المقاطع الزمنية في تراتيل أنثى / الليل
لم تهمل الشاعرة فاطمة الفلاحي الرمز الطبيعي في ديوانها تراتيل أنثى من خلال توظيف الزمن في تكوين عدد كبير من المعاني المترابطة مع الأفكار الأساسية التي حاولت من خلالها أن تجسد تراتيلا تمتاز بالحياة ... وكثير من الشعراء قد وظفوا هذه الرموز الطبيعية ولكن بدرجات متفاوتة من حيث قولبة الزمن في معنى خاص قد لا يفهمه احد إلا قائله وليس بدعا من القول قولهم إن المعنى في قلب الشاعر ما دام الشاعر يقولب تلك الرموز في معنى هو يريده وليس بالضرورة أن يفهم القارئ ما يعنيه الشاعر وعلى الأخير أن يفهم ما يشاء ، لذا جاءت المعميات كتحد للنقاد للمعرفة الوزنية والكلماتية ، وهذا الشيء موجود في هذا الديوان فالشاعرة عندما وظفت الزمان وظفته لغاية في داخلها لم تكشف عنها النقاب كليا ، بل ألبست ذلك الزمان برقعا من الرمز مشوبا بلمسة سرياليزومية ، وحاكت فيها بشكل لا يقبل الشك تلك الجدلية ولمن ليست الجدلية المادية بل هي جدلية من نوع جديد جدلية ارتقت إلى ما هو خارج الجسد ، وهي نقطة قوة في إضافة أكثر عدد ممكن من المعاني والتي لا تستطيع أكيدا أن تعبر عنها إذا ما وقفت على الجدل المادي والمذهب الأدبي الاشتراكي ، فكان الزمان احد العناصر المقومة لما ذكرته في قصائدها ...
استخدمت شاعرتنا عدد من المقاطع الزمنية والتي ربطتها بإحداث ووقائع مختلفة ، فجاء في ديوانها ذكر الليل والمساء والفجر والصباح والنهار ومرة واحدة أشارت إلى الزمن والذي هو معنى عام يجمع تلك المقاطع بين جنبيه ...
فجاء ذكر الليل مشوشا غامضا لا تكاد أن تسير فيه خطوة واحدة ذلك لان الليل عند شاعرتنا كما هو حال أي وقت تذكره هو عبارة عن معنى حقيقي يقابله في ذات الوقت معنى مجازي مبطن بالرمزية ( وهو الذي في قلب الشاعرة )
سأترنمك أغنية
في كنف الليل
( مقطع من القصيدة 16 إليه )
في هذا المقطع استعملت فاطمة الفلاحي وقت الليل بالمعنى الحقيقي ، فهي تحدث الغير من خلال النفس انه أغنية ستستمتع بان تترنمها ليلا ومع الاستخدام الصريح هذا إلا أنها قد رمزت إلى أنها ستكون ليلا وحيدة وبلا رفيق من اجل هذا جعلت من ذلك الغير ( أي شيء يكون هذا الغير ) تسلية لها ومحطة استراحة ، وهذا من المعاني الجميلة حقا كون الشاعرة تلمح للمتلقي ومن طرف خفي بهذه الوحدة ...
ومع انك قد تحمل معنى مشوقا عن الليل كما جاء في مقطعها إلا أنها وكحال امرئ ألقيس تشكو من مجيئه ولا تفيد الأغاني طوال هذه المدة والتي هي من الليالي الشتائية وأي ليل أطول من ليل الشتاء في العراق ( لا اعرف سكن الشاعرة الحالي ) ، فهل تقضيه ترنم تلك الأغنية ...
فجاء الليل سريعا
عبر أجنحة النوافذ
ليشرخني أنينا
( مقطع من القصيدة 19 سفر الأحزان )
إنها تجعل من هذا المقطع سردا لحادثة ما تتعلق بالليل فتجعل من الليل رمزا لعدة معان ممكنة منها :
إن شاعرتنا لا تريد ان يذهب النهار بل تريد أن يستمر هذا النهار مبصرا بضيائه مبعدا عنها وحشة الليل بغربته وثقله ووحدتها ، ولا تنس عزيزي المتأمل إن الشاعرة قد استخدمت تشبيهات بلاغية سنتحدث عنها مفصلا في حلقات لاحقة .
أو إن شاعرتنا تريد أن ترمز لليل بذلك القادم الذي يحمل ذلك الخبر المؤلم الذي يجعل من كيانها أنينا ...
أو إنها ترمز إلى الرغبات التي تعبر نوافذها رغما عنها مع ذلك الرضا الذي ربما قولبته شاعرتنا وفق المذهب التعبيري ( ولنا وقفة خاصة عن هذا الموضوع إن تم اخذ الموافقة من شاعرتنا في حلقة خاصة عن الحب والرغبات في تراتيل أنثى ) .
