مكونات الانفعال ومفردات الجمال
قراءة فى نص "فى الليلة الألف بعد الألف"
للشاعرة/ شيرين كامل
في الليلة
بعد الألف
تنوس
أنواء الروح
وتحتضر أنامل
اللهفة
في قداسة
اللحظة
تتما يس
نظرتها
على أفق دخانه
لتنتطفىء في
أول موجه هاربة
من آه غريقة
في الليلة
الألف بعد الألف
تغفو الأمنية
في كف صمت
متسربلا حلمها
إلى ماء النار
ليشوه ما تبقى من طفولتها
وترتحل
الوجوه
لتأبين فواصل الزمن
في الليلة الألف
تقف النقاط على
رؤوس الأشهاد
لترفعها الملائكة
أرواحا طاهرة
نحو عناق علييين
في الليلة الألف
تمددت في عطر ورد
متقمصة روح المطر
فأفاقت الفتنة
من سباتها
مرتحلة نواياها
نحو قديسة الصبر
فهل من مجير ؟؟!!
و بمنسأة استفهام
تجردت الأبجدية
من أقنعتها لتبدأ قوافل الحج
من كل فج عميق
إن تحقيق النص الشعرى لأدبية مقبولة وإبداع مدهش مرهون بتوافقه مع جوهر صاحبه ورؤيته للكون, والعالم من حوله, فالنص ينشأ عن تلك الانفعالات التى تدفع الشاعر أثناء عملية الكتابة ليكون النص نصا أدبيا, وهذه الانفعالات تمثل حجر الأساس فى بناء النص الأدبى, لانها تعكس مستوى الإبداع حينما يحسن الشاعر استغلالها فى تماسك النص وبنائه, وهى لا تعكس هذا المستوى الإبداعى حينما يحشد لنا الشاعر الصور للتعبير عن هذا الانفعال, وإنما حين يبدع من التصوير الفنى حياة تسرى فى عروق النص فيسمح بذلك للصور الجزئية أن تتشكل فى أرض الانفعال الذى أنبتته التجربة , والنص هنا يعتمد على تعميق الصورة بشكل فعال للتعبير عن قلق الذات تجاه العالم وتوترها . فالليلة بعد الألف تناص مع الأساطير العربية القديمة يخلف لنا تعميقا للصورة واحالة إلى واقع مهزوم كهزيمة النفس الباحثة عن خلاص, وتمتد الصورة بهذا العمق عبر نتواءات النص الجمالية خالقة حالة من انعكاس الذات الشاعرة على العالم فالريح تخترق الروح وتحتضر الانامل والأمنية تغفو فى كف الصمت متسربلا حلمها إلى ماء النارقراءة فى نص "فى الليلة الألف بعد الألف"
للشاعرة/ شيرين كامل
في الليلة
بعد الألف
تنوس
أنواء الروح
وتحتضر أنامل
اللهفة
في قداسة
اللحظة
تتما يس
نظرتها
على أفق دخانه
لتنتطفىء في
أول موجه هاربة
من آه غريقة
في الليلة
الألف بعد الألف
تغفو الأمنية
في كف صمت
متسربلا حلمها
إلى ماء النار
ليشوه ما تبقى من طفولتها
وترتحل
الوجوه
لتأبين فواصل الزمن
في الليلة الألف
تقف النقاط على
رؤوس الأشهاد
لترفعها الملائكة
أرواحا طاهرة
نحو عناق علييين
في الليلة الألف
تمددت في عطر ورد
متقمصة روح المطر
فأفاقت الفتنة
من سباتها
مرتحلة نواياها
نحو قديسة الصبر
فهل من مجير ؟؟!!
و بمنسأة استفهام
تجردت الأبجدية
من أقنعتها لتبدأ قوافل الحج
من كل فج عميق
واستدعاء مفردات الصور هنا كاشف عن حالة من القلق والتوتر والتشظى على مستوى الذات والنص
وهنا نتمكن من اكتشاف نفسية الشاعرة وقدرتها على المجانسة بين صورها وأخيلتها وحالتها النفسية إبَّان عملية الابداع
والمقولة اللغوية للعنوان تكرس الإنسانى الانفعالى وذلك حين يتشابك الانفعالى مع الملفوظ اللغوى فيخلق انزياحا لغويا يكشف عن رغبة شديدة فى التمسك بالحياة وقوة حادة فى الذات الشاعرة فى التمسك بالانسانية الجميلة المملوءة بالطهر والجمال حتى أن الأبجدية تتجرد من أقنعتها لتبدأ قوافل حج من كل فج عميق وهنا يكون التبئير النصى الراغب فى طهر الكلام والذات معا
نص رائع ومشرق ببهاء وعيك الجمالى سيدتى