برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionحصريالهروب

more_horiz
كان يوماً عصيباً ، لقد رأيت وجهك
بكل انعكاس ولكنني لم أستطع لمسه كما لم أستطع لسنوات طويلة نسيانه ، راقبت الصدفة
وهي تزج بي بسجنك مجددا ، راقبتها وهي تدفع بي إلى ذلك الشارع بالتحديد لأمر
بجانبك ولتصطدم أنظاري بأنظارك فأسمعك تهمس باسمي بدهشة :"مجد"!.. ثم
تطأطئ برأسك وتمضي . . . لأنك تعرف جيداً أن عليك أن تمضي كلما تعثرت بي ، كلما
تعثرت بجرح قديم تتوق أن يغلق للأبد وألا يفتح مجددا ، ولكنه سيفتح عندما تراني
وعندما تقضي الليل وبريق الماضي يعيدك إلى بداية ما كنا نعتقده بداية سعادة غامرة
ولكنه لم يكن سوى بداية لما سيترك لجسدينا جرحاً لن تقدر الأيام على محوه ،
وتساءلت ... لماذا عدت؟ هل من أجل أن تحطم شظايا قلبي المكسور ، من أجل أن تجعل ما
تبقى من أعماقي ينهار ؟..وأنا التي عدت لتوي من زيارة ضريح حبك ، من رمي الأزهار
على قبر لم يرقد دفينه بسلام قط ، من رش الماء على تراب لم تهدأ نيران من تحتها
أبداً ، أذكر عندما اعترفت بحبك لي تحت شجرة الصفصاف وبين الأقحوان و الجوري
الأحمر ، غمرتني السعادة بتلك اللحظة ، شعرت أنني امتلكت العالم ولكن على ما يبدو
لم أتملكك أنت !.. لقد صدمت عندما رأيت القصائد التي كتبتها من أجلي بحوزة إحدى
صديقاتي والتي قالت لي بأنك (واقع بغرامها ).. تحسست عندها نصل خيانتك بصدري ،
تساءلت بحرقة عن أي منا كنت تفكر عندما كتبت القصائد ، وهرعت إليك حافية القدمين
على طرقات الجبل الوعرة بين قطرات المطر الغزيرة التي لم تخفي دموعي المشتعلة
غضباً ، أردت أن أصرخ بوجهك "لا يمكنني أن أحبك مجددا فتحمل صفعتي كما احتملت
بالأمس صفعاتك ... لقد انتهيت بقلبي كما ينتهي أية طاغية ببلاده التي خذلها ،
والآن لا بهجة ستتمكن من شق ضباب الحزن لتصل إلى قلبي !" وقفت أمام باب دارك
ولكن ... لم تأتني الجرأة لأطرق الباب ولأواجهك ، فصرخت بسكون الليل لأفرغ واجم
غضبي " كيف استطعت فعل ذلك بي
؟!". ماذا أعطتك تلك الفتاة ولم أعطك إياه ، لا فتاة منحت عاشقها ما منحتك
إياه أنا ، قلبي لا يزال على قيد الحياة ولكنه سيظل كأية ساحة معركة معبداً بالحفر
حتى بعد نهايتها لم أستطع مواجهته ولم أستطع تجاوز الشعور الفظيع الذي سببه خيانته
لي ، لملمت أغراضي وقررت الانسحاب من حياتك ، ولم آخذ معي أية صورة أية تذكار
لأنني أتوق للنسيان !.وغادرت تلك القرية الجبلية ،البعض قال بأنني شجاعة لأنني
اتخذت خطوة كهذه ، ولكنني وجدت نفسي محض جبانة... فقد هربت عوضاً عن مواجهتك..


لكن المسافات البعيدة لم تبعدني عنك
، وبرلين لم تكن أبداً الملجأ المناسب لي ، اليوم لقد رأيتك بعد أن هربت آلاف
الأميال من سوريا لهنا وآلاف الأميال لم تكن كافية فإذاً إلى أين أهرب منك ؟!



رفعت قلمي عن الورقة بعد أن أنهيت
صفحة مذكراتي وأنا أمعن بفكرة . . .لقد هربت و تركت حبه خلف ظهري منذ سنوات ولكنه
تبعني ، كيف أهرب من حب لم توقفه الأميال ولم ترهقه مرور السنوات ، أعرف جيداً
أنني لازلت أحبه بمكان ما بأعماقي ولكنني لازلت أنكر الأمر باستمرار واستمر بالضغط
على جرح لن يتوقف عن النزيف ، أحبه بعد كل ما فعلته بي ... يالحماقة قلبي !

