غَرِيبٌ أَمْرُ هَذِه الصَّبَاحَاتِ
عَلَمْتُ الْحُلْمَ جَيِّدًا كَيْفَ
يُؤَرِّقُنِي
تَنَحَّى عَنْ طَرِيقِي
فِي عُمْقِ الرُّوحِ
كَـ جُرْح يَفْصِل الْقَلْبَ عَن
مَوَاتِهِ
أَرَاهَا
وَحْدَهُ الْلَيْلُ يَفْتَحُ بَابًا
لِصَمْتِ الْمَسَافة
و أُنَادِينِي فِي بَياضِ الْصَوت
عَنْ عَالَمٍ هُوَ مِنِّي
إِلَى الْفَنَاءِ
الفناء بمعناه المجرد هو
النهاية والتقولب في حالة واحدة و لتأني
بعدها مرحلة النسيان لحياة كاملة مضت
فقد بدأت الشاعرة رحلتها بكلمة
(( غريب )) وهنا نقطة الانطلاق بكل
ما تحمله هذه الكلمة من معنى واستعجاب وكأن الأمر غير مألوف وهذا التضاد بين كلمة
صباحات وكلمة غريب واجتماعهما على نفس السطر يحمل مدلول العمق الروحي الذي يعي الصباح بغير طريقة
فالصباح ياتي بغيوم التيه وكأن الحياة كلها تيه في تيه وليست هي في صورة مألوفة أو
حتى محببة وفي هذه النظرة الفلسفية العميقة للحلم بانزياحات تدل على تشبث الشاعرة بحياة أخرى ذات مدلول خالد يحمل في طياته نوارنية
الروح بكل مقدساتها
فهنا تبدأ رحلة المشاعر
الداخلية التي تتجسد في صورة حلم الذي لا
يهدا وإنما يفتح جرحا جديدا في صورة هي
الأروع والاجمل (( كجرح يفصل القلب عن مواته )) معانقة زمنها
في جرح فبدت
وكانها ملامح جرح وكلها قلب
أَرَاهَا
وَحْدَهُ الْلَيْلُ يَفْتَحُ بَابًا
لِصَمْتِ الْمَسَافة
و أُنَادِينِي فِي بَياضِ الْصَوت
عَنْ عَالَمٍ هُوَ مِنِّي
إِلَى الْفَنَاءِ
على مصراعي الصمت بدا اللغة
الوحيدة التي تحتمل قوة المعنى
تعانق مفردات النص فلسفة
روحانية ووجودية
ولكنه ليس النهاية بل هو بداية البداية حين تموج في الدواخل مشاعر الحنين لعالم مختلف تشعر الشاعرة انه عالمها وليس لها اتصال بهذا
العالم غير الجسد فهنا المفارقة بين الروح والجسد حيث ان الروح في عالم الصمت والخلود
وهنا طريق النور والجسد في الفناء الذي يتراءى بين الحياة والحلم
النص بمفرادته العلوية يعكس فلسفة
وجودية رائعة لتنتفض ملامح الموت
من خلال كلمة فناء ولكنه المفردة الوحيدة التي تعطي التضاد لكل شيء فهو الخلود
بمعان أخرى حين تتحرر الروح من قيودها
لتعيش في عالمها النقي
إِلَى الْفَنَاءِ
تتعالى الأصداء وتتوالى المسافات فالسماء تغلق الابواب ووحده الليل يفتح
بابا والمزج بين الليل والفناء ووالعزلة ليأتي الحنين يؤكده فعل يجذبني
وكأن الأمر قدري منته
فهنا اصرار الشاعرة على
ان الحنين وبشكل تلقائي يجذب الروح النقية
نحو ينابيع الخلاص
فكل ما هنا غريب عنها ما دامت متعلقة بقناديل الفناء
أتمنى لك دوام التقدم والتألق
عدل سابقا من قبل شيرين كامل في الأحد يناير 27, 2013 7:14 pm عدل 3 مرات