أو أنها ترمز لهذا الليل السريع بمعنى رومانتيكي ( سوف نطرحه في حلقات أخرى )
فايا من هذه المعاني أرادته شاعرتنا ، وربما أرادت غير الذي ذكر – يا أيها المتأمل سامحني الم أصل إلى المعنى فأنت كما ترى إن الشاعرة فاطمة الفلاحي قد استخدمت عدة أفكار في مقطع قصير جدا وهذا يوحي لك أكيدا بشاعريتها –
ثم تجيء الشاعرة بمقطع هو الأغرب ولا يخلو من رمزية مبطنة باللاشعور الذي يصرخ قائلا
يحرقني الليل
( مقطع من القصيدة 1 اختناقات )
فأي ليل هذا الذي يصب الوقود على كيان شاعرتنا ويحرقها ، انه الم الوحدة والفراق وتلك الذكريات التي تمر في خيالها المحلق فتجعل من ذلك القادم السريع جحيما لا يطاق ، ويا له من تشبيه بليغ حيث تشبه الليل كالنار المحرقة ، انه حرق من نوع مختلف ، انه الم كيان الشاعرة وقد عرفنا مقدار هذا الألم الذي احتساها آخرا و(( تسكع )) – عذرا عبارة مقتبسة – في شوارع لا شعورها .
فالليل عند شاعرتنا وكما قلنا شيء أرادته الشاعرة أن يكون مبهما بل وتعمدت إخفاءه ولكن ما بين السطور يحس به المتأمل ، لان الشاعر عاطفة وإحساس وموقف وحسن تعبير ولا يمكن للشاعر أن يقول أقوالا إلا وتخرج تلك الأقوال من مشاعره تدل عليه وترشد إليه ، وما أكثر مذاهب النقد ..
إن الليل عند فاطمة الفلاحي وقت يحملها عنوة لتمتطي فيه تلك الأغاني وتلك الذكريات وذلك الألم ، ( وحدة ، فراق ، حزن ، رغبات ، شجون وحنين ) ، إنها ترسم لنا منظر الغارقة في جنح ذلك الظلام
ولأقتل ظلاما
من رماد طوقني
( مقطع من القصيدة 16 إليه )
هذا إن استطاعت قتله
ولا اعتقد ذلك يا فاطمة الفلاحي
لم تهمل الشاعرة فاطمة الفلاحي الرمز الطبيعي في ديوانها تراتيل أنثى من خلال توظيف الزمن في تكوين عدد كبير من المعاني المترابطة مع الأفكار الأساسية التي حاولت من خلالها أن تجسد تراتيلا تمتاز بالحياة ... وكثير من الشعراء قد وظفوا هذه الرموز الطبيعية ولكن بدرجات متفاوتة من حيث قولبة الزمن في معنى خاص قد لا يفهمه احد إلا قائله وليس بدعا من القول قولهم إن المعنى في قلب الشاعر ما دام الشاعر يقولب تلك الرموز في معنى هو يريده وليس بالضرورة أن يفهم القارئ ما يعنيه الشاعر وعلى الأخير أن يفهم ما يشاء ، لذا جاءت المعميات كتحد للنقاد للمعرفة الوزنية والكلماتية ، وهذا الشيء موجود في هذا الديوان فالشاعرة عندما وظفت الزمان وظفته لغاية في داخلها لم تكشف عنها النقاب كليا ، بل ألبست ذلك الزمان برقعا من الرمز مشوبا بلمسة سرياليزومية ، وحاكت فيها بشكل لا يقبل الشك تلك الجدلية ولمن ليست الجدلية المادية بل هي جدلية من نوع جديد جدلية ارتقت إلى ما هو خارج الجسد ، وهي نقطة قوة في إضافة أكثر عدد ممكن من المعاني والتي لا تستطيع أكيدا أن تعبر عنها إذا ما وقفت على الجدل المادي والمذهب الأدبي الاشتراكي ، فكان الزمان احد العناصر المقومة لما ذكرته في قصائدها ...
استخدمت شاعرتنا عدد من المقاطع الزمنية والتي ربطتها بإحداث ووقائع مختلفة ، فجاء في ديوانها ذكر الليل والمساء والفجر والصباح والنهار ومرة واحدة أشارت إلى الزمن والذي هو معنى عام يجمع تلك المقاطع بين جنبيه ...
فجاء ذكر الليل مشوشا غامضا لا تكاد أن تسير فيه خطوة واحدة ذلك لان الليل عند شاعرتنا كما هو حال أي وقت تذكره هو عبارة عن معنى حقيقي يقابله في ذات الوقت معنى مجازي مبطن بالرمزية ( وهو الذي في قلب الشاعرة )
سأترنمك أغنية
في كنف الليل
( مقطع من القصيدة 16 إليه )
في هذا المقطع استعملت فاطمة الفلاحي وقت الليل بالمعنى الحقيقي ، فهي تحدث الغير من خلال النفس انه أغنية ستستمتع بان تترنمها ليلا ومع الاستخدام الصريح هذا إلا أنها قد رمزت إلى أنها ستكون ليلا وحيدة وبلا رفيق من اجل هذا جعلت من ذلك الغير ( أي شيء يكون هذا الغير ) تسلية لها ومحطة استراحة ، وهذا من المعاني الجميلة حقا كون الشاعرة تلمح للمتلقي ومن طرف خفي بهذه الوحدة ...
ومع انك قد تحمل معنى مشوقا عن الليل كما جاء في مقطعها إلا أنها وكحال امرئ ألقيس تشكو من مجيئه ولا تفيد الأغاني طوال هذه المدة والتي هي من الليالي الشتائية وأي ليل أطول من ليل الشتاء في العراق ( لا اعرف سكن الشاعرة الحالي ) ، فهل تقضيه ترنم تلك الأغنية ...
فجاء الليل سريعا
عبر أجنحة النوافذ
ليشرخني أنينا
( مقطع من القصيدة 19 سفر الأحزان )
إنها تجعل من هذا المقطع سردا لحادثة ما تتعلق بالليل فتجعل من الليل رمزا لعدة معان ممكنة منها :
إن شاعرتنا لا تريد ان يذهب النهار بل تريد أن يستمر هذا النهار مبصرا بضيائه مبعدا عنها وحشة الليل بغربته وثقله ووحدتها ، ولا تنس عزيزي المتأمل إن الشاعرة قد استخدمت تشبيهات بلاغية سنتحدث عنها مفصلا في حلقات لاحقة .
أو إن شاعرتنا تريد أن ترمز لليل بذلك القادم الذي يحمل ذلك الخبر المؤلم الذي يجعل من كيانها أنينا ...
أو إنها ترمز إلى الرغبات التي تعبر نوافذها رغما عنها مع ذلك الرضا الذي ربما قولبته شاعرتنا وفق المذهب التعبيري ( ولنا وقفة خاصة عن هذا الموضوع إن تم اخذ الموافقة من شاعرتنا في حلقة خاصة عن الحب والرغبات في تراتيل أنثى ) .
أو أنها ترمز لهذا الليل السريع بمعنى رومانتيكي ( سوف نطرحه في حلقات أخرى )
فايا من هذه المعاني أرادته شاعرتنا ، وربما أرادت غير الذي ذكر – يا أيها المتأمل سامحني الم أصل إلى المعنى فأنت كما ترى إن الشاعرة فاطمة الفلاحي قد استخدمت عدة أفكار في مقطع قصير جدا وهذا يوحي لك أكيدا بشاعريتها –
ثم تجيء الشاعرة بمقطع هو الأغرب ولا يخلو من رمزية مبطنة باللاشعور الذي يصرخ قائلا
يحرقني الليل
( مقطع من القصيدة 1 اختناقات )
فأي ليل هذا الذي يصب الوقود على كيان شاعرتنا ويحرقها ، انه الم الوحدة والفراق وتلك الذكريات التي تمر في خيالها المحلق فتجعل من ذلك القادم السريع جحيما لا يطاق ، ويا له من تشبيه بليغ حيث تشبه الليل كالنار المحرقة ، انه حرق من نوع مختلف ، انه الم كيان الشاعرة وقد عرفنا مقدار هذا الألم الذي احتساها آخرا و(( تسكع )) – عذرا عبارة مقتبسة – في شوارع لا شعورها .
فالليل عند شاعرتنا وكما قلنا شيء أرادته الشاعرة أن يكون مبهما بل وتعمدت إخفاءه ولكن ما بين السطور يحس به المتأمل ، لان الشاعر عاطفة وإحساس وموقف وحسن تعبير ولا يمكن للشاعر أن يقول أقوالا إلا وتخرج تلك الأقوال من مشاعره تدل عليه وترشد إليه ، وما أكثر مذاهب النقد ..
إن الليل عند فاطمة الفلاحي وقت يحملها عنوة لتمتطي فيه تلك الأغاني وتلك الذكريات وذلك الألم ، ( وحدة ، فراق ، حزن ، رغبات ، شجون وحنين ) ، إنها ترسم لنا منظر الغارقة في جنح ذلك الظلام
ولأقتل ظلاما
من رماد طوقني
( مقطع من القصيدة 16 إليه )
هذا إن استطاعت قتله
ولا اعتقد ذلك يا فاطمة الفلاحي