تعتبر الأسطورة فن بلاغي
وأدبي شعبوي يجمع بين مواصفات الإلقاء والتداول ، محكمة المنهج و
الطرح تحتوي على جانبين للشرح جانب شكلي يتشكل فيه الترتيب الزمني
الذي وقعت فيه الخرافة ثم جانب موضوعي تتضح فيه عناصر القصة السردية
،تعرفها الدكتورة نبيلة إبراهيم بانها مجرد خبر او مجموعة من
الأخبار تتصل بتجارب روحية ونفسية عاشها الناس وتواتروا عليها
محتفظين بها في ذاكرتهم ،انطلاقا من عنصر الاخبار وهو مايؤكد البعد
الاعلامي في الاساطير المروية الشفوية .
تعتبر الأسطورة فن بلاغي وأدبي شعبوي يجمع بين مواصفات الإلقاء
والتداول ، محكمة المنهج و الطرح تحتوي على جانبين للشرح جانب شكلي
يتشكل فيه الترتيب الزمني الذي وقعت فيه الخرافة ثم جانب موضوعي
تتضح فيه عناصر القصة السردية ،تعرفها الدكتورة نبيلة إبراهيم بانها
مجرد خبر او مجموعة من الأخبار تتصل بتجارب روحية ونفسية عاشها
الناس وتواتروا عليها محتفظين بها في ذاكرتهم ،انطلاقا من عنصر
الاخبار وهو مايؤكد البعد الاعلامي في الاساطير المروية الشفوية .
ترتكز الاسطورة على عنصر المحاكاة بين الإنسان وخياله في
بناء أوهام او حقائق بعيدة المنال يسردها سردا شفويا فيقرب ذلك
المستمع الى إحساس بالذوق كما ترتبط الاسطورة بالزمن وتحليلها في
هذه الحالة ينطلق من فكرة الأيمان بأنها أسطورة فنحن عندما نتصفح
قصة سبع صبايا في قصباية 1ا نحس اننا أمام " خرافة " تحتوي على
حقائق صعبة التصديق ، لذلك يرتبط مفهوم الأسطورة بالأخبار المروي
لقصص مرت في خيال السابقين وقد تتشكل في عقول المبدعين والرواة
بينما لاحظنا في وقتنا الحالي ان الأسطورة أصبحت تعني سردا لوقائع
قديمة .
تعرف الاسطورة انها شكل من أشكال التعبير، كا"لشكل السردي" الذي
يعتبرأحد أشكال الأسطورة لاغيرولغته تعبيره الشعر، فلايمكن نقله من صورته
التى قيل بها والا سيتفكك نظمه ، ويبطل وزنه ، ويسقط موضع التعجب منه على
حد تعبير الجاحظ
رأى كلود ليفي شتراوس ان قيمة الأسطورة لاتظهر في أسلوب صياغتها ، ولانمط
سردها ، ولافي تركيبها النحوي ، بل في التاريخ الذي ترويه ويعتبرها حكاية
تقليدية ، تلعب الكائنات الماورائية أدوارها الرئيسية،وهونفس الراي الذي
تناولته الموسوعة العربية العالمية التي تعتبرها حكاية تقليدية تروي
أحداثا خارقة للعــــادة ، ومن هذا المفهوم انطلق بول ريكو من نفس تمثيل
الحكاية تقليدية ، تروي وقائع حدثت في بداية الزمان ، متفقا مع الفيلسوف
الفرنسي جيليار دوران الذي يعرفها بأنها نظم لوقائع رمزية في مجــرى
الزمــان وعلى كل الأسطورة حكاية مقدسة ، ذات مضمون عميق يكشف عن معاني ذات
صلة بالكون والوجود وحياة الإنسان ، ويرى الناقد السوري ، خلدون شمعة أن
الأسطورة: قصة متداولة أو خرافية ، تتعلق بكائن خارق أو حادثة غير عادية ،
فهي قصة مخترعة أو ملفقة .
ويرى محمد فتوح أحمد نفسه متفقا مع مؤلفي كتاب (( نظرية الأدب )) ( رينيه
ويليك و أوستن وارين) في أن الأسطورة حكاية مجهولة المؤلف تتحدث عن الأصل
والعلة والقدر ويفسر بها المجتمع ظواهر الكون والإنسان تفسيرا ، لايخلو من
نزعة تربوية تعليمية بينما يخالف الباحث قيس مؤلف كتاب "الأساطير وعلم
الأجناس" أن الأسطورة ليست سجلا تاريخيا مضبوطا للأحداث الجارية عبر ماضي
الجماعات ، بل هي تمثل تاريخا قبليا ، تتوارثه الأجيال المتعاقبة عن طريق
التلقين ولا يختلف معهم كيملار في أن الأسطورة : أحاديث مصورة لأحداث
تاريخية حقيقية واقعية بينما يخالفه ب كوملان أن الأساطير هي في الحقيقة
مجموعة من الأكاذيب ولكنها أكاذيب كانت لقرون طويلة حقائق يؤمن بها الناس .