كم وقفت أمام نافذتي و أغلقت عيني
وتمنيت أن يمسح حبه من قلبي ، أن تسقط صورته من ذاكرتي كما يسقط شهابٌ من جوف
السماء ، ولكن هذا ما لم يحصل . . . فلازلت أتحسس وجوده بداخلي ، أهذا الشعور متبادل
وهو الرجل الذي لم يكن يتحسس وجودي حتى عندما كنت بجانبه !.. كيف يعشق المظلوم
ظالمه ؟.. كيف يحب المحكوم جلاده ؟!.. كيف حصل ذلك معي ... لماذا لم يمت بقلبي ؟
إلى متى سأستمر بإنكار هذه الفكرة .. فكرة أنني أعشقه بشدة وأستمر بقول أنه مات ..
ولكنه لازال حيٌّ يرزق متشبثاً بقلبي أو بالأحرى قلبي من يتشبث به ، و لازالت الأسئلة
تحوم حولي ، فماذا لو لم أهرب؟ ماذا لو لم أتركه ؟!.. هل كان سيستطيع ترميم ما
تكسر بيننا ؟ ماذا لو حدث وماذا لو لم يحدث ... أسئلة لا تنفك تطرق مخيلة كل منّا
، لقد تركته وما لم يتركني هو الأسئلة و " ياليتني" .. ياليتني لم أحبه
قط ، ياليتني لم أمنحه قلبي أبداً .. وسؤال " أكان الهرب هو السبيل الصائب لي
؟!"



طَرقَ أحدهم باب شقتي ،فقطع علي سلسة أفكاري ، نهضت بسرعة وفتحت الباب
،كنت مدهوشة ، العينين ذاتهما . . . الشعر ذاته ..اليدين ذاتهما .. إنه هو !.. ما
صدمني هو أول كلمة قالها لي : " سامحيني !"

ارتجفت وأنا أحاول لم شتات نفسي ،
حاولت ألا أضعف وألا التفت لعيناه ، أردت أن أغلق الباب ولكنني تمالكت نفسي فلا
أريد الهرب مجدداً ، فمهما هرب المرء من مخاوفه ستأتي اللحظة التي سيواجهها به ،
وأخيراً فتحت شفتاي أمامه لأفصح عن كل ما بداخلي
، صحت بألمي الفظيع الذي جاء نتيجة خيانته لي ، صحت بأنني لا أريد امتلاك
أية شيء سوى قلبه ،لم أسمع بعدها سوى صوته الهادئ وهو يقول لي : لم يتسع قلبي سوى
لك ولم تكن قصائدي سوى إليك.



فهمست : أعاش الحب بقلبك بعد أن مات
بقلبي؟!



همس : لطالما كان حبك حي يرزق بقلبي
يا مجد



قلت : وهي ؟...


رد : كان علي أن أخطأ قليلاً حتى أصل
للصواب ..



ساد الصمت وأنا أمعن بفكرة المغفرة بعد خيانة مؤلمة.. فهل يمكنني أن أغفر
؟.. بل هل يمكنني أن أنسى

descriptionحصريرد: الهروب

more_horiz
هي الانثى بكل مكنونها الجميل
مسامحه ,مخلصه ,محبه ,صادقه

اه من جحودك ومن قلبي

قصة رائعه جدا جدا
خُطت بيد براءة فازهرت جمالا
اهلا يابراءة
دمتِ رائعه
محبتي

descriptionحصريرد: الهروب

more_horiz
قصة توحي بواقعيتها

محبوكة بحرفية...وأسلوب السرد بلسان الأنثى متقن للغاية

دام هذا النبراس النافح روعة

تقديري لكَ

descriptionحصريرد: الهروب

more_horiz
البرق اللامع
براءة حسين
مرور اول ولي عودة لهذا السمو
تقديري

descriptionحصريرد: الهروب

more_horiz
بريق انثى كتب:
هي الانثى بكل مكنونها الجميل
مسامحه ,مخلصه ,محبه ,صادقه

اه من جحودك ومن قلبي

قصة رائعه جدا جدا
خُطت بيد براءة فازهرت جمالا
اهلا يابراءة
دمتِ رائعه
محبتي

شكرا لكي غاليتي

descriptionحصريرد: الهروب

more_horiz
شكرا لكي غاليتي

descriptionحصريرد: الهروب

more_horiz
نجلاء وسوف كتب:
قصة توحي بواقعيتها

محبوكة بحرفية...وأسلوب السرد بلسان الأنثى متقن للغاية

دام هذا النبراس النافح روعة

تقديري لكَ

descriptionحصريرد: الهروب

more_horiz
شكراً لكي عزيزتي
دمتي أنتي ودام قلمك

descriptionحصريرد: الهروب

more_horiz
محمد سوادي العتابي كتب:
البرق اللامع
براءة حسين
مرور اول ولي عودة لهذا السمو
تقديري

descriptionحصريرد: الهروب

more_horiz
شكرا لك



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى