دراسة تثري دارس علم العروض بملخص لمعلومات عروضية اساسية
أعلم أنّ أساس بناء الشعر شيئان: أحدهما
مُركَّب من حرفين: إمَّا متحرّكٍ وساكنٍ، واسمه سَبَبٌ خفيفٌ، مثل لُنْ من
فَعُولُنْ. وإمَّا متحرّكين، واسمه سببٌ ثقيل، مثل عَلَ من مُفاعَلَتُنْ.
والثاني مركَّب من ثلاثة أحرف: إمَّا
متحرّكَين يتوسطهما ساكن، واسمه وَتدٌ مفروق، مثل لاتُ من مَفْعُولاتُ. وإمَّا
متحرّكين يعَقبُهما ساكن، واسمه وَتِدٌ مجموع، مثل عِلُنْ من فاعِلُنْ.
وإذا اقترنَ السببان متقدّمِاً الثقيلُ
منهما على الخفيف سُميَّ ذلك الفاصلةَ الصُّغرَى، مثل مُتَفا من مُتفاعِلُنْ. وإذا
اقترن السبب الثقيل والوتد المجموع متقدّماً السبب على الوتد سُمَّي ذلك الفاصلةَ
الكبرى، مثل فَعَلَتُنْ. ومنهم من سُمَّي الأولى فاصلة، والثانية فاضلة بالضاد
المعجمة.
ثم إنه يَتركَّب منهما ثمانية أجزاء،
تُسمَّى الأفاعيل والتَّفاعيل: اثنان منهما خماسيَّان، وستَّة سباعيّة. فأحد
الخماسيين متركب من وتد مجموع، بعده سبب خفيف، وهو فَعُولُنْ. والثاني عكس هذا،
أعني أنَّ سببه متقدّم على وتده، وهو فاعِلُنْ. ألا ترى أنك لو قلبت فعولن فقلت
لُنْ فَعُو كان بوزن فاعلن. وكذلك لو قلبت فاعلن فقلت عِلُنْ فا كان بوزن
فَعُولُنْ.
وأما السباعية فإنها على ثلاثة أصناف: منها
ما هو متركب من سببين خفيفين ووتد مجموع، وهو ثلاثة أجزاء، وتسمى أركاناً أيضاً:
أحدها سبباه متقدّمان على وتده المجموع، وهو مسَتْفعِلُنْ.
والثاني عكس هذا، أعني أن وتده متقدّم على
سببيه، وهو مَفاعِيلُنْ. ألا ترى أنك لو قلت عِيْلُنْ مفا كان بوزن مُستَفْعِلُنْ.
وكذلك لو قلت عِلُنْ مُسْتَفْ كان بوزن مَفاعِيلُنْ.
والثالث سبباه يكتنفان وتده، وهو
فاعِلاتُنْ.
ومنها ما تركَّب من سببين: ثقيل وخفيف، وهو
الذي يسمونه الفاصلة، ومن وتد مجموع. وهو جزءان: أحدهما وتده مقدّم على فاصلته،
وهو مُفاعَلَتُنْ.
والثاني عكس هذا، أعني أن فاصلته متقدّمة
على وتده، وهو مُتَفاعِلُنْ. ألا ترى أنك لو قلبت فقلت عِلُنْ مُتَفا وازنَ
مُفاعَلَتُنْ. وكذلك لو قلت عَلَتُنْ مُفا وازنَ مُتَفاعِلُنْ.
ومنها ما تركَّب من سببين خفيفين ووتد
مفروق، وهو مَفْعُولاتُ وحده.
فهذه هي الأصول التي بُنيَت أوزان العرب، عن
آخرها، عليها، لا يشذّ منها شيء عنها. ولكلّ واحد من هذه الأصول فروع تتشعَّب منه.
ف فَعُولُنْ له ستة فروع: فَعُولُ، فَعُولْ،
فَعْلُنْ، فَعْلُ، فَعُلْ، فَعْ.
فالأول: المقبوض. والقَبْضُ: إسقاطُ الخامس
الساكن.
والثاني: المقصور. والقَصْر: إسقاط ساكن
السبب وتسكين متحركة.
والثالث: الأثلم. والثَّلْم: أن تَخرِمَ
سالماً والخَرْم: أن تُسقط أول الوتد المجموع في أول البيت. والسالم: الجزء الذي
لا زِحاف فيه فيصير عُوْلُنْ، ويردّ إلى فَعْلُنْ.