الأسطورة إجمالا، ليست واقعا مستقلا ، لكنها تتطور مع الظروف التاريخية
وأحيانا تحافظ على شهادات لحالات منسية لكنها دائمة السفر والترحال ،وأنها
بلون الحضارة القديمة تاخذ من تراثها وتراث الشعوب المجاورة ، فأوربا أخذت
الأفكار الأساسية من أساطير الشرق القديم و مزجتها مع ما كانت تحمله في
مواطنها من بذور أسطورية خاصة بتاريخها القديم.
حولت الاسطورة صفات الإنسان الفلسفية والجمالية لحياته الإجتماعية
التي يعيش واقعها بعد فتور إهتمامه بتعليل الظواهر الطبيعية ،بحيث أصبحت
الأسطورة حاجة روحية تظهر إنفعالات شعورية ولاشعورية ، تاملات في المستقبل
تحقق مايعجز عن تحقيقه في الواقع .
1 مرت الأسطورة بعد مراحل نجملها في الشكل التالي :
1 - مرحلة العصر الأول : تمتد مرحلة العصر الاول من القرن الثالث قبل
الميلاد نقلت في هذه المرحلة حكايات الإغريق و الهنود ذات الأبعاد الدينية و
الروحية الفيتشية .
2- مرحلة العصر الثاني : تمتد من القرن الثالث عشر بعد الحروب الصليبية و
كل الحكايات التي حكيت تناقلت عبر كثير من الباحثين ، أهمها بحوث "الإخوة
جرم" اللذين جمعا كل الحكايات الخرافية ، على روايتها الأصلية ثم أضاف الأخ
الثاني وليم حبكة لغوية لتهذيبها لأنها نقلت في بدايتها بأخطائها اللغوية .
و نعني بتطور الأسطورة هو وصول مغزاها سالما من أي تحوير، لأن الصفة
الغالبة على الأسطورة هو الحكاية الغريبة ذات الإرتباط المتشعب بالخيال
الواسع أو السحر ، فلا يوجد تطور لهذا المغزى من الآخر، بل التطور حدث في
أساليب نقلها من الادباء والشعراء ، فقد ظهرت في الشرق مجموعات قصصية
أسطورية ، عرفت بملتقى التيارات لمختلف الحكايات للشاعرالكشميري "اوماديو" و
في الغرب ظهرت مجموعات الأناشيد الدينيةالتي هي في الحقيقة نسخ مذهبة من
الأساطير المذهبة التي شهدها القرن الثالث قبل المسيح ، و في القرن الثالث
عشر ، ظهرت بإبطاليا مجموعة "دب كاميرون" للشاعر "بوكاشية" مجموعة 13 ليلة
ممتعة لـ" إسترابارولا "ثم مجموعات "الأخوين جرم" بفرنسا وحكايات أمي لوي و
بألمانيا حكايات الذئب والنعاج السبعة وعند العرب حكايات ألف ليلة و ليلة
لإبن المقفع .
اصبح واضحا إن كل بقعة في العالم تمتلك رصيدا خرافيا من قصص خيالي حاول
الادباء دراسة مناهجها للإجابة على سؤال كيف حافضت على تواجدها رغم البعد
الخرافي بين الحضارات ،لا شك أن في ذلك سرلا طالما حاول الباحثون الإجابة
عليه و سوف نذكر بعض تلك الدراسات
اولا : دراسة موزويس : قام موزويس بجمع كل الخرافات من الشعب و حكاها
بطريقة ساخرة ، مضيفا إليها أشياء خيالية دات طفرات عجيبة أضاف لها صفات
أخلاقية .
ثانيا : دراسة فيلاند : جمع فيلاند الحكايات الخرافية التي كانت سائدة في القرن الثامن عشر أخضعها أثناء السرد إلى الصياغة الشعرية .
ثالثا: دراسة جون : أعتمد "جوته" في رواية الحكايات الخرافية على الصياغة
الشعرية ،كما فعل في حكاية "ميلوزوين" و حكاية "باريس الجديدة "إلا أنه نزع
عنها العبارات التقليدية ، فقد إقتبس من حكاية فاوست القديم حكاية البرغوث
الذي أصبح اميرا و من خلالها كان يشيرإلى ضعف القوة الإنسانية أمام المصير
المحتم (2)
ثالثا : دراسة الإخوة جرم : جمع كل القصص الخرافية و قدماها في شكل تربوي
للبيت الألماني تحت عنوان حكايات الأطفال والبيوت في شكلها المحفوظ ،و في
سنة 1814 م طورا أسلوب العرض من خلال نزع الأخطاء و التشويهات الرمزية التي
كانت تحدث تعقيدا في القصة الخرافية .