و توكل على العزيز الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
أما بعد :
فمرحبا بكم إخوتي في الله مع خاطرة قرآنية رمضانية جديدة
و وقفتنا اليوم مع التوكل على الله تعالى و مع الجزء التاسع عشر من القرآن الكريم و مع اسمين عظيمين من أسماء الله الحسنى وردا أكثر من مرة في سورة واحدة هي سورة الشعراء
( العزيز و الرحيم )
اسمان رائعان يوضحان عظمة اله و رحمته
ففي سورة الشعراء وردت آية
(( و إن ربك لهو العزيز الرحيم ))
أكثر من مرة و مع بداية السورة تقريبا و في نهاية قصة كل قوم من الأقوام و مع نهاية السورة
و هنا كان لا بد من الوقوف عند هذين الاسمين العظيمين و التأمل فيهما و في معانيهما العميقة و الرائعة
العزيز : اسم يوحي بالعزة و العظمة و الكبرياء و القوة
و الرحيم : اسم يوحي بالرحمة و اللطف و الود
اسمان يختصران صفات الله تعالى و يجمعانها كلها
فالله عزيز و رحيم
و صفات العزة تتكامل مع صفات الرحمة ليكون ديننا ترغيبا و ترهيبا .. قوة و لينا .. عزة و رحمة
و لهذا ركزت سورة الشعراء على معنيين عظيمين و هما رحمة الله بالمؤمنين و عزته على الكافرين و الظالمين
تعالوا نتبحر معا في معاني سورة الشعراء كي نعرف معاني هذين الاسمين العظيمين و نتعبد الله تعالى بهما الليلة
و خير أنواع العبادة أن تتبحر في معاني أسماء الله الحسنى و قرآنه العظيم
تبدأ السورة بقصة سيدنا موسى عليه السلام
و بالتحديد مع بعثة رسولنا الكريم موسى عليه السلام و أمر الله تعالى له بالبدء في الدعوة و مواجهة فرعون
ثم مواجهة السحرة الذين نسبوا العزة قبل أن يؤمنوا إلى من لا يستحقها فقالوا : بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون
فكانت الغلبة للحق فآمن السحرة و سجدوا لرب العالمين رب موسى و هارون
و عندما تبع فرعون و جنوده سيدنا موسى و من معه فظن المؤمنون أن جنود فرعون سيدركونهم فكان اليقين النبوي بالله تعالى
تأملوا معي الآيات
(( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ?61? قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ?62? فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ?63? وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ ?64? وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ?65? ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ ?66? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?67? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?68?))
الله الله ما أعظمه من يقين و من توكل على الله تعالى العزيز الرحيم
بعزته أغرق فرعون و جنوده
و برحمته نجا سيدنا موسى و من معه
و هذا يفسر لنا وجود الاسمين معا متلازمين العزيز الرحيم و الله أعلم طبعا لكنه اجتهاد من العبد الفقير الله و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب
و تنتقل السورة لحديث رائع لأبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه
حديث يبين لنا معاني التوكل على الله بأسمى مراتبها
تأملوا معي الآيات :
(( قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ?75? أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ?76? فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ?77? الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ?78? وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ?79? وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ?80? وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ?81? وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ?82? رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ?83?
وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ ?84? وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ?85? وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ?86? وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ?87? يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ?88? إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ?89? ))
يا الله ما أروعها من آيات و ما أجمله من يقين تام بالله و توكل كامل عليه
فهو من يهدينا و يطعمنا و يسقينا و يميتنا و يحيينا و ينجينا من خزي و عذاب الدنيا و الآخرة
و هي صفات الرحمة كلها مجتمعة
و بعدها تنتقل السورة إلى قصة سيدنا نوح عليه السلام مع قومه الذين كذبوه و ظلموه و آذوه
فنجاه الله تعالى و حماه برحمته و أغرق قومه و أهلكهم بعزته
تأملوا معي الآيات :
(( قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ?117? فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ?118? فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ?119? ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ ?120? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?121? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?122?))
