تزلزلي ايتها الريح
عصفا
واقلعي حرفك الصامت
في
عريني
واعزفي انكسار الهوى
بين جموح الخواطر
شعلة
من اللهب
تدميني
اعصفي يا ريح
زمجرة
من صقيع النزف
يرديني
واقصفي رعود البوارق
غمامة كالافق
تستقل السحاب
شهبا تهوي
بين يدي
كالاسى
تشجيني
ويا ارض ابلعي
ماءك
انهارا من العنفوان
وعند التقاء بحريك
بين الهول
أبكيني
واشعلي مجمر البعد
واحرقي ما تبقى
ومن قمم الهجر
ذرّيني
رمادا تقتطفه الارض
هشيما تذروه العواطف
حينا
لحيني
تزلزلي ايتها الريح
واستبيحي دم الشوق
سكينا
يحز حنجرة الكلام
وغصة بعد الفجر
تدميني
وما برح الخطب
على منبر العاشقين
لحنا يغني
وغيتارا يداعب اوتار الحنين
ويُسقى من شراييني
ويا شفيع الكلام
ويا لغة الهمس
ويا ابابيلي في سماء المجد
اطلقي حرف
سجّيني
أديب عملاق تنطلق نصوصه من منطقة العمق الروحي
التي تعكس دواخله بإيقاع منفرد متميز وحركة مشهدية تتجول فيها التراكيب اللغوية
والصور الفنية
عنوان النص : تزلزلي أيتها الريح
صورة فنية
في قالب أدبي لا يتملك أداوته إلا الأديب
محمد سوادي العتابي
تزلزلي/ الريح
تبدأ القصيدة بفعل أمر يتمحور حول
المفردة زلزلة وزلزال وهو الهزة التي تقلب كل شيء رأسا على عقب
وكأنها نداء داخلي يتطلق متمردا على كل
شيء ليصل إلى الريح والتي تحمل مدلول عميق وهي النفس فالريح هنا تساوي النفس في
الأهواء والتقلبات والاتجاهات والميول والاندفاعات فكيف إن صاحبتها زلزلة وهذه
الزلزلة مصدرها فعل امر فهو بذاك نداء
واثق من نتيجة لان نتيجتها ستكون عصفا بكل
ما يجردها من ذاتها وما يحرمها من زمنها لتأتي القوة النافذة لهذه الريح وهي
انطلاق كل مكنوناتها في لحظة جنونية في حالة عشوائية
تزلزلي أيتها الريح عصفا
واقلعي حرفك الصامت في عريني
واغرقي انكسار الهوى
بين جموح الخواطر
شعلة من اللهب
تدميني
في هذا المقطع تنعكس الذات الشاعرة بوضوح
وقوة حيث أن استخدام المفردات الموظفة لتمكين المعنى متجذرة في عمق القصيدة
الأفعال
الأمرية زلزل / أقلع / أغرق / مؤشر على البداية الانفجارية المنطلقة من عمق
بركان يتجهز لانتفاضة مختلفة وهذه الانتفاضه مركزها ( عرين ) وهو مؤشر القوة التي جاءت بأكثر من
مدلول ومفردة العرين والذي هو بيت الاسد
يشير من زاوية اخرى إلى الكبرياء الذي تتمتع
به تلك الروح
جملة ( اعزفي انكسار الهوى ) هنا تضاد واضح بين ((
العرين والانكسار)) حيث أن المحيط أكبر من الاحتمال والخط الفاصل بين القوة والضعف
(( جموح الخواطر شعلة من اللهب )) حيث أن لهيب
الداخل يترجمه حرف يخرج من صمته لينفجر بركان الأبجدية وياتي الفعل (( يدميني
)) بلونه الأحمر مشكلا زاوية مهمة من القصيدة
اعصفي يا ريح
زمجرة من صقيع النزف
يرديني
واقصفي رعود البوارق
غمامة كالأفق
تستقل السحاب
شهبا تهوي
بين يدي
كالأسى
تشجيني
تركيبة نادرة ورائعة من المفردات التي استخدمها الشاعر في هذه
القصيدة ليكمل عقدة المعنى
اعصفي / اقصفي / أيتها النفس تظلل حالة من التمرد التي تتجمهر نزيفا لتأتي
مفردة الصقيع صادمة حاملة بين أحضانها برودا قاتلا بالكاد يُحتمل
يستمر الشاعر بقافلة الصور الفنية المتلاحقة
التي تستفز خيال المتلقي حاملة معها مشاعر الشجن شارحة عمق الحزن الذي يكابده الشاعر
الأحزان تتساقط شهبا
(( دلالة قوتها
وعمقها )) والشهاب في الليل واضح فهو قد أضمر تلك الصورة الفنية
التي عكستها مفردة شهاب لتتساقط تلك الشهب بين يديه أسى
