لم يعرف الى اي طريق سيتجه ، مفترق طرق ، لم يشاهد الا ظلّ لشعرها ظهر عندما انسابت السحابة عن وجه القمر .
لم تكن سوى العتمة التي عادت حين عادت تلك السحابة من جديد ، تردد في المضي قدما وفكر بالرجوع الى تلك النقطة المتلاشية ، ولكنه كان يعلم ان ما بقي من مسافة اقصر مما سار به طوال ذلك النهار وجزء من ليلة اوشكت ان تنتصف ...
جلس بين ذلك المفترق وحاول ان يبصر شيئا ما ولكن بلا جدوى ، اخرج من جيبه علبة السكائر ، لقد كانت اخر سيكار في تلك العلبة ، لم يظهر على ملامحه شيء ، اخرج قداحه واشعلها ، اشتعلت السيكار وزادت العتمة اكثر ، ناظرا الى تلك الجمرة المشتعلة والتي ربما ستكشف له عن الاختيار بين ذلك المفترق
قام واختار ان يتوجه الى الامام فارتطم بجدار ، تفاجا ، التفت يمنة ويسرة والى الخلف واذا بالجدران تحاصره من كل مكان
حالة من الصدمة والذهول والخوف ، اقشعر بدنه ، لسعت الجمرة اصبعه لانه نسي ان تلك السيكار كانت في يده ، حرك يده بسرعة راميا ذلك العقب المشتعل احس بان يده لامست شيئا ما كانه شعر انسان او بالاحرى شعر امراة التفت ليراها امامه باسمة تشق الظلام بحسنها
الم ترني ام انك تحاول العبث معي