنه هو الاعتقاد بأن قرنه – يسمونه آليكورن – مصدر شفاء للعديد من الأمراض، وأنه يقي من السموم. حيث كان قرن اليونيكورن مبغى ثمين للبحث من قبل الملوك والأمراء الذي يقال إنهم كانوا يشربون من كئوس مصنوعة من الآليكورن لمعرفة إن كان الشراب مسموما من عدمه.
كما يقال إنهم كانوا يقومون بحيلة للتأكد من كون القرن أصليا من عدمه؛ حيث يرسمون دائرة على الأرض بهذا القرن ويضعون فيها عقرب أو سحلية أو عنكبوت، فإن لم يستطع أيهم الخروج من الدائرة فالقرن أصليّ، والعكس بالعكس.
ويقال أن تجارة تلك القرون كان لها عظيم الانتشار في قارة أوروبا بالعصور الوسطى، حيث كان التجار يبيعون قرون الخراتيت باعتبارها قرون اليونيكورن ذات قدرة الشفاء السحرية.
[عدل]
يونيكورن في كل مكان
يكمن تميز اليونيكورن كأحد المخلوقات الأسطورية التي برع الكثير في التحاكي عنها في المزيج الغريب في حكاياته بين التنوُّع والتفرُّد؛ فعلى الرغم من كونه أكثر مخلوقات الأساطير انتشارًا نظرًا للإشارة له في أغلب الحكايات الميثولوجية في العالم باختلاف الثقافات، لكن أغلب الروايات تشير لوجود مخلوق وحيد منه في العالم بأسره. وهو ما يضيف المزيد من الغموض الذي طالما أحاط بهذا المخلوق والذي حير العلماء والمؤرخين والباحثين إلى يومنا هذا. والذين على الرغم من اختلافهم، لكنهم يتفقون في رؤيته كرمز عالميّ للسمو الروحيّ والتغير للأفضل.
وهنا بعض أهم الأمثلة لوجود اليونيكورن في أغلب ثقافات العالم:
آبادا
آبادا Abada: في أساطير الكونجو، ورد ذكر آبادا كحصان وحيد قرن صغير الحجم يعيش بهذه البلاد. ويوصف كحيوان خجول لا يظهر للبشر إلاّ فيما ندُر.
بياست نا سروجينج
بياست نا سروجينج Biast Na Sroging: يعتبر هذا المخلوق المقابل المائيّ لليونيكورن في الأساطير الأسكتلندية. وهو حصان يستوطن المياه حول جزر هيبردين باسكتلندا حسب كلام الأسطورة. وهو مخلوق غليظ الساقين يملك قرنا يبرز من وسط جبهته كاليونيكورن. ويعني اسمه "الوحش وحيد القرن". ويقال أنه يجذب المسافرين عاثري الحظ من الماء ليمزِّق أجسادهم كاملة فيما عدا الأكباد، وأن طالما المسافر بعيدًا عن الماء فلا خطر عليه، إلاّ لو مسه ولو قطرة من الماء فهذا يعني نهايته. ويقال أيضا أنه يأخذ الشكل البشريّ أحيانا، ويمكن تعرُّفه من الأعشاب البحرية الملتصقة بشعره.
كركدن
كركدن Karkadann: إلى جانب أنه أحد أسماء حيوان الخرتيت في لغتنا العربية، فالكركدن أيضا هو المقابل لليونيكورن في كلٍ من بلاد الفرس القديمة والهند وشمال أفريقيا. والاسم مشتق من اللفظة السنسكريتية "Kartajan" ومعناها "سيد الصحراء". وهو أبيض اللون ضخم كالخرتيت بذيل يشبه ذيل الأسد، يملك حافرين أو ثلاثة في كل قدم. وعلى عكس أغلب الأوصاف المشابهة، فالكركدن ذو قرن لولبيّ أسود في مقدمة رأسه. ويوصف بأنه شديد الشراسة والوحشية لدرجة تجعله قادر على قتل الأفيال أحيانا. ولا سبيل لتهدئته سوى هديل الحمام البريّ الذي يولع الكركدن بصوته لدرجة تجعله مستعدًا للسفر لمسافات هائلة للدفاع عن أعشاش هذا الحمام بمجرَّد سماع هذا الصوت.
كير
كير Kere: مقابل وحشيّ شديد الشراسة لليونيكورن في أساطير بلاد التبت.
كيرين
كيرين Kirin: هو النسخة اليابانية من اليونيكورن بأساطير شرق آسيا. ويوصف بأنه مخلوق متعدِّد الألوان بالقرن المعتاد الناتئ من جبهته. وهو رسول الآلهة الذي ينشر العدل بين الأخيار، ويعاقب الأشرار على خطاياهم بما يستحقونه.
كوريسك
كوريسك Koresck: طبقا لأساطير بلاد الفرس القديمة، كوريسك هو أحد أنواع اليونيكورن، نصف حصان والنصف الآخر عنزة. وكان الفرس يقدسونه قديما.
كاي- لين
كاي- لين Ky-Lin: له رأس تنين بقرن في منتصف جبهته، وليدة أسد وجسد أيل وذيل ثور. وهو أحد التنويعات على مخلوقنا في الميثولوجيا الصينية. وهو أقدم التصورات المعروفة لليونيكورن، حيث يرجع إلى قصة الحكيم الصينيّ فو - سي الذي يقال أنه قد تجلى له من النهر الأصفر عام 3000 قبل الميلاد. يمثل كاي لين الفضائل الخمس – العناصر الأساسية للخير في العقائد الصينية – ويقال أيضا أنه يرمز للتوازن بين العنصر الذكريّ كاي والأنثويّ لين بنفس نظرية الين واليانج المنتشرة في قارة آسيا بالتكامل بين عنصريّ الذكر والأنثى.
كما يمثل قرنه وحدة الكون تحت أمرة قائد واحد عظيم. ويعيش كاي لين في الجنة حسب معتقدات الصينيين أيامها، ويزور الأرض عند مولد فيلسوف كبير أو حاكم عظيم. حيث سجل ظهوره عند وفاة الإمبراطور هوانج تي، ولدى مولد وممات الفيلسوف كونفوشيوس.
ومثل نظيره الغربيّ، يرمز كاي لين دوما لرهافة الحس والنبل، حيث لا يستخدم قرنه في العنف حتى للدفاع عن نفسه. وفي اللوحات الصينية، يصوِّر الفنانين كاي لين دوما برفقة الحكماء والخالدين. كما يعتبر ركوب شخص على ظهر كاي لين قمة الرفعة والمكانة، حيث يستخدم تعبير "امتطاء كاي لين" في اللغة الصينية حتى اليوم لوصف الشخص ذو الحظ الوافر والقدرات العالية. مجملاً، يمثل كاي لين في الميثولوجيا الصينية الخير والنقاء والطهارة والسلام في هذا العالم.
الأسد واليونيكورن
تنتشر شخصيتيّ الأسد واليونيكورن في الحكايات الشعبية بإسكتلندا وإنجلترا في القرن الرابع عشر الميلاديّ، حيث يرمز فيها الأسد كرمز لبريطانيا واليونيكورن لإسكتلندا. حيث تمتلئ تلك الحكايات بقصص العداء والكراهية المتبادلة بين الاثنين ترميزًا للخلافات الطويلة بين البلدين والتي لم تنقشع إلاّ بعد الاتحاد بينهما عام 1705.
مونوسيروس
مونوسيروس Monoceros: وصف المؤرخ والفيلسوف الرومانيّ بليني هذا المخلوق بأنه ذو جسم حصان ورأس أيل بقرن في منتصفها، وله أقدام فيل وذيل خنزير بريّ. ويقال أن صوت عواء المونوسيروس يثير الرعب في قلوب أشجع الرجال. وأن على الرغم من استحالة الإمساك به حيا، لكن قتله ممكن وقد ألهم الاسم علماء الفلك ليسموا به أحد المجموعات النجمية في عصرنا الحديث.
ندزودزو
ندزودزو Ndzoodzoo: هو الاسم المحليّ لليونيكورن في أساطير جنوب أفريقيا. في حجم الحصان وله القرن المعتاد في وسط جبهته والذين يصل طوله من ثلاثين إلى خمسة وثلاثين سنتيمترًا. شديد الرشاقة والسرعة إلى جانب قوّته. وهو شديد العدائية سريع الاستثارة، حيث يهاجم أيّ إنسان فور رؤيته. ويميز الذكور عن الإناث بأن الأخيرة ليس لها قرون.
تسوبو
تسوبو Tsopo: أحد مقابلات اليونيكورن في بلاد التبت، وعلى عكس نظيره الأوروبيّ فهو شديد الوحشية والشراسة.
على الشاشة الفضية
يعتبر العديدين هذا الفيلم من أفضل أفلام الفانتازيا على مرّ التاريخ، وعلى الرغم أن البعض يعتبرونه مجرَّد فيلم للأطفال – لأنه من أفلام الكارتون – إلاّ أن الكثيرين كبارًا وصغارًا ينضمون إلى معجبي هذا الفيلم دون تردُّد.
يحكي الفيلم القصة المقتبسة عن رواية بيتر بيجل الشهيرة التي كتب لها السيناريو أيضا في الثمانينات عن اليونيكورن الشجاعة آماثيا – قامت بأدائها الصوتيّ ميا فارو – التي تدرك أنها الأخيرة من نوعها، لتقوم برحلة ملحمية للبحث عن باقي أفراد جنسها. فقط لتعرف أن هناك كائنا يسمى الثور الأحمر قد حبس كل الباقين من جنسها في نهاية العالم، وسط متاعب وعقبات ومساعدات من ساحر يفتقر للكفاءة هو شميدريك أو آلان آركين والذي يحوِّلها إلى فتاة جميلة حتى تستطيع إكمال رحلتها بأقل قدر من الأخطار. لتستمر الأحداث في العالم الخطر الساحر في نفس الوقت والتي تكتشفه آماثيا وتحاول النجاة منه لمواجهة الثور الأحمر وإنقاذ باقي بني جنسها من الانقراض.
أخرج الفيلم كلاً من جولز باس وآرثر رانكين. وعلى الرغم من كونه حاليا أحد الكلاسيكيات في عالميّ الفانتازيا وأفلام التحريك، إلاّ أنه لم يلق الاهتمام النقديّ ساعتها ولم يفز بجوائز تذكر.