برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz
]سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  250px-Sarkoun



سركون بولص

(1944 - 2007) شاعر عراقي ولد عام1944 في بلدة الحبانية (800 كلم غرب بغداد)
في سن الثالثة عشرة، انتقل مع عائلته إلى كركوك، وبدأ كتابة الشعر، وشكل مع الشعراء فاضل العزاوي ومؤيد الراوي وجان دمو وصلاح فائق "جماعة كركوك". في العام 1961 نشر يوسف الخال بعضاً من قصائده في مجلة «شعر». عام 1966 توجه إلى بيروت سيراً على الأقدام، عبر الصحراء. قصد المكتبة الأميركية، طالباً أعمال آلن غينسبرغ وجاك كرواك وآخرين، وأعد ملفاً عنهم في مجلة «شعر». في بيروت التي كانت تعرف نهضة ثقافية، انكبّ على الترجمة.عام 1969 غادر إلى الولايات المتحدة، وفي سان فرانسيسكوالتقى جماعة الـ«بيتنيكس» أمثال ألن غينسبرغ، كرواك، غريغوري كورسو، بوب كوفمن، لورنس فيرلينغيتي، غاري سنايدر، وعقد صداقات معهم.أسهم برفد المكتبة العربية بترجمات مهمة وأمينة لشعراء كثر. أمضى السنوات الأخيرة متنقلاً بين أوروبا وأمريكا، وخصوصاً في ألمانيا حيث حصل على عدّة مُنَح للتفرّغ الأدبي. بعد صراع مع مرض السرطان، توفي في برلين صباح الاثنين الواقع في 22 أكتوبر 2007. وكان صديقا حميما للشاعر العراقي فالح الحجية وللأخير دراسة مستفيضة عن شعره نشرت في جريدة العراق البغدادية



** مؤلفاته

- ديوانه الأول «الوصول إلى مدينة أين» (1985)
- «الحياة قرب الأكروبول» (1988)
- «الأول والتالي» (1992)
- «حامل الفانوس في ليل الذئاب» (1996)
- «إذا كنت نائماً في مركب نوح» (1998)
--"العقرب في البُستان"
-ترجمة لكتاب إيتيل عدنان "هناك في ضياء وظلمة النفس والآخر"
- مختارات شعرية مترجمة إلى الألمانية بعنوان «رقائم لروح الكون»
- سيرة ذاتية بالألمانية بعنوان «شهود على الضفاف»
- مختارات قصصية نُشرت بالعربية والألمانية بعنوان «غرفة مهجورة».
-يصدر له قريباً:ديوان بالانجليزية بعنوان «شاحذ السكاكين» مع مقدمة للشاعر أدونيس، عن مجلة " بانيبال"/«عظمة أخرى لكلب القبيلة» الذي يصدر قريبا لدى «دار الجمل»..



** قالوا عنه :
- الشاعر العراقي سعدي يوسف - لندن: "سركون بولص...شاعر العراق الوحيد!"
-الشاعر أنسي الحاج - لبنان:"جاء سركون بولص هارباً من العراق إلى لبنان. ومن لبنان طار إلى كاليفورنيا، ومن كاليفورنيا غرّد أينما كان، إلى أن حطّ في أحد المستشفيات الألمانيّة. الآشوري التائه. لا يُعطى لأيٍّ كان أن يكون آشوريّاً، ولا أن يكون شاعراً، ولا عراقيّاً، ولا تائهاً. لا يُعطى لأيٍّ كان، ولا لأحد، إلاّ لهذا السطر: أن «يجرّ الموت معه». والأصحّ، أن يجرّ الحياةَ وراءه."
-الشاعر عقل العويط -لبنان- صحيفة النهار:"وفي هذا الليل، سيستيقظ الشاعر في هذا الليل، ليعتلي هضبة الليل، وكنسرٍ سيعتلي هذا الليل، جوعُه حياتُه، فريستُه حياتُه، وتحت المخالب. هذا الرجل الجائع، هو سركون بولص، وهو شاعر، وكبير، وقد "سرقتُ" أقواله هذه، لأقولها له، وعنه، وهو جائعٌ إلى حياته، وهو الآن يلتهمها، ولن يشبع. وسيظل جائعاً إلى حياته هذه، وهي لن تنتهي، لأنها مدينة، وليس ثمة مكان، ولا جسد، لنسأل أين. أو لنسأل إلى أين. هي حياةٌ، هي حياةٌ، ولن تنتهي، لأن سركون شاعرٌ كبير، ولأن حياته قصيدة."
- الشاعر المغربي محمد بنيس: "حضور قصيدته لا يقل عن حضوره هو شخصياً، بتأنيه في النطق بالكلمات وفي اختيار مناسبة الكلام. لكنها القصيدة التي أبعدته عن سواها. ترحاله الدائم، بين سان فرنسيسكو وأروبا، أو لندن ثم برلين تحديدا، كان وجهاً للاستقرار الذي طبع حياته. وجه يثبت أمامي. سركون، الذي يمكن أن يقضي نهاره في مكان وليله في مكان آخر. لأن المكان الحقيقي، بالنسبة له، هو القصيدة."
- الشاعر البحريني قاسم حداد: "أخشي أننا سنفقد نكهة كاملة في حركتنا الشعرية بوفاة الصديق الشاعر سركون بولص. ليس ثمة كهولة ولا شيخوخة، سركون بولص من الفتوة إلى الرحيل، كأن حياته هي الشعر الذي يكتبه، وليست الزمن الفيزيائي الذي يستغرقه، وهي ميزة لا تحدث كثيراً في الواقع، الشعراء فقط قادرون على ذلك. سركون ظل الفتى الذي لا يكتهل ولا يشيخ. قصيدته حصّنته ضد الزمن."
-الشاعر محمد علي شمس الدين - لبنان: " سركون بولص المتطوح في الآفاق كان يحمل في داخله صبايا عراق ما في أي مكان حل فيه، في الولايات المتحدة الأميركية حيث يموت الشجر ويزدهر الحجر. سركون بولص من الأساس حمل أشلاءه، مِزق يديه وعينيه ومشى، ولكن ليصــل إلى مدينة ليس ثمة ما هو أكثر غموضا منها، لا هي بغداد ولا سامراء ولا نيــويورك ولا واشنطن، ولا حتى ما أوحى لنا به من اقامة إلى جانـب الأكروبــول. انها مدينة سركون الغامضة الصعبة التي سماها «مدينة أين»، لأنها تقيم في اللإمكان، تقيم في لغة سركون بولص التي هي مزيج من أشلاء وحرية، دم وبلاد. عاد بولص إلى أصله."
-عناية جابر - لبنان - صحيفة السفير: "ان ثقافة الآلام والاحزان التي غرف منها الشعراء قليلو الشعر، احتاجت إلى كبرياء سركون، لرفع الابيات عالياً في فضيلة الشجاعة، فضيلة الصمت والعض على النواجذ، وفي الرأس كالصخرة، يفتت العويل ورثاء الذات، يفجرهما. انغماس سركون بالحياة، رفع القبعة لاغوائها، قوي كبريائه وشعره، وخلّصه من جذام العلاقات النفعية، وعصابات التكسب، والميديا البراقة الخادعة، ورحل رحيله المنتظر مجللا بالغياب الجمالي والاخلاقي في الوقت ذاته!"
-د.هدية الأيوبي - فرنسا - دار الكشكول: "سركون بولص..المبدع الخَفِر.. خفيرُ الحداثة العربية... كان في قلب المعمعة.. كتابة وابداعاً.. لكن دون ضجيج. لم يبحث عن الأضواء لأنه ترك أصابعه مضاءة طيلة الوقت، فلم يتورع عن الدخول إلى الغابة المسحورة. لم يكن من أهل الكهف.. ظل طليقاً.. محلقاً.. حتى طار صوب الشمس وذابت أجنحته..فسقط. سقط سركون.. في عز الكتابة.تعبت قدماه ويداه.. تعبت روحه. ليس العراق وحده هو السبب..إنما هي روحه القلقة التي ناء بها الجسد الضعيف فسقط. من العراق..إلى سوريا..إلى بيروت..حيث قطف أزهار الحداثة بشغف الأطفال وهدوء الفلاسفة.. ثم إلى سان فرانسيسكو حيث تذوق عطوراً وأزهاراً جديدة.. هو الطفل الباحث عن قصبة الدهشة ليمتطيها مسابقاً أفراس النهر... وفي برلين كانت الرحلة الأخيرة للعلاج...تعب الفارس الخجول من حمل أسفار الكلام.. فرحل إلى موت غير مفاجئ، ليرتاح قليلاً.. قبل أن يوقظ عصافيرَ خبّأها في سطوره..بعيداً عن ذاكرتنا المشوّشة بهموم العصر. سركون بولص..هل وصلتَ إلى مدينة " أين"؟"


descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz
مختارات من ديوانه :

بورتريه للشخص العراقي في آخر الزمن


أراه هنا، أو هناك:

عينهُ الزائغة في نهر

النكبات، منخراه المتجذّران

في تُربة

المجازر، بطنه التي طحنتْ

قمحَ

الجنون في طواحين بابل

لعشرة آلاف عام…

أرى صورتَهُ

التي فقدت إطارها

في انفجارات التاريخ

المستعادة

تستعيد ملامحها كمرآةٍ

لتدهشنا في كل مرة

بمقدرتها الباذخة على التبذير.

وفي جبينه الناصع

يمكنك أن ترى

كأنما على صفحات كتابٍ

طابورَ الغزاة يمرُّ

كما في فيلم بالأبيض والأسود:

أعطه أيَّ سجن ومقبرة

أعطه أي منفى

أي هنا، أو هناك

ورغم ذلك يمكنك أن ترى

المنجنيقات تدكُّ الأسوار

لتعلو مرّة أخرى.

وتصعد أوروك من جديد

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz

تحولات الرجل العادي



أنا في النهار رجل عادي
يؤدي واجباته العادية دون أن يشتكي
كأي خروف في القطيع لكنني في الليل
نسر يعتلي الهضبة
وفريستي ترتاح تحت مخالبي.
حمامة مسافرة.. إليك
لك كل الدفء،
هذه الساعة التي ستدنينا
أو تفرقنا، أو تذكرنا بأن ليلتنا هذه
قد تكون الأخيرة، وتعرف أنها خسارة أخرى
سيعتاد عليها القلب مع الوقت
فالوقت ذلك المبضع
في يد جراح مخبول سيعلمنا ألا ننخدع
بوهم الثبات:
أقل مما يكفي، أكثر مما نحتاج.
أقل مما يكفي هذا الأرث الفائض من مكمنه
في صيحة الحب الأولى
أولى في كل مرة.
أكثر مما نحتاج طعم الرغبة هذا
كما لم نذقه من قبل
لم نذقه من قبل.

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz

لم يبق من بياض


طردتِ الأرضُ النادلَ الكبيرَ

لتدخل شيخوختها بأمان.

فلتكن هناك..

أقصد جالساً بين الجبال.

فآخر نهرِ،

سيمرُ بكَ محمولاً على عربة ٍ

تعمل بطاقة الأنين.

كن هناك..

أقصد ُ ظلاً يتفشى على سبورةٍ

يقيمُ عليها خطُ الاستواء.

أو تعال.

ترى المناجمَ فارغةً.

الطيورَ بوالينَ بغاز العزلة.

الكتبَ مُجمدّات لهوائيات الدماغ

فيما ستكون الأمشاط ألسنةً

للذكريات.

القطار الأخير،

بعد ساعة ودون سكة هذه المرة.

النبعُ،

زجاجةٌ فارغةٌ دون إقامة

بعد اليوم.

يا للهوّل..

أن يصبح الوداعُ متقاعداً.

أن تدخل التفاحة المشرحة َ.

أن يصبح الليل فروّة محترقة.

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz


في بغداد


ضريحُ الوليّ تنقصه ُ بضعُ آجرّات

من بلاطٍ أزرق وأحمر ، جدارهُ الدائريّ تغطـّيه

حتـّى قـُبـّته آلافُ الخِرَق من ثياب ِ مَن جئن َ هنا

جيلاً بعد َ جيل ٍ من العواقر

يلتمسن َ البرَكات !

حبّاتُ الكهرمان في سُبـّـحة المُقرئ الأعمى

عُقَـدٌ مدمّـاة ٌ لِكَـم قلب ٍ

كان َ يخفقُ في أزمور ذات َ زمن !

والعرّافة ُ الأريبة، طارفة ً بعينها الخضراء

لتطردَ سرّا ً غيرَ مرغوب ٍ رفرفَ من يدي المفتوحة

هاربا ً مثلَ غُراب ٍ الى البعيد، تهزّ الثمرة

في أعلى أغصان الزمن ، حجرا ً

له ُ سيماءُ الذهب...

إنـّها لا تُخبرني

عمّـا إذا كانت تعرفُ كلّ هذا

أم لا، فنحنُ لا نتكلـّم ُ، لا نقول ُ شيئا ً

أو نـُفصحُ عمّـا لا يُقا لُ في حضرة الأبد .

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz


المرأة الجانحة مع الريح



لو رأتها، تلك المرأة

الجانحة مع الريح

وفي عينيها علائم زوبعة قادمة

وشعرها، منذ الآن، ينتفش في دواماتها،

لا

تترددْ

وخبّرني، فهي قد تكون ضالتي

قد تكون من ذهبتُ أبحث عنها في القرى

والأرياف البعيدة

حالماً أن أجدها في زقاق

مقفر، ذات يوم، تحمل طفلا بين

ذراعيها أو تطل من نافذة

أو حتى أن أعرف أنها هي

في ثمّة صوت، في ثمة أغنية على

الراديو

أغنية تقول أشياء جميلة

عن الحزن

أو الهجرة

وقد لا تراها

سوى في جناحي فراشة

ترفرف لازقة في قار الطريق

عينيها الملطختين بمكحلة التاريخ العابثة

نهديها المثقلين يأنداء حزن أمة

وفاكهتها اليتيمة

كبضعة أحجار في سلة

تعود بها من سوق أقفلت دكاكينها تصفر في أخشابها الريح

على أطراف بلدة

ولدنا فيها، وحلمنا أحلامنا الصغيرة

ثم هجرناها

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz


أنا الذي !


أنا الذي

لا نأمةٌ.

هل مات من كانوا هنا؟

لا كلمةٌ

تَرِدُ اللسان -

الانتظارُ أم الهجوم؟

أم التملّصُ من ...

كهذا الصمت

حين أُهيل جمرَ تحفُّزي حتى

يبلّدني التحامُ غرائزي: أرعى كثورٍ في الحقول

أنا نبوخذُ نُصَّر -

تُلقي الفصولُ إليَّ

أعشاباً ملوَّثةً، وأُلقي النردَ

في بئر الفصول -

لأجتلي سرّاً

يعذّبني؟

يعذبني طوال الليل. حتى صيحة

الديك الذبيح.

لأجتلي سرّاً.

وأسمعَ ضجّةَ الأكوانِِ؟

(إنهُ مأتمُ

قالوا لنا: عُرْسٌ)

جيوشُ الهمّ تسحبني

بسلسلةٍ

ويستلمُ الزمانُ أعنّةَ الحوذيّ -

تسبقنا الظلالُ.

وراءنا:

كلُّ الذينَ، وكلُّ مّنْ

"طال الزمن"، قال الرجل.

شمسٌ على هذا

المشمّع فوق مائدتي:

نهارٌ لا يضاهيه نهار. كوجه الله

تبقى تحت عينيّ انعكاستها، وتخرقني

الى قاعي كرمْحٍ -

إنها شمسي.

وملأى غرفتي، بيتي، كقارب رَعْ

تسافرُ في المتاهة

بالهدايا.

شمسٌ على صحني

وصحني، في الحقيقة، فارغٌ:

حبّات زيتونٍ، بقايا قنّبيطٍ، عظمةٌ...

ما زاد عن مطلوبنا.

تلك البقايا..

نُتفةٌ في كل يومٍ، قشرةٌ

نلقي بها في لُجة التيار - يبقى الصحنُ.

والسّكين.تبقى شوكةُ

أبقى. وجوعي، تُخمتي.

*

الشمسُ أو ليمونةٌ

تطفو على وجه الغدير المكتسي

بطحالبٍ ألقي الى أكداسها حجراً

فتخفقُ، مرةً، وتُبقْبِقُ الأغوارُ

فقّاعاتُ أوهامٍ مبّددةٍ

رغابٌ لم تجسدها الوقائعُ

جَمجَماتٌ لا محلّ لها من الإعراب

أطماعٌ. دهاليزٌ. وعود بالعدالة؟

(بالسعادة!)

رغوةُ الكلمات في بالوعة المعنى

تواريخٌ

وثمّةُ من يُفبركها، ويشطبنا بممحاةٍ -

لنبقى.

قال الرجل: "فاتَ الأمل.

زادَ الألم"

شدّوا الضحيّة بين أربعةٍ

من الأفراسِ

جامحةٍ.

جنودٌ يسكرون. جنازةٌ عبرت وراء

التل. هل جاء البرابرةُ القدامى

من وراء البحر؟

هل جاؤوا؟

وحتى لو بنينا سورنا الصيني،ّ سوف يقال: جاؤوا.

انهم منّا، وفينا. جاء آخَرُنا

ليُضحكنا، ويُبكينا..

ويبني حولنا سوراً من الأرزاء. لكن، سوف نبقى.

هناك، في بلاد باتاغونيا، ريحٌ

يسمّونها "مكنسة الله"

ريحٌ

أريدُ لها الهبوبَ، على مدار

الشرق، في أسماله الزهراء

والغرب المدجّج بالرفاه: أريد أن أختارها

لتكون لي

أن أستضيف جنونها

إذ تكنس الأيام والأسماء

تكنس وجه عالمنا كمزبلةٍ

لتنكشف التجاعيدُ العميقة تحت

أكداسٍ من الأصباغ

والدم، والجرائمِ

والليالي.

أقْبلي، يا ريحُ.

مكنسةَ الإلهِ، تَقدّمي.

قال الرجل. قال الرجل

لا ترمِ في مستنقعٍ حجراً

ولا تطرق على بابٍ فلا أحدٌ

وراءه غيرُ هذا

الميّت الحيّ الموزع بينَ بينٍ في أناهُ، بلا أنا

يأتي الصدى:

هل مات.

من كانوا.

هنا.

*

جاء الواحدُ الذي يقولُ، والآخر الذي يصمتُ.

الذي يمضي، والآتي من هناك.

بينهما

كلمةٌ، أو نأمةٌ.

بينهما أنهارٌ من الدم جرتْ، فيالقٌ تسبقها الطبولُ.

ولم يستيقظ أحد.

بينهما صيحةٌُ الجنين على سنّ الرمح

في يد أول جنديٍّ أعماهُ السُّكْر

يخسفُ بابَ البيت.

بينهما مستفعلنٌ، أو ربّما متفاعلنٌ؟

لا

ليس بينهما سوايَ :

أنا الذي

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz


مرثية إلى سينما السندباد[/size]


هناكَ طريقٌ

ترصّعها سقوفٌ قرميدُها

غسلته الذاكرة

حتى ابيضّ تحت سماء بلغت

أوجَ حُرقتها

حيث كلماتي

تُريدُ أن تعلو مثل أدراجٍ

مثل أصوات ترتقي

السُلَّم الضائع

في دفتر الموسيقيّ الذي ماتَ

في السجن، نوطة بعد أجرى.

أعثر على ذاك المبنى

وأفتح باباً

على المهْوى:

كل آثار حياتي

الغابرة، يسمّي ذاتَه

بأسمائه، هناك.

ساقيةُ المواضي

مازالت تجري في الحُفر

لكن أمواجَها

أبطأُ من نبض السلحفاة.

زماننا وكيف ضيَّع تذكراته!