عَلَمْتُ الْحُلْمَ جَيِّدًا كَيْفَ
يُؤَرِّقُنِي
تَنَحَّى عَنْ طَرِيقِي
فِي عُمْقِ الرُّوحِ
كَـ جُرْح يَفْصِل الْقَلْبَ عَن
مَوَاتِهِ
أَرَاهَا
وَحْدَهُ الْلَيْلُ يَفْتَحُ بَابًا
لِصَمْتِ الْمَسَافة
و أُنَادِينِي فِي بَياضِ الْصَوت
عَنْ عَالَمٍ هُوَ مِنِّي
إِلَى الْفَنَاءِ
الفناء بمعناه المجرد هو
النهاية والتقولب في حالة واحدة و لتأني
بعدها مرحلة النسيان لحياة كاملة مضت
فقد بدأت الشاعرة رحلتها بكلمة
(( غريب )) وهنا نقطة الانطلاق بكل
ما تحمله هذه الكلمة من معنى واستعجاب وكأن الأمر غير مألوف وهذا التضاد بين كلمة
صباحات وكلمة غريب واجتماعهما على نفس السطر يحمل مدلول العمق الروحي الذي يعي الصباح بغير طريقة
فالصباح ياتي بغيوم التيه وكأن الحياة كلها تيه في تيه وليست هي في صورة مألوفة أو
حتى محببة وفي هذه النظرة الفلسفية العميقة للحلم بانزياحات تدل على تشبث الشاعرة بحياة أخرى ذات مدلول خالد يحمل في طياته نوارنية
الروح بكل مقدساتها
فهنا تبدأ رحلة المشاعر
الداخلية التي تتجسد في صورة حلم الذي لا
يهدا وإنما يفتح جرحا جديدا في صورة هي
الأروع والاجمل (( كجرح يفصل القلب عن مواته )) معانقة زمنها
في جرح فبدت
وكانها ملامح جرح وكلها قلب
أَرَاهَا
وَحْدَهُ الْلَيْلُ يَفْتَحُ بَابًا
لِصَمْتِ الْمَسَافة
و أُنَادِينِي فِي بَياضِ الْصَوت
عَنْ عَالَمٍ هُوَ مِنِّي
إِلَى الْفَنَاءِ
على مصراعي الصمت بدا اللغة
الوحيدة التي تحتمل قوة المعنى
تعانق مفردات النص فلسفة
روحانية ووجودية
ولكنه ليس النهاية بل هو بداية البداية حين تموج في الدواخل مشاعر الحنين لعالم مختلف تشعر الشاعرة انه عالمها وليس لها اتصال بهذا
العالم غير الجسد فهنا المفارقة بين الروح والجسد حيث ان الروح في عالم الصمت والخلود
وهنا طريق النور والجسد في الفناء الذي يتراءى بين الحياة والحلم
النص بمفرادته العلوية يعكس فلسفة
وجودية رائعة لتنتفض ملامح الموت
من خلال كلمة فناء ولكنه المفردة الوحيدة التي تعطي التضاد لكل شيء فهو الخلود
بمعان أخرى حين تتحرر الروح من قيودها
لتعيش في عالمها النقي
إِلَى الْفَنَاءِ
تتعالى الأصداء وتتوالى المسافات فالسماء تغلق الابواب ووحده الليل يفتح
بابا والمزج بين الليل والفناء ووالعزلة ليأتي الحنين يؤكده فعل يجذبني
وكأن الأمر قدري منته
فهنا اصرار الشاعرة على
ان الحنين وبشكل تلقائي يجذب الروح النقية
نحو ينابيع الخلاص
فكل ما هنا غريب عنها ما دامت متعلقة بقناديل الفناء
أتمنى لك دوام التقدم والتألق
عدل سابقا من قبل شيرين كامل في الأحد يناير 27, 2013 7:14 pm عدل 3 مرات