والرابع: الأثرم. والثَّرْم: أن تَخرم
مقبوضاً، فيصير عُولُ، ويردّ إلى فَعْلُ.
والخامس: المحذوف. والحَذْف: إسقاط السبب
الخفيف من آخر الجزء فيصير فَعُو، ويردّ إلى فَعُلْ.
والسادس: الأبتر. والبَتْر أن يجتمع فيه
الحذف والقطع. والقطع في الوتد كالقصر في السبب.
وفاعِلُن له فرعان: فَعِلُنْ، فَعْلُنْ.
فالأول: المخبون. والخَبْنُ أن تُسقِط ثاني
سببه.
والثاني: المقطوع. صار فاعِلْ فردّ إلى
فَعْلُنْ.
ومُسْتَفْعِلُنْ له أحد عشر فرعاً: مَفاعِلُنْ
مُفْتَعِلُنْ، فَعَلتُنْ، مُستَفْعِلُ، مفَاعِلُ، مفَعْوُلُنْ، فَعُولُنْ،
مُستفْعِلانْ، مفَاعِلانْ، مُفْتَعِلانْ، فَعَلتَانْ.
فالأول: المخبون. وقد ذكرنا الخَبْن. صار
مُتَفْعِلُنْ، فردَّ إلى مَفاعِلُنْ.
والثاني: المَطويّ. والطَّيّ: إسقاط ساكن
ثاني سببيه، وهو الفاء، فيصير مُسْتَعِلُنْ، ويردّ إلى مُفْتَعِلُنْ.
والثالث: المخبول. والخبل: أن يُجمع عليه
الخبن والطيّ، فيصير مُتَعِلُنْ، ويردّ إلى فَعَلَتُنْ.
والرابع: المكفوف. والكفّ: إسقاط السابع
الساكن.
والخامس: المشكول. والشَّكل: أن يجمع عليه
الخبن والكفّ. فيصير مُتَفْعِلُ، ويردّ إلى مَفاعِلُ.
والسادس: المقطوع. صار مُستَفْعِلْ، فردّ
إلى مَفْعُولُنْ.
والسابع: المكبولُ، وهو المخبون المقطوع.
صار مُتَفْعِلْ، فردّ إلى فَعُولُنْ.
والثامن: المُذال. والإِذالة: أن يُزاد على
تعريته حرف ساكن. والُمعرَّى لقب الجزء السالم من الزيادة.
والتاسع: المُذال المَخبون. صار
مُتَفْعِلانْ، فردّ إلى مَفاعِلانْ.
والعاشر: المُذال المَطويّ. صار
مُسْتَعِلانْ، فردّ إلى مُفْتَعِلانْ.
والحادي عشر: المُذال المَخبول. صار
مُتَعِلانْ، فردّ إلى فَعَلتَانْ.
ومَفاعِيلُنْ له سبعة فروع: مفَاعِلُنْ،
مفَاعِيلُ، مَفاعِيلْ، فَعُولُنْ، مَفْعُولُنْ، فاعِلُنْ، مَفْعُولُ.
فالأول: المقبوض.
والثاني: المكفوف.
والثالث: المقصور.
والرابع: المحذوق. صار مَفاعِيْ، فنقل إلى
فَعُولُنْ.
والخامس: الأخرم. والخَرْم: أن تخرم سالماً.
صار فاعِيلُنْ، فردّ إلى مَفْعُولُنْ.
والسادس: الأشتر. والشَّتْرُ: أن تخرم
مقبوضاً فيصير فاعِلُنْ.
والسابع: الأخرب. والخَرْب: أن تخرم
مكفوفاً. فيصير فاعِيلُ، ويردّ إلى مَفْعُولُ.
وفاعِلاتُنْ له أحد عشر فرعاً: فَعِلاتُنْ،
فاعِلاتُ، فَعِلاتُ، فاعِلانْ، فَعِلانْ، فاعِلُنْ، فَعِلُنْ، فَعْلُنْ
مَفْعُولُنْ، فاعِلِيَّانْ، فَعِليَّانْ.
فالأول: المخبون. وإنما يُسمَّى مخبوناً إذا
وقع في أول البيت.
فأمَّا إذا وقع في حشوه فاسمه الصَّدْر.
والصدر هو الذي خُبِنَ بالمعاقبة. والمعاقبة: أن يجوز إثبات الحرفين معاً، ولا
يجوز إسقاطهما معاً. فالألف من فاعلاتن والنون منه، أو من فاعلاتن غيِره الواقعِ
قبله يتعاقبان. فلك أن تقول فاعلاتن فا أو فاعلاتُ فا أو فاعلاتُنْ فَ. وليس لك أن
تقول فاعلاتُ فَ. والجزء السالم من المعاقبة يُسمَّى بريئاً.
والثاني: المكفوف. وإذا كان بالمعاقبة فاسمه
العجز.
والثالث: المشكول. ولا يخلو فَعِلاتُ من أن
يقع في أول البيت، أو في حشوه. فإن وقع في أول البيت يُسمَّى المشكولَ العجز.
وإن وقع في الحشو يُسمَّى المشكولَ الطرفين،
لأنه عوقب خبنه وكفه قبلاً وبعداً. وقد أجاز الخليل وأصحابة المعاقبة بين ساكني
السببين الملتقيين، من آخر المصراع الأول، وأول المصراع الثاني. وأباها غيره.
والرابع: المقصور. صار فاعِلاتْ، فردّ إلى
فاعِلانْ.
والخامس: المقصور المخبون. صار فَعِلات،
فردّ إلى فَعِلانْ.
والسادس: المحذوف. صار فاعلا، فردّ إلى
فاعِلُنْ.
والسابع: المحذوف المخبون. صار فَعِلا فردّ
إلى فَعِلُنْ والثامن: الأبتر. صار فاعِلْ، فردّ إلى فَعْلُنْ.
والتاسع: المُشَّعث. والتشعيث: أن تُسقط أحد
متحرّكي وتده.
فيصير فاعاتُنْ أو فالاتُنْ، ويردّ إلى
مَفْعُولُنْ. أو أن تَخْبِنَ، وتسكن أول حرف من وتده، فيصير فَعْلاتُنْ، ثم يردّ
إلى مَفعُولُنْ.
والعاشر: المُسبَّغُ. والتَّسبيغُ في السبب
كالإِذالة في الوتد.
صار فاعِلاتانْ، فردّ إلى فاعِلِيَّانْ.
والحادي عشر: المُسبَّغ المخبون. فيصير
فَعِليّانْ.
ومُفاعَلَتُنْ له ثمانية فروع: مَفاعِيلُنْ،
مَفاعِلُنْ، مَفاعِيلُ، فَعُولُنْ، مَفْتَعِلُنْ، مَفْعُولُنْ، فاعِلُنْ،
مَفْعُولُ.
فالأول: المَعصوب. والعَصْب: تسكين الخامس
حتى يصير مُفاعَلْتُنْ، ويردّ إلى مَفاعِيلُنْ.
والثاني: المَعقول. والعَقْل: إسقاط خامسه
بعد إسكانه، حتى يصير مُفاعَتُنْ، ويردّ إلى مَفاعِلُنْ.
والثالث: المنقوص. والنَّقْص: الكفّ بعد
العَصْب، حتى يصير مُفاعَلْتُ، ويردّ إلى مَفاعِيلُ.
فالحاصل أن بين ساكني سببيه، بعد ما عُصب،
معاقبةً.
فإسقاط الأول يسمَّى عقلاً. وإسقاط الثاني
يسمَّى نقصاً.
والرابع: المقطوف. والقَطْف: الحذف بعد
العصب، حتى يصير مَفاعِلْ، ويردّ إلى فَعُولُنْ.
والخامس: الأعضب. والعَضْبُ: أن تخرم
سالماً، فيصير فاعَلَتُنْ. ويردّ إلى مُفْتعِلُنْ.
والسادس: الأقصم. والقَصْم: أن تخرم
معصوباً. فيصير فاعَلْتُنْ، ويردّ إلى مَفْعُولُنْ.
والسابع: الأجمّ. والجَمَمُ: أن تخرم
معقولاً. فيصير فاعَتُنْ، ويردّ إلى فاعِلُنْ.
والثامن: الأعقص. والعَقْصُ: أن تخرم
منقوصاً. فيصير فاعَلْتُ، ويردّ إلى مَفْعولُ. ومُتَفاعِلُنْ له خمسة عشر فرعاً:
مُسْتَفْعِلُنْ، مَفاعِلُنْ مُفْتَعِلُنْ، فَعِلاتُنْ، مَفْعُولُنْ، فَعِلُنْ،
فَعْلُنْ، مُتَفاعِلانْ، مُستفْعِلانْ، مُفاعِلانْ، مُفْتَعِلانْ، مُتَفاعِلاتُنْ،
مُستَفْعِلاتُنْ، مُفاعِلاتُنْ، مُفْتَعِلاتُنْ.
فالأول: المضمر، والإضمار: أن تسكن الثاني.
فيصير مُتْفاعِلُنْ، ويردّ إلى مُستَفْعِلُنْ.
والثاني: الموقوص. والوقَصْ: إسقاط الثاني
بعد إسكاته. فيصير مُفاعِلنْ، ويردّ إلى مَفاعِلنْ.
والثالث: المخزول. والخَزْل: إسقاط الرابع
بعد إسكان الثاني. حتى يصير مُتْفَعِلُنْ، ويرد إلى مُتْفَعِلُنْ، ويرد إلى
مُفْتَعِلُنْ. فالحاصل أنه يلتقي بعد الإضمار سببان: فيتعاقب ساكناهما.
والرابع: المقطوع. صار مُتَفاعِلْ فردّ إلى
فَعِلاتُنْ.
والخامس: المقطوع المضمر. صار مُتْفاعِلْ
فردّ إلى مَفْعُولُنْ.
والسادس: الأحذّ. والحَذَذَ: سقوط الوتد
المجموع. حتى يصير مُتَفا، ويردّ إلى فَعلُنْ.
والسابع: الأحذ المضمر. صار مُتْفا، فردّ
إلى فَعْلُنْ.
والثامن: المُذال.
والتاسع: المُذال المُضمر.
والعاشر: المُذال المَوقوص.
والحادي عشر: المُذال المَخزول.
والثاني عشر: المُرفَّل. والتَّرفيل: زيادة
السبب الخفيف على تعريته حتى يصير مُتَفاعِلاتُنْ.
والثالث عشر: المُرفَّل المُضمر.
والرابع عشر: المُرفَّل المَوقوص.
والخامس عشر: المُرفَّل المخزول.
ومَفْعُولاتُ له أحد عشر فرعاً: فَعُولاتُ،
فاعِلاتُ، فَعِلاتُ، مَفْعُولانْ، فَعُولانْ، فاعِلانْ، مَفْعُولُنْ، فَعُولُنْ،
فاعِلُنْ، فَعِلُنْ، فَعْلُنْ.
فالأول: المخبون. صار مَعُولاتُ، فردّ إلى
فَعُولاتُ.
والثاني: المَطويّ. صار مَفْعُلاتُ، فردّ
إلى فاعِلاتُ.
والثالث: المخبول. صار مَعُلاتُ، فردّ إلى
فَعِلاتُ.
والرابع: الموقوف. والوقف: أن تسكن آخر
متحركي وتده المفروق، فيصير مَفْعُولاتْ، ويردّ إلى مَفْعُولانْ.
والخامس: الَموقوف المَخبون.
والسادس: المَوقوف المَطويّ.
والسابع: المكسوف بالسين غير المعجمة،
والشينُ تصحيف.
والكسف: أن تحذف آخر متحر كي وتده المفروق.
فيبقى مَفْعُولا ويردّ إلى مَفْعُولُنْ.
والثامن: المَكسوف المَخبون.
والتاسع: المَكسوف المَطويّ.
والعاشر: المَكسوف المَخبول.
والحادي عشر: الأصلم. والصَّلْم: أن تسقط
الوتد المفروق. فيبقى مَفْعُو، ويردّ إلى فَعْلُنْ.
ولا نريد أن الفروع، المذكورة عند كل أصل،
أينما وقع جازت فيه. وإنما يجوز فيه بعضها أو كلّها، في بعض المواضع، دون بعض.
ويتضَّح لك جليَّة ذلك إذا استقريتَ أبيات الشواهد. لكنِ المرادُ أنّ كلّ أصل منها
هذه فروعه، على الإطلاق.
ولا يكون له فروع وراءها.