اللغة، القصدية، الاعتباط تعريفات وتعويل على منهج (عالم سبيط النيلي): ج/الأول
اللغة: نظام معرفي، ومعرفيته تعتمد على التفاعل الحيوي بين الحاجة الإنسانية للتعبير، والواقع الموضوعي، واللغة المنجز الإنساني الأساس في تطوير المجتمع الإنساني. ويشير (علماء النفس) إلى أن اكتساب اللغة استعداد ينبع جذرياً من الجينات البشرية.
إن أولويات التعلم تظهر منذ الطفولة حتى عند الأطفال (الخرس). وإن مبادئ القواعد عميقة ومجردة لدرجة أنه لا يتمكن من كشفها إلا كائن معد مسبقاً. وقد وجدوا بذلك (تخصص الكلام الإنساني والجهاز التنفسي) وسيلة البحث العلمي (الاستقراء) التي تعني الملاحظة وجمع البيانات ورصد تكرار الظواهر الطبيعية وغيرها. والخروج بفرضيات لتفسير هذه الظواهر هو ما ننشد الاعتماد عليه في تعريفنا ها هنا لواحدة من المشاكل الإنسانية المهمة والخطيرة وهي مشكلة علمية المبادئ التي يعتمد عليها علم اللغة المطروح على الساحة. ونقصد بذلك مقدار ما يعتمده علم اللغة من أسس علمية مقارنة بطرح الأستاذ المرحوم (عالم سبيط النيلي) في كتابه (اللغة الموحدة).
القصدية: القصد في اللغة إتيان الشيء قصده، أي نحوه، وفي الفلسفة (نظرية القصد) كانت سائدة لدى فلاسفة العصور الوسطى، وعندهم القصد: الفعل الذي يتجه فيه العقل نحو الموضوع ليدركه، والقصدية: هي خاصية الشعور حينما يشير إلى أو يتجه نحو الشيء ليدركه وقد استمرت في الفلسفة الغربية وامتدت إلى الفلسفة المعاصرة حيث قام (برنتانو) بإحيائها وتجديدها في دراساته النفسية وأقنع تلميذه (ادموند هوسرل) بأهمية فكرته عن القصدية فاقتنع بها وطورها في منهجه (الفونومونولوجي). ونأخذ من المصطلح أعم الفهم منه فالشعور لا يمكن أن يفصح عن نفسه إلا حينما يكون مقصده شيئاً محسوساً. والشعور يستخلص معناه من الواقع (أساساً) ونعبر عنه بالكلام المحدد للمعنى ويمكن أن نطلق على هذه الكلمات مقاصد أو غايات.
قصدية اللغة عند (عالم سبيط):
اللغة: نظام يتألف من مجموعة من العناصر الصوتية واللفظ (الكلمة)، سلسلة صوتية من الحروف (الفونيمات) وتعتبر أساساً حركات طبيعية (فيزيائية) تدل على معنى محدد وبالمعنى الذي يجعل الكلمة تختزن قدرة على التعبير عن معنى حسي أو عقلي أو مادي.. ينبع من مفهوم الحركة الأصلية (أو الجوهرية).. إذن فلا ترادف أو استعارة فلكل مفردة معناها الذي يحدده التسلسل الصوتي لوجود معنى مستقل لكل حرف وهو ما يناقض الرأي القائل بالاعتباطية.
الاعتباطية: الاعتباط من حيث الدلالة والمعنى (كون أن الأشياء سميت بدون وجود صله بين الشيء وتسميته) مفهوم تداولته الإنسانية منذ زمن طويل ويذكر الأستاذ (عالم) ان محاورة (كراتيليس) تذكر موقف (هيرموجينز) عندما يقول (لا يوجد اسم ينسب لشيء معين تمنحه الطبيعة، ولكن فقط عن طريق العادة والتقاليد لاولئك الذين يستخدمون الاسم والذين يجدون تلك الأسماء) وهذه الفكرة (أي الاتفاق) على الأسماء هي التي نجحت في النهاية. فتم تأسيس مبادئ علوم اللغة والبلاغة وأبحاث الدلالة اللفظية عليها. (كما في عالمنا الإسلامي)، حيث تم تعميم الفكرة إلى دلالة كل الألفاظ، واعتبر عبد القادر الجرجاني أول واضع لها. أما في الغرب فقد تم تأسيس الاعتباط على يد العالم اللغوي (دي سوسير) فسماه لأول مرة بالمبدأ الاعتباطي.
علي السيد خصاف
اللغة: نظام معرفي، ومعرفيته تعتمد على التفاعل الحيوي بين الحاجة الإنسانية للتعبير، والواقع الموضوعي، واللغة المنجز الإنساني الأساس في تطوير المجتمع الإنساني. ويشير (علماء النفس) إلى أن اكتساب اللغة استعداد ينبع جذرياً من الجينات البشرية.
إن أولويات التعلم تظهر منذ الطفولة حتى عند الأطفال (الخرس). وإن مبادئ القواعد عميقة ومجردة لدرجة أنه لا يتمكن من كشفها إلا كائن معد مسبقاً. وقد وجدوا بذلك (تخصص الكلام الإنساني والجهاز التنفسي) وسيلة البحث العلمي (الاستقراء) التي تعني الملاحظة وجمع البيانات ورصد تكرار الظواهر الطبيعية وغيرها. والخروج بفرضيات لتفسير هذه الظواهر هو ما ننشد الاعتماد عليه في تعريفنا ها هنا لواحدة من المشاكل الإنسانية المهمة والخطيرة وهي مشكلة علمية المبادئ التي يعتمد عليها علم اللغة المطروح على الساحة. ونقصد بذلك مقدار ما يعتمده علم اللغة من أسس علمية مقارنة بطرح الأستاذ المرحوم (عالم سبيط النيلي) في كتابه (اللغة الموحدة).
القصدية: القصد في اللغة إتيان الشيء قصده، أي نحوه، وفي الفلسفة (نظرية القصد) كانت سائدة لدى فلاسفة العصور الوسطى، وعندهم القصد: الفعل الذي يتجه فيه العقل نحو الموضوع ليدركه، والقصدية: هي خاصية الشعور حينما يشير إلى أو يتجه نحو الشيء ليدركه وقد استمرت في الفلسفة الغربية وامتدت إلى الفلسفة المعاصرة حيث قام (برنتانو) بإحيائها وتجديدها في دراساته النفسية وأقنع تلميذه (ادموند هوسرل) بأهمية فكرته عن القصدية فاقتنع بها وطورها في منهجه (الفونومونولوجي). ونأخذ من المصطلح أعم الفهم منه فالشعور لا يمكن أن يفصح عن نفسه إلا حينما يكون مقصده شيئاً محسوساً. والشعور يستخلص معناه من الواقع (أساساً) ونعبر عنه بالكلام المحدد للمعنى ويمكن أن نطلق على هذه الكلمات مقاصد أو غايات.
قصدية اللغة عند (عالم سبيط):
اللغة: نظام يتألف من مجموعة من العناصر الصوتية واللفظ (الكلمة)، سلسلة صوتية من الحروف (الفونيمات) وتعتبر أساساً حركات طبيعية (فيزيائية) تدل على معنى محدد وبالمعنى الذي يجعل الكلمة تختزن قدرة على التعبير عن معنى حسي أو عقلي أو مادي.. ينبع من مفهوم الحركة الأصلية (أو الجوهرية).. إذن فلا ترادف أو استعارة فلكل مفردة معناها الذي يحدده التسلسل الصوتي لوجود معنى مستقل لكل حرف وهو ما يناقض الرأي القائل بالاعتباطية.
الاعتباطية: الاعتباط من حيث الدلالة والمعنى (كون أن الأشياء سميت بدون وجود صله بين الشيء وتسميته) مفهوم تداولته الإنسانية منذ زمن طويل ويذكر الأستاذ (عالم) ان محاورة (كراتيليس) تذكر موقف (هيرموجينز) عندما يقول (لا يوجد اسم ينسب لشيء معين تمنحه الطبيعة، ولكن فقط عن طريق العادة والتقاليد لاولئك الذين يستخدمون الاسم والذين يجدون تلك الأسماء) وهذه الفكرة (أي الاتفاق) على الأسماء هي التي نجحت في النهاية. فتم تأسيس مبادئ علوم اللغة والبلاغة وأبحاث الدلالة اللفظية عليها. (كما في عالمنا الإسلامي)، حيث تم تعميم الفكرة إلى دلالة كل الألفاظ، واعتبر عبد القادر الجرجاني أول واضع لها. أما في الغرب فقد تم تأسيس الاعتباط على يد العالم اللغوي (دي سوسير) فسماه لأول مرة بالمبدأ الاعتباطي.
علي السيد خصاف