يشجيه ليعود بهذا المفردات إلى عمق حزن
لم ينفلت منه سطر القصيدة
ويا أرض ابلعي
ماءك
أنهارا من العنفوان
وعند التقاء بحريك
بين الهول
أبكيني
وأشعلي مجمر البعد
واحرقي ما تبقى
ومن قمم الهجر
ذريني
رمادا تقطفه الأرض
هشيما تذروه العواطف
حينا
لحيني
(( يا أرض ابلعي ماءك))
وما الأرض إلا نسيجا من تراب جُبلت منه مقلة الشاعر فهو نداء لعينيه أن
توقفي عن الدمع وفعل البلع الذي أتى أمريا أيضا ما هو إلا دليل الصبر على شيء ما
لايطاق احتماله بداعي العنفوان الذي ينسكب من روحه أفنانا من
صمت
ويرتب مكانا أخر وأكثر أمنا لتلك الدمعة
الغالية وهنا من أبدع الصورة الفنية إطلاقا في القصيدة وهي(( التقاء البحرين بين الهول
))
أي ان الدمعة تتوقف متسمرة في مكانها ولا تنزل أبدا
لتبدأ الثورة النارية مرة اخرى بحالة مختلفة
ومن خلال الأفعال الامرية (( أشعلي / أحرقي )) ندرك تماما قوة القرار
الذي وصل إليه الشاعر بانعكاس حنون
جدا وانزياح رائع
من خلال (( مجمر البعد ))
ومع ذلك فالتصميم له الغلبة في حالة اللاأمان هذه
(( ما تبقى )) مفردة تفتح الباب على مصراعيه
للتساؤل عن هذا الذي تبقى
هل
النبض أم التفكير أم القرب أم الجسد المتهالك والدمعة المكابرة
(( قمم الهجر )) وهي أقصى حالات الصبر ومدلول عميق
للمسافة التي تُرك فيها الشاعر وحيدا
والذي حوله
الامر إلى رماد ا في الأرض نتيجة
الاحتراق والاشتعال
فإشعال مجمر البعد (( قرار))
واحراق ما تبقى (( قرار أخر )) فما الذي تبقى بين البعد وما لا تبقى (( لا شيء))
وهو الذي تدل عليه مفردة (( الرماد
)) نتيجة عواطف ترمي النبض هباء منثورا
(( حينا لحيني )) حكاية اخرى تشير إلى أنه
جزء من جزء وكم يتقزم الأمر أمام
كمية القهر المكبوت في داخل الروح
تزلزلي أيتها الريح
واستبيحي دم الشوق
سكينا
يحز حنجرة الكلام
وغصة بعد الفجر
تدميني
وما برح الخطب
على منير العاشقين
لحنا يغني
وغيتارا يداعب أوتار الحنيني
ويُسقى من شراييني
ويا شفيع الكلام
ويا لغة الهمس
ويا أبابيلي في سماء المجد
أطلقي حرف
سجيني
مقطع
خارق في القوة فها النداء الذي ليس
بالأخير لتلك الريح (( النفس)) فمن بعد الاشعال والاحتراق والرماد تبدا
مرحلة اخرى من العذاب وهي استباحة دم الشوق في حالة جنونية وغير قادرة على استيعاب
أي ذكرى إلا أن ذلك بخط راجع وآثار داميه
على روح الشاعر الرقيقة
فمقردة سكين (( تدل على القتل )) فكيف إن كان قتل باستباحة تبدو الصورة دموية جدا منطلقة من عمق القهر والألم والوجع بحيث يترك الكلام ذاك الذي كان فجرا يوما ما
فأصبح غصة بعد حين تيقاطر منها
الشاعر نزيفا منهمرا على أرض العشق
هذا الخطب
لا يزال حياة في حياته فهنا تبدو المفردات أكثر رقة رغم كل النيران التي أتت على السطور
ولا زال ذاك الخطب (( لحنا /
غيتارا/ )) ولا زال الحنين يزوره بخجل بين حين وأخر كلما
تذكر هتف نبضه في شريان
ويا شفيع الكلام
ويا لغة الهمس
ويا أبابيلي في سماء المجد
أطلقي حرف
سجيني
هنا المنادى مختلف فشفيع الكلام (( القلم )) الذي يكتب
بصمت عميق والأوراق تتلقى همس الروح يناديها بأن يطلقا حرف سجين ذاته
فالشاعر هنا في حالة انفصام (( شخصية متمردة
مقهورة متعذية عاتية ماتعة متزلزلة
)) لتخسف مفردة (( سجيني )) كل هذا ويبدو أن هناك شيء في العمق لم يقال بعد ولا يزال
هناك الكثير الكثير
يتبع
عصفا
واقلعي حرفك الصامت
في