قالوا لي…

إنهم هدموا سينما السندباد!

يا للخسارة.

ومن سيُبحر بعد الآن؟

من سيلتقي بشيخ البحر؟

هدموا تلك الأماسي؟

حجرًا على حجر؟

قمصاننا البيضاء، صيف بغداد

حبيباتنا الخفراوات حتى

التجلي…

سبارتاكوس، شمشون ودليلة

فريد شوقي، تحية كاريوكا،

ليلى مراد؟

وهل يمكننا أن نُحبّ الآن؟

كيف سنحلمُ بعد اليوم

بالسفر؟

إلى أي جزيرة؟

هدموا سينما السندباد؟

ثقيلٌ بالماء شعرُ الغريق

الذي عاد إلى الحفلة

بعد أن أطفأوا المصابيح

وكوموا الكراسي

على الشاطئ المقفر

وقيّدوا بالسلاسل أمواجَ دجلة.

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz


محلولة، سلفا، كل الأحاجي





كل الطرقات مفتوحة

أمامي، كل الأحاجي محلولة

سلفا؛ طرقة على الباب، وينفتح…

الليل، للنهار، زوجة.

ومع ذلك

ففي نهر الدم أخوض، ولن ألقى البوابة

أو أدخل ليلا إلى المدينة

في مهرجان من نباح الكلاب.

وما هي إلا نبضة

سرية من دم القصيدة

تسمح لي بالدخول.

وها هي المسألة:

أي علقم أشرب، أي إيقاع أتبع حتى

أتحاشى الجنون…

سوى هذه الكلبة

التي تغطي بعوائها الأفق

سوى هذه الذئبة المجنونة

سائحة في خيالاتي

قائلة للعالم أنها تعرف أسراري

مهما نزفتُ، أو تلفظتُ بهذا الزبد

مهما، ومهما…

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz


محلولة، سلفا، كل الأحاجي





كل الطرقات مفتوحة

أمامي، كل الأحاجي محلولة

سلفا؛ طرقة على الباب، وينفتح…

الليل، للنهار، زوجة.

ومع ذلك

ففي نهر الدم أخوض، ولن ألقى البوابة

أو أدخل ليلا إلى المدينة

في مهرجان من نباح الكلاب.

وما هي إلا نبضة

سرية من دم القصيدة

تسمح لي بالدخول.

وها هي المسألة:

أي علقم أشرب، أي إيقاع أتبع حتى

أتحاشى الجنون…

سوى هذه الكلبة

التي تغطي بعوائها الأفق

سوى هذه الذئبة المجنونة

سائحة في خيالاتي

قائلة للعالم أنها تعرف أسراري

مهما نزفتُ، أو تلفظتُ بهذا الزبد

مهما، ومهما…

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz
البرق اللامع
عايده بدر


بحق ان هذا هو الوفاء الادبي
ارفع قبعتي مكتفيا بالاعجاب على هذه الروح الادبية الفذة


رائعة بل واكثر
تقديري

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz
محمد سوادي العتابي كتب:
البرق اللامع
عايده بدر

بحق ان هذا هو الوفاء الادبي
ارفع قبعتي مكتفيا بالاعجاب على هذه الروح الادبية الفذة

رائعة بل واكثر
تقديري




هؤلاء الرائعون من شكلوا وجداننا قديرنا

و نفخر حين نستظل بظلالهم الرائعة

كل تقديري لرائع حضورك الباذخ

لروحك السلام مبدعنا

عايده

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz
الرائعة عايدة

نعم الوفاء مافعلت

وهل جزاء الاحسان الا الاحسان نعم

لقد ترك شاعرنا أرثا خصيبا

لو درسته الاجيال لعرفت معنى الشعر حقا

ولو لم يكن سوى قول سعدي يوسف فيه لكفاه فخرا ان يكون شاعر العراق الاول

بما اتحفتينا من روائع نظمه وسيرته العبقة


وذلك منتهى الانصاف ان نذكر بكل وفاء

شعراءنا الافذاذ الذين انقطت بنا واياهم السبل

غاليتي وعلى ذلك سأتابعك

لاتجول في رحاب شعراء غابوا عن الذاكرة


لكن الانصاف في ذكرهم

وتغييبهم منتهى النكران والجحود ومنتهى القسوة

لجهدك تنحني روحي ولاء

لك حدائق من اقاح عبقة


لروحك التالق













descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz
حميدة العسكري كتب:
الرائعة عايدة

نعم الوفاء مافعلت

وهل جزاء الاحسان الا الاحسان نعم

لقد ترك شاعرنا أرثا خصيبا

لو درسته الاجيال لعرفت معنى الشعر حقا

ولو لم يكن سوى قول سعدي يوسف فيه لكفاه فخرا ان يكون شاعر العراق الاول

بما اتحفتينا من روائع نظمه وسيرته العبقة


وذلك منتهى الانصاف ان نذكر بكل وفاء

شعراءنا الافذاذ الذين انقطت بنا واياهم السبل

غاليتي وعلى ذلك سأتابعك

لاتجول في رحاب شعراء غابوا عن الذاكرة


لكن الانصاف في ذكرهم

وتغييبهم منتهى النكران والجحود ومنتهى القسوة

لجهدك تنحني روحي ولاء

لك حدائق من اقاح عبقة


لروحك التالق

















من بين الفراتين و الدجلتين من منبت تلك الأرض التي تنبت الشعر تفتحت قريحة هؤلاء الرائعون

و كان هواء الشعر الذي نتنفس ممتزجا بنقاء هؤلاء الذين رسموا لنا دروب الحرف فمشينا و ما انتهينا بعد

دائما أقول أن العراق هو أحد أهم منابت الشعر ففي كل خطوة على أرضه تنبت زهره شعر و ثمرة حرف

حق علينا صديقتي أن نتوج هؤلاء من زرعوا دروبنا بالفكر و الحرف الرائع بتيجان النور

حتى لا ينساهم الزمن الغافل فليبقوا دائما مشاعل تضيىء لنا مهما ابتعدت بنا و بهم الأيام

لحضورك الرائع في روحي كل هذا الألق حميدة الحبيبة

تسعد حروفي و من قبلها روحي بتفتح زهور في حديقتها

لك النجوم تبرق بمحبتي الدائمة لا تغفو و لا تنام

عايده

descriptionسركون بولص / الشاعر العراقي المنسي  Emptyرد: سركون بولص / الشاعر العراقي المنسي

more_horiz
بورك جهودك الطيبة أختي الكريمة عايدة
للأسف أشعر دائمًا أن هناك اضطهادًا منظَّمًا تجاه الشعر العراقي الحديث متمثِّلًا بتجاهل التجارب الكبيرة التي تجسَّدت في تلك الشخصيات الفذّة التي حملت لواء الإبداع جيلًا بعدَ جيل .. ولقد كان سركون أحد أولئك الكِبار المعذَّبين في ضفاف الحرف المشرق !!
والمطالِع في الجرائد والصحف العراقية الصادرة في الفترة الممتدة بين ثلاثينيات وسبعينيات القرن الماضي سيفاجأ بالكمِّ المهول للشعراء المجِيدين المغمورين الذين تخطَّتهم أيادي الإحصاء الساذج الذي تقوم به بعض المؤسسات القائمة على دعامات المجاملات .. أذكر أنني قرأت مرة مقولة لنزار قباني تعلل هذه الحالة .. قال ( في معرض حديثه عن الشاعر العراقي الفذ : حسب الشيخ جعفر ) ما معناه أن الشعر العراقي أعمق أشكال الشعر العربي المعاصر تجربة لكن الشعراء العراقيين لا يجيدون فنَّ العلاقات العامَّة وهذا ما أثَّر على انتشارهم سلبًا .. وقد كان نزار دقيقًا وصريحًا في ذلك !!
شكرًا للمسة الوفاء الأصيلة هذه يا بنتَ الرافدَين الأصيلة !
تحية من قلبي لقامتك الغالية أبتها النخلة الباسقة !
أسجل إعجابي ويشرفني !



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى