تحت أمواج الماء رائعة أخرى ليس بجديدة على
إبداع الراقي محمد سوادي العتابي
إنما هي إضافات أخرى لسجلات روائعه التي
ختمها بقلمه ووقعها بروحه
تحت امواج الماء ومن بداية النص الذي يطوي في
أحضانه روح متمردة أقرّ الشاعر محمد سوادي
العتابي مكانها تحت امواج الماء وهو الذي يحمل مدلولات عميقة
كالرزق والحياة والثبات كنزول المطر من السماء بالإضافة إلى الارتباط
المقدس فكيف إن كانت الحبيبة تستقر تحت
امواجه فكم هو حجم الرقي الذي تكتنفه تحت جناحيهاتوجي
ناظري
بعرش الجمال
واحبسي لوعة الاه
في قلبي
تجردي من كل شيء
الا منك ِ
ابرقي على ارضي
لتبتل رمالي
في هذا المقطع فعل الأمر ((
توجي / احبسي / تجردي / أبرقي ))
يرسم صورة فريدة جدا لمشاعر الرغبة التي تسيطر على كينونة الشاعر حيث أنها
في ناظريه حورية الجمال فلتتوجه به
ولتغمر حياته بالحنان واللطف والرقة والعذوبة والأنوثة فتحبس آه طويلة
ولا تنطلق حسرة عليها ومع الحفاظ على تلك الروح الرائعة التي تمتلكها فهي
ذاتها وبصمتها وطهارتها ليعود
الشاعر ليسترجع مفهوم الماء والثبات عليها
من خلال أبرقي فهنا المطر وكما
ذكرت أ آنفا مدلول ثبات الفؤاد وأرضه من دونها صحراء عطشى فلام التعليل هنا ((
لتبتل )) عميقة جدا في إثبات المعنى فصحراء الوجد
تصفر ريحها
تولول على انغام ليل اقتم
ترجز سيرها برباط حر
حيث نجمة الافق
ترقرقت
وانسابت الى احضاني
تختلس النظر
تترقب الوان القمر
تمسح عيني
بقطرة
المطر
وانت
يا حبيبتي
اراك
سائحة بلا عنوان
اثر
على تلك الرمال
يختفي
ظلي حيث ينتهي الافق
يترنح الشاعر بمشاعره بين الحزن والرغبة
في أفياء المضارع الذي أبثت حضورة بقوة ((
تصفر / تولول / تترقب / تمسح
/ ) بصور أنيقة
فالريح تولول في ليل طويل ومفردة أنغام هنا لها مدلول
اللامبالاة بسهد الشاعر ولا وجده والحركة الجوانية للنص بإيقاعه
الداخلي يكمل هذا الفيض العاطفي لدى
الشاعر
وفي نهايو المطاف يسائلها عن عدم عنوانها فهي الشريدة الشاردة بدونه وهنا
تلميح مبهم ومبطن انه بوصلتها وعنوانها
مهما حاولت التهرب والضياع فهو ظلها الممتد من خلفها لآخر الأفق وهنا لا مفر إلا منه إليه وهنا
أجمل الصور الشعرية على الإطلاق وانت ؟
ما هزك نداء
لم تعايدك اعياد الرجاء
فما انت ؟
هل ارض بلا سماء ؟
ام فيء تحت امواج الماء
دليني ان استطعت
ففي كل سطر
دونك ِ
احرف صماء
والمخاطب هنا (( المسبوقة بالواو ))
ذات مدلول قوي للعتاب واللوم على اهمالها لكل نداءاته المتواصلة
والسؤال هنا
(( فما أنت )) لا يحتاج إجابة بقدر
ما هو
طلبي بحت يحمل معه التعجب والصور
المتلاحقة التي رسخت في ذهن الشاعر عن حبيبته اللامبالية تلك العميقة حتى تصل لأحضان الموج وهي قِبله حروفه في كل سطر
هذا ما يدل على قوة الارتباط العاطفي بين
هذين النبضين رغم كل مشاعر اللوم والعتب والتمرد والتعجب المعجونة بالحنان الضمني لكل كلمة وما الصمم إلا رمز عميق لخلو روحه من كل شيء
إلاها
نص عميق لشاعر أعمق ومتمكن ومبدع
تحياتي لك محمد سوادي العتابي