عريني
واعزفي انكسار الهوى
بين جموح الخواطر
شعلة
من اللهب
تدميني
اعصفي يا ريح
زمجرة
من صقيع النزف
يرديني
واقصفي رعود البوارق
غمامة كالافق
تستقل السحاب
شهبا تهوي
بين يدي
كالاسى
تشجيني
ويا ارض ابلعي
ماءك
انهارا من العنفوان
وعند التقاء بحريك
بين الهول
أبكيني
واشعلي مجمر البعد
واحرقي ما تبقى
ومن قمم الهجر
ذرّيني
رمادا تقتطفه الارض
هشيما تذروه العواطف
حينا
لحيني
تزلزلي ايتها الريح
واستبيحي دم الشوق
سكينا
يحز حنجرة الكلام
وغصة بعد الفجر
تدميني
وما برح الخطب
على منبر العاشقين
لحنا يغني
وغيتارا يداعب اوتار الحنين
ويُسقى من شراييني
ويا شفيع الكلام
ويا لغة الهمس
ويا ابابيلي في سماء المجد
اطلقي حرف
سجّيني
أديب عملاق تنطلق نصوصه من منطقة العمق الروحي
التي تعكس دواخله بإيقاع منفرد متميز وحركة مشهدية تتجول فيها التراكيب اللغوية
والصور الفنية
عنوان النص : تزلزلي أيتها الريح
صورة فنية
في قالب أدبي لا يتملك أداوته إلا الأديب
محمد سوادي العتابي
تزلزلي/ الريح
تبدأ القصيدة بفعل أمر يتمحور حول
المفردة زلزلة وزلزال وهو الهزة التي تقلب كل شيء رأسا على عقب
وكأنها نداء داخلي يتطلق متمردا على كل
شيء ليصل إلى الريح والتي تحمل مدلول عميق وهي النفس فالريح هنا تساوي النفس في
الأهواء والتقلبات والاتجاهات والميول والاندفاعات فكيف إن صاحبتها زلزلة وهذه
الزلزلة مصدرها فعل امر فهو بذاك نداء
واثق من نتيجة لان نتيجتها ستكون عصفا بكل
ما يجردها من ذاتها وما يحرمها من زمنها لتأتي القوة النافذة لهذه الريح وهي
انطلاق كل مكنوناتها في لحظة جنونية في حالة عشوائية
تزلزلي أيتها الريح عصفا
واقلعي حرفك الصامت في عريني
واغرقي انكسار الهوى
بين جموح الخواطر
شعلة من اللهب
تدميني
في هذا المقطع تنعكس الذات الشاعرة بوضوح
وقوة حيث أن استخدام المفردات الموظفة لتمكين المعنى متجذرة في عمق القصيدة
الأفعال
الأمرية زلزل / أقلع / أغرق / مؤشر على البداية الانفجارية المنطلقة من عمق
بركان يتجهز لانتفاضة مختلفة وهذه الانتفاضه مركزها ( عرين ) وهو مؤشر القوة التي جاءت بأكثر من
مدلول ومفردة العرين والذي هو بيت الاسد
يشير من زاوية اخرى إلى الكبرياء الذي تتمتع
به تلك الروح
جملة ( اعزفي انكسار الهوى ) هنا تضاد واضح بين ((
العرين والانكسار)) حيث أن المحيط أكبر من الاحتمال والخط الفاصل بين القوة والضعف
(( جموح الخواطر شعلة من اللهب )) حيث أن لهيب
الداخل يترجمه حرف يخرج من صمته لينفجر بركان الأبجدية وياتي الفعل (( يدميني
)) بلونه الأحمر مشكلا زاوية مهمة من القصيدة
اعصفي يا ريح
زمجرة من صقيع النزف
يرديني
واقصفي رعود البوارق
غمامة كالأفق
تستقل السحاب
شهبا تهوي
بين يدي
كالأسى
تشجيني
تركيبة نادرة ورائعة من المفردات التي استخدمها الشاعر في هذه
القصيدة ليكمل عقدة المعنى
اعصفي / اقصفي / أيتها النفس تظلل حالة من التمرد التي تتجمهر نزيفا لتأتي
مفردة الصقيع صادمة حاملة بين أحضانها برودا قاتلا بالكاد يُحتمل
يستمر الشاعر بقافلة الصور الفنية المتلاحقة
التي تستفز خيال المتلقي حاملة معها مشاعر الشجن شارحة عمق الحزن الذي يكابده الشاعر
الأحزان تتساقط شهبا
(( دلالة قوتها
وعمقها )) والشهاب في الليل واضح فهو قد أضمر تلك الصورة الفنية
التي عكستها مفردة شهاب لتتساقط تلك الشهب بين يديه أسى
يشجيه ليعود بهذا المفردات إلى عمق حزن
لم ينفلت منه سطر القصيدة
ويا أرض ابلعي
ماءك
أنهارا من العنفوان
وعند التقاء بحريك
بين الهول
أبكيني
وأشعلي مجمر البعد
واحرقي ما تبقى
ومن قمم الهجر
ذريني
رمادا تقطفه الأرض
هشيما تذروه العواطف
حينا
لحيني
(( يا أرض ابلعي ماءك))
وما الأرض إلا نسيجا من تراب جُبلت منه مقلة الشاعر فهو نداء لعينيه أن
توقفي عن الدمع وفعل البلع الذي أتى أمريا أيضا ما هو إلا دليل الصبر على شيء ما
لايطاق احتماله بداعي العنفوان الذي ينسكب من روحه أفنانا من
صمت
ويرتب مكانا أخر وأكثر أمنا لتلك الدمعة
الغالية وهنا من أبدع الصورة الفنية إطلاقا في القصيدة وهي(( التقاء البحرين بين الهول
))
أي ان الدمعة تتوقف متسمرة في مكانها ولا تنزل أبدا
لتبدأ الثورة النارية مرة اخرى بحالة مختلفة
ومن خلال الأفعال الامرية (( أشعلي / أحرقي )) ندرك تماما قوة القرار
الذي وصل إليه الشاعر بانعكاس حنون
جدا وانزياح رائع
من خلال (( مجمر البعد ))
ومع ذلك فالتصميم له الغلبة في حالة اللاأمان هذه
(( ما تبقى )) مفردة تفتح الباب على مصراعيه
للتساؤل عن هذا الذي تبقى
هل
النبض أم التفكير أم القرب أم الجسد المتهالك والدمعة المكابرة
(( قمم الهجر )) وهي أقصى حالات الصبر ومدلول عميق
للمسافة التي تُرك فيها الشاعر وحيدا
والذي حوله
الامر إلى رماد ا في الأرض نتيجة
الاحتراق والاشتعال
فإشعال مجمر البعد (( قرار))
واحراق ما تبقى (( قرار أخر )) فما الذي تبقى بين البعد وما لا تبقى (( لا شيء))
وهو الذي تدل عليه مفردة (( الرماد
)) نتيجة عواطف ترمي النبض هباء منثورا
(( حينا لحيني )) حكاية اخرى تشير إلى أنه
جزء من جزء وكم يتقزم الأمر أمام
كمية القهر المكبوت في داخل الروح
تزلزلي أيتها الريح
واستبيحي دم الشوق
سكينا
يحز حنجرة الكلام
وغصة بعد الفجر
تدميني
وما برح الخطب
على منير العاشقين
لحنا يغني
وغيتارا يداعب أوتار الحنيني
ويُسقى من شراييني
ويا شفيع الكلام
ويا لغة الهمس
ويا أبابيلي في سماء المجد
أطلقي حرف
سجيني
مقطع
خارق في القوة فها النداء الذي ليس
بالأخير لتلك الريح (( النفس)) فمن بعد الاشعال والاحتراق والرماد تبدا
مرحلة اخرى من العذاب وهي استباحة دم الشوق في حالة جنونية وغير قادرة على استيعاب
أي ذكرى إلا أن ذلك بخط راجع وآثار داميه
على روح الشاعر الرقيقة
فمقردة سكين (( تدل على القتل )) فكيف إن كان قتل باستباحة تبدو الصورة دموية جدا منطلقة من عمق القهر والألم والوجع بحيث يترك الكلام ذاك الذي كان فجرا يوما ما
فأصبح غصة بعد حين تيقاطر منها
الشاعر نزيفا منهمرا على أرض العشق
هذا الخطب
لا يزال حياة في حياته فهنا تبدو المفردات أكثر رقة رغم كل النيران التي أتت على السطور
ولا زال ذاك الخطب (( لحنا /
غيتارا/ )) ولا زال الحنين يزوره بخجل بين حين وأخر كلما
تذكر هتف نبضه في شريان
ويا شفيع الكلام
ويا لغة الهمس
ويا أبابيلي في سماء المجد
أطلقي حرف
سجيني
هنا المنادى مختلف فشفيع الكلام (( القلم )) الذي يكتب
بصمت عميق والأوراق تتلقى همس الروح يناديها بأن يطلقا حرف سجين ذاته
فالشاعر هنا في حالة انفصام (( شخصية متمردة
مقهورة متعذية عاتية ماتعة متزلزلة
)) لتخسف مفردة (( سجيني )) كل هذا ويبدو أن هناك شيء في العمق لم يقال بعد ولا يزال
هناك الكثير الكثير
يتبع
عدل سابقا من قبل شيرين كامل في السبت ديسمبر 15, 2012 6:50 pm عدل 1 مرات