بُشرى لَبيد
قَمَرٌ يُنيرُ ليَ الطَّريقَ إلى دَمِي ** ونُجُومُ أحلامي تُطِيعُ فتَتْبَعُهْ
تأْوِي بها الأَنوارُ نَحوَ سَحَابةٍ ** للدِّفْءِ تُمطِرُها الحنَانَ فتَجْمَعُهْ
وتَصُوغُ منهُ قِلادةً لضَلالِها ** فغِلَالُها عَطْشَى لظِلٍّ تَكْرَعُهْ
نَبْعُ الجَفَافِ قَدْ امتَلَا بسَرابِها ** وغَدا يَفيضُ عَلى الأماني مُتْرَعُهْ
صامَتْ دُهُورًا تَرتَجي أَغصانُها ** طَيْرًا يُهَدِّدُ بالخُلُودِ فتَسْمَعُهْ
ويَصُبُّ عِطْرَ غِنائِهِ بفِنائِها ** فتَمُدُّ لَهفتَها إِلَيهِ وتَصْفَعُهْ !
حُبًّا ! تُحَيِّي فيهِ جُرْأَةَ بَوْحِهِ ** وتَشَرُّدًا عَن دَوْحِهِ لا يَرْدَعُهْ
عَن أَنْ يُكَرِّسَ للجَمَالِ وَلاءَهُ ** حَتَّى وإِنْ كادَ النَّشيدُ يُضَيِّعُهْ !
... أُصْغِي لِمِرآةِ اندِلاعِ عَوَاطِفي ** ولَهيبِها طِفلاً يُهَدْهَدُ مَضْجَعُهْ
ومُظَاهَراتُ الشَّوقِ تَغزُو خاطِري ** وهِتَافُها يَعْلُو يَضِجُّ تَوَجُّعُهْ
فأُزاحِمُ الأَوهامَ في سَكَراتِها ** لأُشَارِكَ اللَّذَّاتِ فيما تَطْمَعُهْ
وأَسيرُ مُلْتَحِفًا بآمالي إِلَى ** ضَوْضائِها عَلَّ الشُّهُودَ يُطَوِّعُهْ
وأَمُدُّ ظِلِّي كَي أُعانِقَ خَمْرَهُ ** فأنا المُوَكَّلُ بالضَّياعِ أُرَقِّعُهْ
نَزْفي هُوَ المَسؤُولُ عَن غَمَراتِهِ ** وهْوَ المُخَوَّلُ بالشَّتاتِ يُشَرِّعُهْ
هيَ فُرْصَةٌ كَي أَسْتَرِدَّ تَمَرُّدي ** وأُعيدَ للآفاقِ ما تَتَوَقَّعُهْ
... قَمَرٌ يُثيرُ بيَ الفَنَاءَ فأَرْتَمي ** كاللَّيلِ في أَحضانِهِ فأُرَوِّعُهْ !
وأَقُولُ : أنتَ ! يَفِرُّ مِنِّي هارِبًا ** نَحوَ الحَياةِ ! فأَنْطَفي وأُوَدِّعُهْ ...!
قَمَرٌ يُنيرُ ليَ الطَّريقَ إلى دَمِي ** ونُجُومُ أحلامي تُطِيعُ فتَتْبَعُهْ
تأْوِي بها الأَنوارُ نَحوَ سَحَابةٍ ** للدِّفْءِ تُمطِرُها الحنَانَ فتَجْمَعُهْ
وتَصُوغُ منهُ قِلادةً لضَلالِها ** فغِلَالُها عَطْشَى لظِلٍّ تَكْرَعُهْ
نَبْعُ الجَفَافِ قَدْ امتَلَا بسَرابِها ** وغَدا يَفيضُ عَلى الأماني مُتْرَعُهْ
صامَتْ دُهُورًا تَرتَجي أَغصانُها ** طَيْرًا يُهَدِّدُ بالخُلُودِ فتَسْمَعُهْ
ويَصُبُّ عِطْرَ غِنائِهِ بفِنائِها ** فتَمُدُّ لَهفتَها إِلَيهِ وتَصْفَعُهْ !
حُبًّا ! تُحَيِّي فيهِ جُرْأَةَ بَوْحِهِ ** وتَشَرُّدًا عَن دَوْحِهِ لا يَرْدَعُهْ
عَن أَنْ يُكَرِّسَ للجَمَالِ وَلاءَهُ ** حَتَّى وإِنْ كادَ النَّشيدُ يُضَيِّعُهْ !
... أُصْغِي لِمِرآةِ اندِلاعِ عَوَاطِفي ** ولَهيبِها طِفلاً يُهَدْهَدُ مَضْجَعُهْ
ومُظَاهَراتُ الشَّوقِ تَغزُو خاطِري ** وهِتَافُها يَعْلُو يَضِجُّ تَوَجُّعُهْ
فأُزاحِمُ الأَوهامَ في سَكَراتِها ** لأُشَارِكَ اللَّذَّاتِ فيما تَطْمَعُهْ
وأَسيرُ مُلْتَحِفًا بآمالي إِلَى ** ضَوْضائِها عَلَّ الشُّهُودَ يُطَوِّعُهْ
وأَمُدُّ ظِلِّي كَي أُعانِقَ خَمْرَهُ ** فأنا المُوَكَّلُ بالضَّياعِ أُرَقِّعُهْ
نَزْفي هُوَ المَسؤُولُ عَن غَمَراتِهِ ** وهْوَ المُخَوَّلُ بالشَّتاتِ يُشَرِّعُهْ
هيَ فُرْصَةٌ كَي أَسْتَرِدَّ تَمَرُّدي ** وأُعيدَ للآفاقِ ما تَتَوَقَّعُهْ
... قَمَرٌ يُثيرُ بيَ الفَنَاءَ فأَرْتَمي ** كاللَّيلِ في أَحضانِهِ فأُرَوِّعُهْ !
وأَقُولُ : أنتَ ! يَفِرُّ مِنِّي هارِبًا ** نَحوَ الحَياةِ ! فأَنْطَفي وأُوَدِّعُهْ ...!