و لاحظا معي نفس الختام في كل قصة بقوله تعالى و إن ربك لهو العزيز الرحيم
ثم تأتي قصة سيدنا هود مع قومه قوم عاد الذين طغوا و تجبروا و ظنوا بأن لا قوة قادرة على إهلاكهم و نسوا بأن القوة كلها لله العزيز الرحيم
فكان الهلاك و العقاب
(( فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?139? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?140?))
ثم تأتي قصة سيدنا صالح مع قوم ثمود الذين تجبروا و استعلوا و كفروا فكان الهلاك مصيرهم بعزة الله
(( فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?158? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?159?))
و تأتي بعد ذلك قصة سيدنا لوط مع قومه الفاسدين الضالين و يدعو نبي الله لوط عليه السلام ربه بالنجاة فينجيه و يهلك قومه
(( فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ?170? إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ?171? ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ ?172? وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ?173? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?174? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?175? ))
و ننتقل بعدها لقصة سيدنا شعيب مع قومه الغشاشين الفجار القساة فيأتي الهلاك بعزة الله و قوته و جبروته
(( فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ?189? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?190? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?191? ))
و قد نلمح ملمحا مشتركا في الاسمين العظيمين
فإهلاك الكافرين رحمة للمؤمنين
و هكذا تكون الرحمة و العزة فضل من الله تعالى على عباده المؤمنين الصابرين
و تأتي آخر آية ذكر فيها هذان الاسمان بأمر إلهي لنبيه الحبيب سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم بأن يتوكل على العزيز الرحيم
و هذا يفيدنا جميعا كمسلمين فالأوامر الموجهة للنبي موجهة من بعده لكل من سار على نهجه و اتبع سنته
أختم خاطرتي مع هذه الآيات العظيمة التي تخشع لها القلوب الصادقة و تدمع لها العيون المؤمنة
(( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ?217? الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ?218? وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ?219? إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ?220? ))
و الحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
أما بعد :
فمرحبا بكم إخوتي في الله مع خاطرة قرآنية رمضانية جديدة
و وقفتنا اليوم مع التوكل على الله تعالى و مع الجزء التاسع عشر من القرآن الكريم و مع اسمين عظيمين من أسماء الله الحسنى وردا أكثر من مرة في سورة واحدة هي سورة الشعراء
( العزيز و الرحيم )
اسمان رائعان يوضحان عظمة اله و رحمته
ففي سورة الشعراء وردت آية
(( و إن ربك لهو العزيز الرحيم ))
أكثر من مرة و مع بداية السورة تقريبا و في نهاية قصة كل قوم من الأقوام و مع نهاية السورة
و هنا كان لا بد من الوقوف عند هذين الاسمين العظيمين و التأمل فيهما و في معانيهما العميقة و الرائعة
العزيز : اسم يوحي بالعزة و العظمة و الكبرياء و القوة
و الرحيم : اسم يوحي بالرحمة و اللطف و الود
اسمان يختصران صفات الله تعالى و يجمعانها كلها
فالله عزيز و رحيم
و صفات العزة تتكامل مع صفات الرحمة ليكون ديننا ترغيبا و ترهيبا .. قوة و لينا .. عزة و رحمة
و لهذا ركزت سورة الشعراء على معنيين عظيمين و هما رحمة الله بالمؤمنين و عزته على الكافرين و الظالمين
تعالوا نتبحر معا في معاني سورة الشعراء كي نعرف معاني هذين الاسمين العظيمين و نتعبد الله تعالى بهما الليلة
و خير أنواع العبادة أن تتبحر في معاني أسماء الله الحسنى و قرآنه العظيم
تبدأ السورة بقصة سيدنا موسى عليه السلام
و بالتحديد مع بعثة رسولنا الكريم موسى عليه السلام و أمر الله تعالى له بالبدء في الدعوة و مواجهة فرعون
ثم مواجهة السحرة الذين نسبوا العزة قبل أن يؤمنوا إلى من لا يستحقها فقالوا : بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون
فكانت الغلبة للحق فآمن السحرة و سجدوا لرب العالمين رب موسى و هارون
و عندما تبع فرعون و جنوده سيدنا موسى و من معه فظن المؤمنون أن جنود فرعون سيدركونهم فكان اليقين النبوي بالله تعالى
تأملوا معي الآيات
(( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ?61? قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ?62? فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ?63? وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ ?64? وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ?65? ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ ?66? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?67? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?68?))
الله الله ما أعظمه من يقين و من توكل على الله تعالى العزيز الرحيم
بعزته أغرق فرعون و جنوده
و برحمته نجا سيدنا موسى و من معه
و هذا يفسر لنا وجود الاسمين معا متلازمين العزيز الرحيم و الله أعلم طبعا لكنه اجتهاد من العبد الفقير الله و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب
و تنتقل السورة لحديث رائع لأبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه
حديث يبين لنا معاني التوكل على الله بأسمى مراتبها
تأملوا معي الآيات :
(( قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ?75? أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ?76? فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ?77? الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ?78? وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ?79? وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ?80? وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ?81? وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ?82? رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ?83?
وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ ?84? وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ?85? وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ?86? وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ?87? يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ?88? إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ?89? ))
يا الله ما أروعها من آيات و ما أجمله من يقين تام بالله و توكل كامل عليه
فهو من يهدينا و يطعمنا و يسقينا و يميتنا و يحيينا و ينجينا من خزي و عذاب الدنيا و الآخرة
و هي صفات الرحمة كلها مجتمعة
و بعدها تنتقل السورة إلى قصة سيدنا نوح عليه السلام مع قومه الذين كذبوه و ظلموه و آذوه
فنجاه الله تعالى و حماه برحمته و أغرق قومه و أهلكهم بعزته
تأملوا معي الآيات :
(( قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ?117? فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ?118? فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ?119? ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ ?120? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?121? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?122?))
و لاحظا معي نفس الختام في كل قصة بقوله تعالى و إن ربك لهو العزيز الرحيم
ثم تأتي قصة سيدنا هود مع قومه قوم عاد الذين طغوا و تجبروا و ظنوا بأن لا قوة قادرة على إهلاكهم و نسوا بأن القوة كلها لله العزيز الرحيم
فكان الهلاك و العقاب
(( فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?139? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?140?))
ثم تأتي قصة سيدنا صالح مع قوم ثمود الذين تجبروا و استعلوا و كفروا فكان الهلاك مصيرهم بعزة الله
(( فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?158? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?159?))
و تأتي بعد ذلك قصة سيدنا لوط مع قومه الفاسدين الضالين و يدعو نبي الله لوط عليه السلام ربه بالنجاة فينجيه و يهلك قومه
(( فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ?170? إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ?171? ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ ?172? وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ?173? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?174? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?175? ))
و ننتقل بعدها لقصة سيدنا شعيب مع قومه الغشاشين الفجار القساة فيأتي الهلاك بعزة الله و قوته و جبروته
(( فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ?189? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ?190? وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ?191? ))
و قد نلمح ملمحا مشتركا في الاسمين العظيمين
فإهلاك الكافرين رحمة للمؤمنين
و هكذا تكون الرحمة و العزة فضل من الله تعالى على عباده المؤمنين الصابرين
و تأتي آخر آية ذكر فيها هذان الاسمان بأمر إلهي لنبيه الحبيب سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم بأن يتوكل على العزيز الرحيم
و هذا يفيدنا جميعا كمسلمين فالأوامر الموجهة للنبي موجهة من بعده لكل من سار على نهجه و اتبع سنته
أختم خاطرتي مع هذه الآيات العظيمة التي تخشع لها القلوب الصادقة و تدمع لها العيون المؤمنة
(( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ?217? الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ?218? وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ?219? إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ?220? ))
و الحمد لله رب العالمين