يوميـــات امرأة منـــقرضة
تسرب
هناكــ جانب من فمي علي أن أنهيه, هناكــ جزء من بصيرتي يحتاج إلى شريط لاصق, هناكــ ثقوب عديدة بي علي أن أغلقها,,
الكون لن يحتمل المزيد من تسربي منـــي
استئناس
لا أستطيع سوى استئناس عدد ضئيل مني, ترويضي كاملــــة لن يُلبي احتياجات العاصفة
ترقيم
بيني وبينــــي, الكثير من علامات التــــرقيم, خاصـــة علامتي التعجب والاستفهـــــام
شكـــ
لست أكيدة من نوعية وصلاحية وكفاءة المكونات المادية بـ رأسي, لست أكيدة من الأمكنة أو النظم التي تتلقى وتقوم بـ معالجة البيانات التي تقفز إلى هناكــ بـ كامل إرادتها وبدون أدنى قدر من البصيرة, لست أكيدة من وجود قاعدة ثابتة بـــها خالية من التيارات المعاكسة وتلكـ القادمة من الأعلى والأسفل وكل الاتجاهات التي لا تأتي لمقابلــــتي أبداً
خيـــال
أتخيل كثيــــراً, أنهم عثروا علي في الأصل كـــ رسم, رسم بــ يد مبتورة على قمــــاش لا نسيج له, رسم لا يمـــيزه شيء مطلقـــاً, ربما فقط مقدرته الهائلة على إفساد أي إطـــــــــار يحاول ترتيبه
نمو
شيء ما ينبت على رأس الكون, شيء خافت جـــداً, مثلــي
مضاد عقلي
من يحقن رأســــــي بــ مضاد عقلـــي؟ حاولت عبور الطريق إلى الصيدلية المجاورة, لكن أقدامي اللابثة عند الصخور, والطريق الذي لم يعد رشيقا, لم تعد وسائلي معروفة, وأنا ما عدت مألوفة لــ أنا, لكن هذا لا يهمني الآن, أحتاج فقط لـ بعض البطء هناكـ
فضول
هذا اللهب الذي يراقبني بلا شغف, لا يتلهف لــ لعقي, يتمهل في إرسال غربانه البطيئة إلى رئتي, أفهم خططه الدخانية جيدا, وأنه يشتهي فقط, تمريرة غير مألوفة لـ الرماد
خيانة الريح
أنا عاصرت الرياح الباردة, كانت تستشيرني وتثق بـــي, لكني خنتها وفضلت معطفي واحتضانه الضيق لـــي,حقا أستحق ما فعلته بي نظريات الدفء العابسة
مســـودة
أنا المسودة التي يكتب فيها الكون رغباته الأخيرة, أحتوي كل المقدمات لحطـــامه المرتقب, من الثقوب السوداء, مخلفات الصواريخ العالقة في الفراغ المرتبكـــ بكل ما فيه, اللزوجة قبل النهائية لـ كواكبه, وكل ما يستعد الفضــاء للفظه من شهب ونيازكـــ ونجوم تُرجم بها شياطينه الممنهجة بالجحيم, أنـــا مسودة ممتلئة جداً بالكوارث ,مسودة مشوهـــة جداً, فارغة جداً
اللامعقول
أقفز دائما إلى ما لا يلائمني, ما لا أستطيع الظفر به, لا أختلط بــ شيء بصورة سلسة, ولا أتكامل مع شيء بـ وعي لائق .
أنا اللامعقول الذي يهوى تكرار نفسه
هباء
رأسي عبارة عن ثقب أســــود هائل, أتعجب كثيراً من عدم مقدرته على ابتلاع ذلكـــ الهباء الذي يدور حوله بــ طريقة عشوائية, والمسمى بـ أنــا
معجمي الوهمي
أحول الوهم إلى لفظ وبذلكــ أنجح في توسيع معجمي الذهني الخاص وبطريقتي الخاصة جداً, أقلل بالتالي من انفعالاتي واهتمامي بــ رغباتي الأرضية التي أجهل تماماً, وأضاعف إدراكي بــ أنا التي أعرف والراقدة بـداخلي في سذاجة تنتظر حجماً معيناً مني ورأسي حتى أستطيع تقمصها فــ نكون.
ترى كم وهم سأحتاج كــي أبلغني؟
حيرة من قماش
الستائر على نافذتي, دورها مجهول تماما لي, رغم قماشها الذي ينتبه في كثافة غير مألوفة لكنه لا يمنع تسرب الظلال العرجاء إلىّ
موقع الشعر
بين أنــا التي أعرف, وأنا التي لا أعرف, يقـــع الشــــعــر
تساؤل
متى ينتظم ظــــــلي بداخلي, ويكف عن اللهو بأشكاله خارج مجموعي
للرائعة انتصار دوليب / في يوميات امرأة منقرضة